كشف تحقيق استقصائي، أن قوات
الاحتلال الإسرائيلي قصفت مستوطنات وقتلت إسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها كتائب القسام في مستوطنات غلاف غزة.
وبحسب موقع "
the grayzone" الاستقصائي، فإن شهادات حصل عليها، نقلت بعضها وسائل إعلام عبرية، تؤكد أن الطيارين العسكريين في جيش الاحتلال، وقادة الدبابات القتالية، تلقوا أوامر عليا من قيادة الجيش، بقصف منازل في المستوطنات التي كان يوجد بها عناصر "القسام"، إضافة إلى وجود بعض السكان.
وقال الموقع؛ إن "عدة شهادات جديدة أدلى بها شهود إسرائيليون حول هجوم حماس المفاجئ في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن الجيش الإسرائيلي قتل مواطنيه في أثناء قتاله لتحييد المسلحين
الفلسطينيين".
وقام توفال إسكابا، عضو الفريق الأمني لمستوطنة بئيري، بإنشاء خط ساخن للتنسيق بين سكان الكيبوتس وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال لصحيفة
هآرتس؛ إنه مع بدء اليأس، "اتخذ القادة الميدانيون قرارات صعبة - بما في ذلك قصف المنازل على ساكنيها من أجل القضاء على الإرهابيين والرهائن".
وأشار
تقرير منفصل نُشر في صحيفة هآرتس إلى أن الجيش الإسرائيلي "اضطر إلى طلب غارة جوية" ضد منشآته داخل معبر إيريز إلى غزة "من أجل صد الإرهابيين" الذين سيطروا على المنطقة. وكانت تلك القاعدة مليئة بضباط وجنود الإدارة المدنية الإسرائيلية في ذلك الوقت.
وتشير هذه التقارير إلى أن الأوامر صدرت من القيادة العليا للجيش لمهاجمة المنازل ومناطق أخرى داخل إسرائيل، حتى على حساب أرواح العديد من الإسرائيليين.
وأكدت امرأة إسرائيلية تدعى ياسمين بورات في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أن الجيش قتل "بلا شك" العديد من الإسرائيليين غير المقاتلين خلال معارك بالأسلحة النارية مع مقاتلي حماس.
وقالت: "لقد قضوا على الجميع، بما في ذلك الرهائن"، في إشارة إلى القوات الخاصة الإسرائيلية.
ووفقا لصحيفة هآرتس، لم يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على بئيري إلا بعد "قصف" منازل الإسرائيليين الذين تم أسرهم.
ولفت التحقيق الاستقصائي إلى أن جثث الإسرائيلين التي لا يزال البحث جار عنها تحت أنقاض منازل المستوطنات المدمرة، هي نتيجة قصف جيش الاحتلال.
وقال مراسل قناة i24 التي ترعاها وزارة الخارجية الإسرائيلية خلال زيارة إلى بئيري: "تعرضت منازل صغيرة وجذابة للقصف أو التدمير"، و"تم تمزيق المروج الخضراء التي تمت صيانتها جيدا بواسطة آثار شجرة". مركبة مدرعة، وربما دبابة”.
كما أدت طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي دورا كبيرا في رد جيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الطيارون لوسائل الإعلام الإسرائيلية؛ إنهم اندفعوا إلى ساحة المعركة دون أي معلومات استخباراتية، ولم يتمكنوا من التمييز بين مقاتلي حماس والإسرائيليين غير المقاتلين، ومع ذلك فقد عقدوا العزم على "إفراغ بطن" طائراتهم.
وعلق أحد طياري أباتشي قائلا: "أجد نفسي في معضلة بشأن ما يجب إطلاق النار عليه؛ لأن هناك الكثير منهم".
ويُظهر مقطع الفيديو الذي نشره مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الإسرائيلية بعد عشرة أيام من المعركة، أضرارا هيكلية جسيمة لحقت بسقف منشأة معبر إيريز، وهو ما يشير إلى تعرضها لقصف إسرائيلي.
في
مقابلة مع موقع ماكو الإخباري الإسرائيلي، تحدث أحد طياري أباتشي عن المعضلة الصعبة المتمثلة في إطلاق النار على الأشخاص والسيارات العائدين إلى غزة.
وكان يعلم أن العديد من تلك المركبات ربما كانت تحتوي على أسرى إسرائيليين، لكنه اختار إطلاق النار والصواريخ على أي حال.
قال الطيار: "أختار أهدافا كهذه، حيث أقول لنفسي إن فرصة إطلاق النار هنا على الرهائن أيضا منخفضة".
وقال قائد وحدة أباتشي، برتبة مقدم، لماكو في
تقرير منفصل: "أفهم أنه يتعين علينا إطلاق النار هنا وبسرعة". "إطلاق النار على الناس في أراضينا، هذا أمر لم أعتقد أنني سأفعله قط".
وأشار
تقرير عن أسراب الأباتشي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إلى أن “الطيارين أدركوا أن هناك صعوبة هائلة في التمييز داخل البؤر الاستيطانية والمستوطنات المحتلة من هو الإرهابي ومن هو جندي أو مدني… معدل إطلاق النار ضد الآلاف كان عدد الإرهابيين هائلا في البداية، وفقط عند نقطة معينة بدأ الطيارون في إبطاء الهجمات واختيار الأهداف بعناية".
أحد المنازل العديدة في كيبوتس بئيري الذي يبدو أنه تعرض للقصف بالأسلحة الثقيلة
وقام جيش الاحتلال في وقت لاحق بحسب التحقيق "بتصفية الجميع، بما في ذلك الرهائن"، بعد إطلاق قذائف الدبابات على منازل الكيبوتس.
وتظهر الصور التي التقطت في أعقاب القتال داخل الكيبوتسات مثل بئيري ـ والقصف الإسرائيلي لهذه المجتمعات ـ أنقاضا ومنازل متفحمة، تشبه آثار هجمات الدبابات والمدفعية الإسرائيلية داخل غزة.
منازل مدمرة في كيبوتس بئيري في أعقاب عملية "7 أكتوبر".