في الوقت الذي ما زال يتجرّع "الإسرائيليون" فيه مرارة ما حصل من انتكاسة عسكرية واستخبارية، فقد دأب مسؤولو
الاحتلال على إطلاق تهديدات ضد الفلسطينيين، متحدثين عن هدف غامض متمثل في "إبطال قدرات
حماس".
ونقل يوسي يهوشاع المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول أمني بارز أخفى هويته، أنه "سيكون هناك وقت للتحقق من المعلومات الاستخبارية التي سبقت هجوم حماس، لكن ليس الآن، مع رفض الإعلان عن هدف مثل الإطاحة بحكم حماس في
غزة، لكنه بشكل عام ترك أهداف الحرب غامضة، زاعما أنها تسعى لعدم تكرار مثل هذا الحدث بعد خمسين سنة أخرى، معتبرا أن حجم الضرر الذي لحق بدولة الاحتلال أكثر خطورة مما واجهته
الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر".
وأضاف في
مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث مع زعماء العالم، وحدّد عددا من أهداف الجيش المتمثلة بتطهير منطقة قطاع غزة بعد الهجوم، وتحقيق الاستقرار على الحدود، مع التركيز على حشد الدعم الدولي وتبادل الأسرى، زاعما أن التعليمات الموجهة للجيش هي خلع القفازات في غزة، وتغيير سياسة "الطرق من خلال السقف"، المقصود بها تحذير الفلسطينيين قبل قصف منازلهم، بحيث لن يتم استخدامها الآن إلا في حالات خاصة، وليس كما كان في الماضي".
وأجرى وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر سلسلة مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها شبكة "فوكس نيوز"، موجها خلالها تهديدا لحماس بزعم أنه يتعين علينا توجيه درس لن ينسوه هم وحدهم، بل كل المنظمات الحليفة، معتبرا أن عدد القتلى الإسرائيليين في يوم واحد بلغ ثمانمائة قتيل، بما يعادل مقتل 40 ألفاً في الولايات المتحدة الأمريكية".
واعتبر في
مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها "عربي21"، أن "هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة شبيه بالهجوم الياباني على الولايات المتحدة الأمريكية في ميناء بيرل هاربر خلال الحرب العالمية الثانية".
من جهته، ذكر الكاتب تال إيتان أن "الفشل الإسرائيلي الذي رافق هجوم حماس وصل إلى حد غياب المعلومات التي شكلت أزمة لا تتناسب مع القرن الحادي والعشرين، لأننا استيقظنا جميعا يوم السبت على كابوس لا يمكن تصوره، وتشبثنا بشاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، في محاولة يائسة للربط بين أجزاء اللغز الجاري لاستكمال الصورة، التي حملت عنوانا مفاده أن جيش الاحتلال وهو واحد من أقوى جيوش العالم، فشل في غضون ساعتين أو ثلاث، بالوصول لكل نقطة يسيطر عليها المسلحون، حتى عندما يكون ذلك تسللاً واسع النطاق".
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، "بعيدا عن الخسائر البشرية الفادحة، فمن المستحيل ألا نفكر في عدد الإسرائيليين الذين سيموتون لأن أعداءنا الألداء، من طهران إلى بيروت، اعترفوا بضعفنا، ما يمنح مشروعية لكل من أصيب بالصدمة من سلوك الجهاز الأمني والحكومة، الأكثر تطرفا وقومية في تاريخ الدولة، لكن تبين أنها ضعيفة وجوفاء وفاشلة، وإلا فأين كان رئيس الوزراء لساعات طويلة بعد وقوع الهجوم، والحقيقة أين كانت الحكومة برمتها التي لا تتصف بالانتظام".