التقى وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن عددا من المسؤولين العرب، من بينهم الرئيس
الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ورئيس الوزراء القطري عبد الرحمن آل ثاني، كما أنه زار خلال جولته في المنطقة إسرائيل والتقى برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وبحث بلينكن مع هؤلاء المسؤولين آخر تطورات معركة "طوفان الأقصى"، وكذلك قضية الدعم الإنساني لسكان قطاع
غزة والبحث عن ممر آمن لهم.
وللتعليق على الزيارة وموقف الولايات المتحدة من الأحداث الجارية، فقد التقت "عربي21"، سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، الذي كرر ما قاله بلينكن حول وقوف الولايات المتحدة مع إسرائيل، وأن لها الحق بالدفاع عن نفسها.
ولفت وربيرغ خلال حديثه لـ"عربي21، إلى أن "بلينكن ناقش الوضع الإنساني في القطاع مع الرئيس محمود عباس ومع الجانبين المصري والأردني، والسعي لفتح ممر إنساني آمن لسكان القطاع".
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، لكن ماذا عن تقديم مساعدات إنسانية وطبية لسكان قطاع غزة، خاصة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف على المدنيين وإغلاق المعابر، أضف إلى ذلك أن الوضع الإنساني والقطاع الصحي أصلا متضرر نتيجة حصار مدته 16 عاما؟
من المعروف أن لنا علاقة تاريخية مع دولة إسرائيل، وبعد هذه الهجمات الإرهابية، نحن في الولايات المتحدة كما قال الرئيس بايدن والوزير بلينكن بشكل واضح، سنقدم المساعدة اللازمة لإسرائيل لتدافع عن نفسها، ولكن في نفس الوقت نحن لدينا قلق شديد حول الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ولكن ندرك أنه رغم القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية السابقة من قطع للعلاقة مع الفلسطينيين وقطع المساعدات عنهم، استأنفت ادارة الرئيس بايدن العلاقات مع الفلسطينيين ومع السلطة الفلسطينية، كذلك استأنفت تقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وسنستمر في ذلك.
وخلال زيارة الوزير بلينكن الحالية للمنطقة كانت هذه القضية من الأولويات لديه خلال لقاءاته ومناقشاته مع مسؤولي الدول التي زارها ومنها إسرائيل، وسيناقش في كل محطات هذه الزيارة الوضع الإنساني، وإمكانية أولا إيصال المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وثانيا فتح أي ممرات إنسانية أمام الشعب الفلسطيني.
الآن أمامنا كلنا كمجتمع دولي تحدي كبير، لأن السؤال الأساسي كيف سنفعل ذلك، في وجه هذه الهجمات الصاروخية الإرهابية من حماس.
قلت إن الولايات المتحدة الأمريكية تحدثت مع مسؤولي دول المنطقة حول إيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، ولكن يوم الخميس الماضي ذكرت مصر أن إسرائيل هددت بضرب أي شاحنات مساعدات تأتي لقطاع غزة من مصر، ماذا ستفعل الولايات المتحدة في هذا الشأن أيضا؟
هذا هو بالضبط ما كان يناقشه الوزيران بلينكن واوستن مع المسؤولين الإسرائيليين، نحن كما ذكرت لدينا قلق شديد بالنسبة للوضع الإنساني في القطاع ونحن سنبذل كل ما في وسعنا لتقديم وإيصال هذه المساعدات الإنسانية، فليس كافيا أن نتحدث عن تقديم المساعدات بل يجب بذل كل الإمكانيات لإيصال هذه المساعدات الإنسانية بشكل مباشر للشعب الفلسطيني، ولدينا قلق فيما يخص الوضع الإنساني الان، سواء نقص المياه والكهرباء والإمدادات الطبية .. إلخ.
وبالتالي لدينا العديد من الأولويات، ولكن كما ذكرت أمامنا الان تحدي كبير بالنسبة لهذه الهجمات الصاروخية، حيث كنت اسمع اليوم حديث الناطق الرسمي باسم حماس، فهو كان يشعر بالفخر، وقال أطلقنا اليوم أكثر من 120 صاروخ اليوم على إسرائيل، إذن كيف نحن سنتعامل مع الشعب الفلسطيني وهو أيضا رهينة لحركة حماس الإرهابية.
تحدثت عن موقف واشنطن من صواريخ حماس، ولكن ما هو موقف الولايات المتحدة من القصف الإسرائيلي العنيف على المدنيين، أحد الأمثلة على نتائج هذا القصف، أمس قتل 44 شخصا من عائلة واحدة، كما أن هناك عائلات محيت بأكملها من السجل المدني، فما هو موقف الولايات المتحدة من هذا الأمر؟
نحن نشعر بالحزن الشديد لقتل أي مدنيين وهذا بالضبط ما قاله الوزير بلينكن لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقدم كذلك تعازينا الشديدة للشعب الفلسطيني حول الذين فقدوا أرواحهم، وأخبره أننا لدينا قلق شديد بالنسبة لهذا الأمر.
