أعلنت وزارة الداخلية في قطاع
غزة، مساء الخميس، استشهاد وإصابة "أعداد كبيرة" من المدنيين إثر "مجزرة جديدة" ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الآرثوذكس بمدينة غزة.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب، عبر موقع "تلغرام": "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الآرثوذكس وسط مدينة غزة، ووقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى".
وأظهرت مشاهد مجموعة من النازحين المصابين في الكنيسة، وجلهم من الأقلية المسيحية.
وقالت حركة "حماس" في تعليقها على قصف المبنى التابع للكنيسة، إن ما جرى هو "إجرام صهيوني متجدّد ضد الأديان والمدنيين العزّل".
وأضافت "حماس" في بيان أن "هذا الاستهداف المتعمد للكنيسة ومن قبله ارتكاب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني ليستدعي وقفةً وإدانة قويّة من المجتمع الدولي ومن المجالس الكنسية العالمية للضغط على هذا الكيان المارق لوقف عدوانه الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزّل".
من جانبها قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة، "جريمة حرب، وتضاف لسلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة".
جاء ذلك في بيان فجر الجمعة، صدر عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري.
وأضافت اللجنة أن "استهداف الكنيسة التي يحتمي بها ما يقارب 500 مواطن فلسطيني، مسلمين ومسيحين، يؤكد أن بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي هم المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ".
وأفادت أن "الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
ولفتت إلى استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل مباشر، مضيفة: "هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، وتضاف لسلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكدت أن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب تنتهك بموجبه اتفاقيات جنيف والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
وأشارت اللجنة إلى أن "كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، هي ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425".
من جانبها، استنكرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، مساء الخميس، "قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي" الذي طال كنيستها في مدينة غزة.
وأكدت البطريركية في بيانها نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية أن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء (..)، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وأشارت البطريركية الى أنها "مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد".
وشددت على أنها "لن تتخلى عن واجبها الديني والانساني المستمد من قيمها المسيحية لتقديم كل ما يلزم في أوقات الحرب والسلم على حد سواء".
وتسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في استشهاد نحو 4 آلاف فلسطيني، إضافة إلى آلاف الجرحى.