تراجع جيش
الاحتلال الإسرائيلي، عن تصريحات لمتحدثه بشأن دعوة الفلسطينيين في قطاع
غزة، إلى التوجه نحو الأراضي الفلسطينية، في تصريح صريح يدعو إلى مخطط
التهجير، في الوقت الذي تشدد فيه السلطات
المصرية على رفضها لهذا المخطط.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، في تصريح مقتضب: "نؤكد أنه لا توجد أي دعوة إسرائيلية رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية".
وكان اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، كبير المتحدثين العسكريين، قال لصحفيين أجانب: "أعلم أن معبر رفح (على الحدود بين غزة ومصر) لا يزال مفتوحا.. وأنصح أي شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
لكن مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى، أكدت أن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها، مشيرة إلى أن هناك مخططا واضحا لتصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وقالت المصادر الأمنية المصرية، لـ"القاهرة الإخبارية"، إن هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها، مؤكدة أن حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم.
وقالت المصادر: "نحذر من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني"، مشيرة إلى أن "هناك بعض الأطراف التي تخدم مخطط الاحتلال، وتمهد له مبررات الأمر الواقع؛ لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيًا وسياسيًا".
وذكرت المصادر أن الاحتلال الإسرائيلي سعى على مدار الصراع إلى توطين أهالي غزة في سيناء، مُوضحة أن مصر تصدت لهذه المخططات، مشيرة إلى الإجماع الشعبي الفلسطيني على التمسك بحقه وأرضه.
وتابعت المصادر الأمنية المصرية بالقول إن "مقررات الجامعة العربية رفضت هذه المخططات في سياقات مُختلفة، واستقر هذا الأمر في الضمير العالمي"، لافتة إلى أن هناك مساعيَ من قِبل الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي تراجع عن تصريحاته بشأن المغادرة إلى مصر، فإنه يأتي ضمن مساع إسرائيلية متعاقبة منذ سنوات طويلة لتصفية القضية الفلسطينية، والدفع بهجرة الفلسطينيين من أراضيهم.
وفشلت كافة محاولات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الداخل المحتل، منذ العام 1967، حيث تشهد تلك المناطق تزايدا في المعدل السكاني من الفلسطينيين.
ومؤخرا أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو 10 مرات منذ النكبة عام 1948.
وأضاف الجهاز أنه "رغم تهجير نحو مليون فلسطيني في 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب يونيو/ حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14 مليونا و300 ألف نسمة نهاية 2022، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948".
وفي معركة "طوفان الاقصى"، وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، فإنه لم يشهد قطاع غزة زيادة في معدل سفر المواطنين إلى خارجه.
وعاد عدد من المواطنين إلى منازلهم في المناطق الحدودية، بعد مغادرتها، بسبب رسائل عشوائية وصلت إليهم تطالبهم بالمغادرة.
وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية، إن الاحتلال يقوم بإرسال رسائل صوتية مسجلة على هواتف المواطنين في غزة بشكل عشوائي، يطلب منهم مغادرة منازلهم.
ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى عدم التعاطي مع مثل هذه الرسائل التي تهدف إلى إثارة الذعر والخوف في إطار الحرب النفسية المصاحبة لعدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني.