اعتقال ناشطين بالأردن على خلفية الاحتجاجات المنددة بالعدوان على غزة

اعتقلت السلطات الأردنية، عدداً من الناشطين المشاركين في فعاليات شعبية خرجت تأييداً للفلسطينيين ودعما للمقاومة في قطاع غزة.

وأظهر مقطع فيديو اعتقال شبان قرب الجامعة الأردنية، ما أثار ردود فعل على شبكات التواصل الاجتماعي، نددت باستهداف أشخاص على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة في أسبوعه الخامس.



ومن جانبه، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي (أكبر الأحزاب على الساحة الأردنية)، حملة الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق عدد من شباب الحزب وناشطين.

وقال الحزب في بيان صحفي إن "هذه الاعتقالات تأتي على خلفية حراكهم في الفعاليات الشعبية، التي تنطلق في معظم محافظات المملكة انتصاراً للشعب الفلسطيني، وبما يشكل سنداً للموقف الرسمي الأردني في وجه العدوان الصهيوني المجرم ضد قطاع غزة".

وأضاف البيان أن "ما يجري من اعتقالات تعسفية بحق الناشطين الشباب، يمثل اعتداءً صارخاً على الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور".

واعتبر أن الاعتقالات "تتناقض مع الموقف الرسمي الأردني، الذي يؤكد على حق المواطنين في التظاهر والتعبير عن مشاعرهم الوطنية، وغضبهم تجاه ما يحدث في قطاع غزة".

ودعا الحزب الحكومة إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات و"وقف العقلية الأمنية في التعامل مع الشباب الأردنيين وحراكهم الذي يمثل انتصاراً للأردن، كما هو انتصار لفلسطين في وجه مخططات الاحتلال الصهيوني المجرم".


من جهته قال  وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند المبيضين إن عدد الموقوفين حاليا هو 25 شخصا جرى توقيفهم لتجاوزهم على القانون والاعتداء على أفراد من الأمن العام والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، على حد تعبيره.

وأضاف وفقا لوكالة الأنباء الرسمية "بترا" أن توقيفات محدودة للغاية جرت لأشخاص يشتبه بضلوعهم في نشاطات لها انعكاسات على الأمن الوطني، مبينا أنه يجري التحقيق معهم، وأن أمر توقيفهم ليس له علاقة بالحالة التضامنية الشعبية والمسيرات التي تنظمها مختلف القوى السياسية.

وكان الآلاف من الأردنيين خرجوا في مسيرة تضامنية مع غزة، وسط عمان، أول من أمس الجمعة، وأدوا صلاة "الغائب" للجمعة الثالثة في عموم مساجد المملكة، على أرواح شهداء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من شهر.

وسبق أن حدثت مواجهات في تظاهرات خرجت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووثقت مقاطع فيديو قيام الشرطة الأردنية بتفريق مظاهرات حاشدة لمئات الأردنيين والاعتداء على عدد من المشاركين واعتقال بعضهم، وذلك بعد أن احتجوا أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان؛ تنديداً بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد غزة والضفة.


وكان الأردن قد أعلن مطلع الشهر الحالي عن استدعاء السفير الأردني في دولة الاحتلال، وإبلاغ "تل أبيب" بعدم إعادة سفيرها إلى المملكة، تعبيراً عن "موقف الأردن الرافض والمُدين للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ شهر"، وفق بيان الخارجية.

ويواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وسط حصار مشدد على سكان القطاع ونفاد المواد الغذائية والطبية، وقصف طيران الاحتلال للمستشفيات والمدارس.

وفي إحصائية غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 11 ألفا و25 شهيدا، وأكثر من 27 ألف مصاب.