تتوالى
ردود الفعل العربية والدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف
أكثر من 10 آلاف شهيد وأكثر من 25 ألف جريح، ودمر البنية التحتية والمشافي، ما ينذر
بوقوع كارثة إنسانية بحق سكان القطاع المحاصر.
تحركات
أوروبية ودولية
وافق
مجلس بلدية العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تستضيف مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف
الناتو، بالإجماع، على الاقتراح الداعي إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال
عمدة المدينة فيليب كلوز، في تصريح عقب التصويت على المقترح، إن تداعيات الصراع
الإسرائيلي-الفلسطيني يشعر بها سكان مدينة بروكسل التي تضم أشخاصا من 184 جنسية
مختلفة.
وأضاف
أن الأحداث البعيدة لها أصداء قوية في بروكسل، وبالتالي فإنه يترتب علينا كسلطات في
البلدية مسؤولية سياسية وأخلاقية.
وذكر
كلوز أن "العديد من الأبرياء فقدوا حياتهم نتيجة هجوم ’حماس’ على ’إسرائيل’ ورد
فعل ’إسرائيل’ اللاحق على غزة".
وتابع:
"في هذا الصراع تقف بروكسل بحزم إلى جانب المدنيين بغض النظر عن أصلهم وترفض
التمييز بين ضحية وأخرى".
ودعا
عمدة بروكسل إلى ضرورة احترام القانون الدولي من أجل تحقيق السلام العادل والدائم
في منطقة الشرق الأوسط.
واشنطن
تدعم قرار لهدنة إنسانية
قال
البيت الأبيض أمس الاثنين، إنه يدعم إقرار "هدن إنسانية مؤقتة" في قطاع
غزة بأسرع وقت ممكن، ويواصل مناقشة ذلك مع الطرف الإسرائيلي.
يأتي
ذلك في حين نقل موقع بوليتيكو الإخباري الأمريكي عن مذكرة داخلية في الخارجية
الأمريكية، أن موظفين بالوزارة وجهوا انتقادات لتعامل إدارة الرئيس جو بيادين مع
الحرب في غزة.
وذكرت
هيئة البث الإسرائيلية أن بايدن ورئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدثا
بالفعل عن "وقف إنساني للحرب" في غزة.
وقال البيت الأبيض إن الطرفين ناقشا أيضا ضرورة زيادة عمليات تسليم شحنات المساعدات
لغزة بشكل كبير خلال الأسبوع المقبل.
مطالبات
بلجيكية بمعاقبة "إسرائيل"
طالبت
وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينّيز بمعاقبة "إسرائيل"، بسبب انتهاكها
القانون الإنساني والدولي، قائلة إن الأدلة تشير إلى ارتكابها جرائم حرب في غزة، كذلك
طالبت بفتح تحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية في هذا السياق .
وقالت إن "إسرائيل" تعاقب المدنيين الأبرياء بشكل انتقامي وهناك انتهاك لقوانين الحرب، مشيرة إلى أن
بلادها تحتاج لدراسة إجراءات ضد "إسرائيل" تشمل المنتجات وحظر دخول كبار الشخصيات.
ماليزيا
ترفض فرض عقوبات على داعمي الفلسطينيين
من
جانبه قال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن
تعترف بالعقوبات الأحادية الجانب وفق قانون أمريكي مقترح لفرض عقوبات على الداعمين
الأجانب للجماعات المسلحة في فلسطين.
وذكر
إبراهيم في رد برلماني، إن مشروع القانون المقترح لن يؤثر على ماليزيا إلا إذا ثبت
أنها تقدم دعما ماديا لـ"حماس" أو "الجهاد الإسلامي".
وأضاف: "أي عقوبات على ماليزيا يمكن أن تؤثر أيضا على تقييم الحكومة والشركات
الأمريكية تجاه ماليزيا، وكذلك على الفرص الاستثمارية للشركات الأمريكية في
ماليزيا".
وأشار
إلى أن الحكومة ستواصل مراقبة التطورات بشأن إقرار مشروع القانون الذي يهدف إلى
قطع التمويل الدولي عن "حماس" والجماعات المسلحة الأخرى.
ودائما
ما كانت ماليزيا من أشد الداعمين للقضية الفلسطينية، ودعت إلى حل الدولتين للصراع
بين "إسرائيل" والفلسطينيين. ولا تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
جنوب
أفريقيا تستدعي دبلوماسييها في "إسرائيل"
قالت
وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، الاثنين، إن بلادها استدعت دبلوماسييها من "إسرائيل" لتقييم علاقتها معها وسط ارتفاع عدد القتلى المدنيين في العدوان
الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
ووصفت
باندور عودة الدبلوماسيين بأنها "ممارسة طبيعية"، وقالت إن عملية
الاستدعاء تهدف إلى تحديد "ما إذا كانت هناك أي إمكانية لتقديم المساعدة، وما
إذا كانت العلاقة القائمة قادرة بالفعل على أن تستمر في جميع النواحي".
وأضافت
باندور أن بلادها "تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار قتل الأطفال والمدنيين
الأبرياء" في الأراضي الفلسطينية.
وقالت: "نعتقد أن طبيعة الرد من جانب ’إسرائيل’ أصبحت بمثابة عقاب جماعي"، مضيفة
أن بلادها ستواصل الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار.
عربيا.. تأكيد على وقف إطلاق النار ورفض للتهجير
وفي
ردود الفعل العربية على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حذر ملك الأردن
عبد الله الثاني خلال زيارته التي بدأها إلى بروكسل، أمس الاثنين، من تفجر الأوضاع
في الضفة الغربية والقدس، ودعا إلى
وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية المدنيين
فيه.
جاء
ذلك خلال لقائه بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي
"الناتو" ينس ستولتنبرغ، وأعضاء مجلس شمال الأطلسي، في إطار زيارة رسمية
غير معلنة المدة، بدأها إلى بروكسل، الاثنين، وفق بيان للديوان الملكي اطلعت عليه
الأناضول.
وقال
الملك عبد الله الثاني إن "الجميع يدفع اليوم، ثمن غياب حل سياسي للصراع
الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أنه لا بد من رؤية شمولية للأمن الإقليمي، مبنية على
أساس حل القضية الفلسطينية".
ودعا الملك
الأردني إلى "العمل للوقف الفوري، لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين"، مضيفا
أنه "يجب التفكير بالمرحلة التي تلي الحرب، بالعمل نحو حل جذري للصراع على
أساس حل الدولتين".
وشدد
على "ضرورة وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية"،
محذرا من "تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، والقدس الشريف".
وأكدت الأردن من أن أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو
الضفة الغربية المحتلة، سيعتبره بمثابة "إعلان حرب"، وذلك في ظل تصاعد
العدوان الإسرائيلي على القطاع ودخوله شهره الثاني دون توقف.
وقال
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة خلال اجتماع نيابي، إن كل الخيارات مطروحة على
الطاولة بالنسبة للأردن في إطار الموقف المتدرج في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي
على غزة وتداعياته.
وأكد
أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بكل جرائمه يشكل خرقا فاضحا للقانون
الدولي والقانون الإنساني الدولي.