ولكن من اللازم وضع المسؤولية في المكان المناسب، نعم نحن ندعو إسرائيل لتجنب أي ضرر على المدنيين الفلسطينيين وموقفنا هذا قديم وليس شيء جديد، ولكن يجب أن ندرك بأن للدولة الإسرائيلية الحق بالدفاع عن النفس، وطالما نرى هذه الهجمات الصاروخية من حماس، الدولة الإسرائيلية لديها الحق بالدفاع عن النفس، ولكن كما ذكرت اليوم كان الوزير بلينكن واضح جدا حيث قال للرئيس عباس أننا نقدم تعازينا ولدينا قلق شديد وسنبذل كل ما في وسعنا.
قلت إنه قدم التعازي للرئيس عباس، لكن هل ناقش قضية قصف المدنيين مع الإسرائيليين؟
دون أدنى شك، نحن كنا نناقش هذا الموضوع ليس فقط في حادثة حدثت منذ أسبوع، بل أيضا كنا نناقش معهم منذ شهور وسنوات ونعبر عن أي قلق لدينا بالنسبة للإضرار بالمدنيين، ولكن لا يجب مقارنة الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الأخرى التي لا تستهدف المدنيين بأي ضرر، مع حماس التي دخلت كحركة إلى أماكن إسرائيلية بهدف قتل المدنيين كما رأينا بداية هذا الأسبوع.
لكن إسرائيل لديها أقمار صناعية وتعلم جيدا أن هذه المناطق مدنية، فهل هذا مبرر؟ بمعنى هل يبرر إطلاق حماس للصواريخ قصف المناطق المدنية؟
المشكلة هنا أن حماس كحركة إرهابية هي التي تضع الأسلحة وتطلق الصواريخ من أماكن مدنية داخل قطاع غزة، ومنذ سنوات نحن رأينا هذه المجموعة الإرهابية تسيطر على القطاع بدون أي فوائد للشعب الفلسطيني، بل على العكس هي تستغل الأموال القادمة من الخارج لتشتري أسلحة وتبني صواريخ بدلا من بناء البنية التحتية كالمياه والصحة وغيرها، إذن يجب أن ندرك أن حركة حماس هي مجموعة إرهابية وهي التي تضع كل الشعب الفلسطيني تحت الخطر.
تحدثت عن سعي الولايات المتحدة لفتح ممر إنساني لسكان قطاع غزة، ولكن بالمقابل هناك اتهامات لها بأنها تسعى لفتح هذا الممر كوسيلة لتهجير سكان القطاع إلى سيناء، ما ردك على هذه الاتهامات وما رأيك فيها؟
أولا، أهم شيء يجب قوله أن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، حيث ليس للولايات المتحدة نية في نقل الشعب الفلسطيني من مكان إلى مكان أخر، ونحن لدينا قلق بالنسبة للوضع الإنساني في قطاع غزة ونريد أن نرى فورا وقف لهذه الهجمات الصاروخية من حماس للسماح للمجتمع الدولي بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
أيضا يجب أن ندرك أن الولايات المتحدة ليست مجاورة لإسرائيل، بل هناك دول أخرى هي المجاورة منها الأردن ومصر، وهذا سبب من أسباب زيارة الوزير بلينكن للمنطقة، وقيامه بعمل اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين الأردنيين والمصريين، وذلك لمناقشة هذا الموضوع بالذات، لأنه حينما نريد التحدث عن ممرات إنسانية يجب أن ندرك أنها تشمل هذه الدول المجاورة، إذن ليس على الولايات المتحدة أن تفرض إرادتها على هذه الدول أو تفرض حل فيما يخص هذه الممرات الإنسانية، ولكن من اللازم أن نجتمع مع هذه الدول لنرى هل هناك أي حلول آمنة للشعب الفلسطيني نقدمها نحن كمجتمع دولي.
أخيرا.. هل بدأت الولايات المتحدة السعي لإطلاق مباحثات وقف إطلاق النار؟
حتى الآن ما نراه كما ذكرنا هو أن حركة حماس تتكلم بفخر حول هذه الصواريخ الإرهابية التي تطلقها على إسرائيل، وهي التي بدأت هذا الصراع الأخير مع هذا الهجوم على المدنيين داخل إسرائيل، وقتل الأطفال والنساء والأبرياء، إذن يجب أن ندرك أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعو لوقف إطلاق النار عندما نرى هذه الهجومات الإرهابية المستمرة، وبالتالي واشنطن لن تفرض على إسرائيل كيف تقوم بالدفاع عن نفسها، ولكن في نفس الوقت نحن ناقشنا مع إسرائيل الحاجة لتجنب أي ضرر للمدنيين.
"طوفان الأقصى"
فجر السبت الماضي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن بدء عمليات معركة "طوفان الأقصى"، وهاجمت في بدايتها مستوطنات غلاف غزة والسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.
في المقابل، رد الاحتلال عبر القصف الجوي والمدفعي والبحري للقطاع، ما تسبب في دمار كبير وواسع بلغ حد محو أحياء سكينة كاملة عن الوجود، ووصل عدد الشهداء نتيجة للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 2215 شهيدا، والمصابين إلى 8714 ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
بينما ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين خلال المواجهات إلى ما يزيد عن 1300، وأكثر من 3 آلاف مصاب.