سياسة دولية

مركز إسلامي في ويلز يعتذر بعد استقبال ستارمر.. ويوضح هدف اللقاء

قال المركز إن الصور التي نشرها ستارمر تسيء التعبير عن طبيعة اللقاء- حساب ستارمر على إكس
عبّر مركز إسلامي بارز في ويلز، ببريطانيا، عن أسفه لاستقبال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، وتبرأ مما نشره ستارمر حول الزيارة وقال إنها تسيء التعبير عن مجريات الزيارة، وذلك بعد جدل أثارته الزيارة في المجتمع المسلم بسبب موقف ستارمر من الحرب في غزة ودعم إسرائيل.

وكان ستارمر قد أثار غضبا بين مؤيدي فلسطين والمسلمين خصوصا، بعد تصريحات في 11 تشرين الأول/ أكتوبر تحدث فيها عن حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء عن غزة. كما أثار موقفه في دعم إسرائيل ورفضه تأييد دعوات إطلاق النار انقساما داخل حزبه، مع تحذيرات من فقدانه أصوات المسلمين الذين يصوت 80 في المئة منهم عادة لحزب العمال.


وبعد زيارة المركز الإسلامي في جنوب ويلز كتب ستارمر عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا): "أنا ممتن للسماع من المجتمع المسلم في المركز الإسلامي في جنوب ويلز".

وأضاف: "لقد كررت دعواتنا لإطلاق سراح الرهائن، ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإعادة تشغيل إمدادات الماء والكهرباء، وتجديد التركيز على حل الدولتين".

وقال: "لقد تمت مساءلتي من الأعضاء، وكنت مهتما جدا بالاستماع لألمهم والرعب بسبب معاناة المدنيين في غزة".

وزعم ستارمر أنه "لم يكن من وجهة نظري مطلقا أن إسرائيل لديها الحق في قطع الماء والطعام والوقود والأدوية. يجب اتباع القانون الدولي".

وقد أعاد معلقون نشر تصريحات ستارمر في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، ضمن مقابلة مع إذاعة "إل بي سي".

وحمّل ستارمر السياسيين في العالم مسؤولية "الأزمة" الحالية بسبب فشلهم على مدى عقود وقال: "لا نريد أن نرى مزيدا من فقدان أرواح الأبرياء، الإسرائيليين والفلسطينيين".

غضب.. ورد المركز

وقد أثارت زيارة ستارمر للمركز دون تغيير جوهري في مواقفه؛ غضبا في صفوف المسلمين، ما دعا المركز لتوضيح موقفه.

وقال المركز في بيان: "نحن في المركز الإسلامي في جنوب ويلز نود أن نوضح موقفنا على ضوء زيارة كير ستارمر، زعيم المعارضة وحزب العمال"، مشيرا إلى "بواعث قلق جدية أثيرت من قبل مجتمعاتنا" بشأن الزيارة.

وعبّر المركز، وهو من أقدم المساجد في ويلز، عن أسفه لاستقبال ستارمر، وقال: "نعتذر عن الأذى والارتباك الذي تسببت به هذه الزيارة. قوتنا في وحدتنا، ونحن مدركون أن هذه الزيارة أضعفت وقوّضت وحدتنا".

وأشار المركز إلى أنه يهتم بالانخراط مع السياسيين وقادة المجتمع، وقال إن الهدف من استقبال ستارمر كان "التعبير عن بواعث قلق المجتمع المسلم بشأن معاناة الفلسطينيين، ولذلك استضفنا فعالية للنواب المحليين حول هذه القضية، وأما إبلاغنا بحضور كير ستارمر فكان قبل وقت قصير".

وأوضح المركز أنه كان "هناك نقاش قوي وصريح عكس ما تشعر به المجتمعات المسلمة في هذا الوقت. أعضاء مجتمعنا واجهوا كير حول تصريحاته التي أدلى بها حول حق الحكومة الإسرائيلية في قطع الطعام والكهرباء والماء عن غزة، ودعم جرائم الحرب، إلى جانب فشله في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار".

لكن المركز اعترف بأن مخرجات اللقاء "للأسف وضعت المركز الإسلامي في جنوب ويلز والمجتمع المسلم الأوسع في موقع الذم".

وعبّر المركز عن انزعاجه إزاء ما نشره ستارمر على وسائل التواصل الاجتماعي حول الزيارة، وقال إن الصور التي نشرها ستارمر "تسيء التعبير بشدة عن المجتمعين وطبيعة الزيارة".

وختم المركز بيانه بالقول: "نؤكد وبشكل مطلق على الحاجة لفلسطين حرة. ونحث كل الذين يملكون سلطة سياسية للتمسك بالقانون الدولي وإنهاء احتلال فلسطين".

من جانبه، هاجم الصحفي البريطاني أوين جونز؛ ستارمر، ووصف ما جرى بـ"الفضيحة". وقال الصحفي المؤيد لفلسطين: "بينما تدعم جرائم الحرب وترفض حتى الدعوة لإطلاق النار، قيادة حزب العمال تؤكد  تقديرها للمسلمين البريطانيين كأصوات انتخابية وليس أي شيء آخر".

وأثارت سلسلة مواقف قيادة حزب العمال غضبا داخل الحزب، فإضافة إلى دعم إسرائيل بشكل مطلق، حذر الحزب أعضاءه في المجالس المحلية من المشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وهو ما دعا هؤلاء الأعضاء لإرسال رسالة لستارمر يحذرونه فيها من نتائج سياساته بشأن حرب غزة؛ على وحدة الحزب قد تقود لاستقالات جماعية.

من جهته، أعلن "مركز العدالة الدولية للفلسطينيين" (ICJP) ملاحقة ستارمر مع سياسيين ومسؤولين بريطانيين آخرين أمام المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بالتواطؤ والتحريض على جرائم حرب.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع