كشفت الكنيسة الأنجليكانية في القدس أنها تلقت إنذارات
متكررة من الاحتلال
الإسرائيلي لإخلاء المستشفى الأهلي المعمداني الذي تشرف عليه
في
غزة، قبل أن يتعرض للقصف مساء الثلاثاء ويتسبب باستشهاد نحو 500 شخص.
وقال رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية حسام إلياس
نعوم في مؤتمر صحفي لكنائس القدس الأربعاء، وتابعته "
عربي21": "منذ قرار إخلاء شمال غزة إلى
جنوبها، تلقينا (الكنيسة) ثلاثة إنذارات لإخلاء المستشفى، السبت والأحد والاثنين"،
كما تم إرسال العديد من الإنذارات عبر الهاتف للمدراء في المستشفى مباشرة.
ووصف نعوم ما جرى بأنه "مذبحة وجريمة ضد الإنسانية"،
مشيرا إلى أن "الناس اتخذوا المستشفى ملجأ آمنا في هذا الوضع الصعب تحت القصف
الجوي"، لأن "المستشفى محايد منذ إنشائه قبل 130 عاما". وأكد أنه سيعاد فتح المستشفى لاحقا لاستقبال المصابين، وقال إنهم مصممون على تقديم الخدمات الصحية للمدنيين في هذا الظرف الصعب.
وكان أكثر
من ستة آلاف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، يحتمون بالمستشفى بعدما اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة القصف العنيف على غزة، ليتخذوا من ساحات المستشفى وحدائقه ومواقف السيارات التابعة له ملجأ.
ودعا نعوم لإنهاء الحرب ووقف
إطلاق النار في غزة، كما دعا لفتح ممرات آمنة للمدنيين.
وفجرت مجزرة المستشفى
المعمداني في قطاع غزة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، وأسفرت
عن أكثر من 500 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، غضبا عربيا وعالميا، فيما يحاول
الاحتلال التنصل من الجريمة.
وكان بطاركة القدس قد أصدروا
بيانا في وقت سابق أكدوا فيه "أن هذه الجريمة بوصفها جريمة بشعة نكراء،
تستدعي أشد الانتقاد والمساءلة الدولية، ونأمل من المجتمع الدولي أن يتحمل واجبه
في حماية المدنيين، وضمان أن مثل هذه
الجرائم البغيضة لن تتكرر، نتشارك بتضامن
عميق مع أبرشية القدس الأسقفية، لنكون شهودا على الهجوم الإجرامي الذي وقع في
أروقة مستشفى الأهلي الإنجيلي الأسقفي في غزة".
وأدان البطاركة هذه الجريمة،
و"مأساة مستشفى الكنيسة في غزة الحزينة، لأنها تمثل انتهاكا عميقا لمبادئ
الإنسانية نفسها، بعد أن تم تدنيس المستشفيات التي تُعتبر ملاذا بموجب القانون
الدولي".
من جهته، دعا
الزعيم الروحي للكنيسة الأنجليكانية في بريطانيا، التي تتبع لها كنيسة القدس، إلى
ضبط النفس في إلقاء اللوم على الجهة المسؤولة حتى تتضح الحقائق.
وقال رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي في بيان يوم
الأربعاء: "هذه الفظائع تنتهك حرمة وكرامة الحياة البشرية. إنها انتهاك
للقانون الإنساني، الذي يتضمن بوضوح ضرورة حماية المستشفيات والأطباء
والمرضى".
وأضاف: "لهذا السبب، من الضروري أن نمارس ضبط
النفس في إلقاء اللوم قبل أن تتضح كل الحقائق".
وحمّل
الفلسطينيون في غزة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قصف المستشفى، في حين حاولت إسرائيل والولايات المتحدة تحميل حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية.