أدانت القيادات الوطنية والمثقفون والعلماء
والمجتمع المدني وممثلو الشعب في جمهورية
باكستان الإسلامية بشدة
العدوان
الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والضفة الغربية في
فلسطين المحتلة.
جاء ذلك في بيان أصدروه اليوم، ونشره موقع
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أعربوا فيه عن قلقهم بشكل حاد إزاء الإهمال
والسكوت الإجرامي للقوى الدولية تجاه المأساة الإنسانية في فلسطين.
وأكد البيان أن استهداف إسرائيل للمستشفيات
والمؤسسات التعليمية والمساجد والسكان المدنيين، وبخاصة الأطفال الأبرياء والنساء
والمواطنين الضعفاء والمتطوعين وممثلي حقوق الإنسان والصحفيين خلال الهجوم على غزة
يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الإنساني الدولي.
ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة،
والمحكمة الدولية لجرائم الحرب، ومنظمات حقوق الإنسان، للعب دور فاعل في ملاحقة
مجرمي الحرب وجرهم إلى المحاكمة.
وأشار البيان إلى أن "إسرائيل" تحاول تشويه
الحقائق من خلال وصف أعمالها الهمجية بأنها رد فعل لهجمات "حماس".
وأكد المشاركون في البيان أن الصراع لم يبدأ
في 7 أكتوبر 2023، بل بدأ منذ احتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية، وتستمر عمليات
طرد الفلسطينيين من أراضيهم والاستيطان منذ 75 عامًا، لذلك فإن هناك حاجة ملحة لوقف
العنف الأخير والعمل على إيجاد حل حقيقي ودائم لهذا الصراع.
وتابع: "الحل الحقيقي والوحيد للقضية
الفلسطينية والاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط هو إقامة الدولة الفلسطينية ذات
السيادة المستقلة، ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف فورًا بفلسطين كدولة مستقلة
عاصمتها القدس".
ودعا البيان حكومات الدول القوية والأمم
المتحدة وأجهزتها التابعة لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي
على غزة، وضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين المحاصرين في غزة بما في ذلك
الغذاء والماء والكهرباء والنفط والعلاج، كما أنه يجب على الأمم المتحدة وهيئاتها
الفرعية أن تتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان وتضمن حماية المواطنين المدنيين بغض
النظر عن انتماءاتهم الجغرافية والسياسية.
وأكد البيان أن "إسرائيل" دولة عنصرية تمارس
قوانين التمييز العنصري وعلى أساس الديانة، ودعا العالم المتحضر إلى عدم إعطاء
الشرعية لمثل هذه الدولة.
ودعا المجتمع الدولي إلى أن يدرك مسؤوليته دون
انتظار وقوع أي مأساة إنسانية جديدة في المنطقة، وأن يمارس الضغوط على إسرائيل
لمنع المزيد من القصف والعمليات البرية والحصار.
واقترح البيان ضرورة إنشاء "صندوق دولي
لإغاثة فلسطين" لضمان توفير الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى
للشعب الفلسطيني، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية والموارد عبر دخولها إلى
الأراضي الفلسطينية.
وأشار البيان إلى ضرورة أن تتخذ الدول
الإسلامية المجاورة لفلسطين دورًا أكبر وأكثر مسؤولية في هذا السياق.
وحث البيان على تعزيز الوحدة والتضامن بين
جميع الفصائل الفلسطينية، مع التأكيد على أن هذه الوحدة يمكن أن تكون أساسًا
لمقاومة الاحتلال والنضال من أجل الحرية.
كما أنه دعا إلى تحقيق التفاهم والمصالحة بين
السلطة الفلسطينية وحركة حماس في غزة لمواجهة الحكومة الإسرائيلية القمعية.
وأشار البيان إلى أن هذه اللحظة تمثل فرصة
للدول الإسلامية التي قامت بإعادة العلاقات مع "إسرائيل" مؤخرًا أو تفكر في التطبيع
معها لإعادة النظر في سياستها تجاه "إسرائيل".
وأكد أن الاعتراف بـ"إسرائيل" واستئناف
العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها دون تغيير
موقف "إسرائيل" بشأن فلسطين يشكل
تقديم شهادة قبول لاحتلالها الوحشي وغير الشرعي الذي استمر لمدة 75 عامًا.
وحث البيان الدول والحكومات التي دعمت
العدوان الإسرائيلي أو تسببت في الصمت تجاهه على أن تدرك أن القوة المادية والوسائل
ليست علامة على شرعية "إسرائيل" وأنها لا تضمن نجاحها.
كما أنه شدد على أهمية عدم اتخاذ قرارات بناءً
على المصالح الوطنية والحزبية والإقليمية بدلًا من الالتزام بالمبادئ.
وأكد البيان على أهمية دور الإعلاميين
والصحفيين الذين يقومون بواجباتهم المهنية في نقل الحقائق والوقائع إلى العالم،
بغض النظر عن صعوبة المهمة.
وقد أشاد بالأصوات العادلة من جميع أنحاء
العالم التي تنبه إلى فظائع "إسرائيل" واحتلالها الظالم، بغض النظر عن الصعوبات التي
تواجهها وبغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والعرقية والمهنية.
وأخيرًا، فقد أعرب البيان عن تقديره للموقف
الثابت لباكستان في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية على الرغم من كل الضغوط، ودعا
حكومة باكستان إلى لعب دور أكبر في الصراع الحالي وضمان الرعاية الأخلاقية
والدبلوماسية والمالية للفلسطينيين.
وشدد على ضرورة إنشاء "صندوق
فلسطين" على المستوى الرسمي، مع توجيه الدعم من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني،
والأمم المتحدة، وتركيا، لضمان توصيل المساعدات والموارد الإنسانية إلى فلسطين.
ولليوم الثاني عشر على التوالي، تشن "إسرائيل" غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛
بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة
ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.