ساعات قليلة بعد بداية الهجوم الفدائي الفلسطيني باتجاه مستوطنات غلاف
غزة، بدأت الاعترافات الإسرائيلية تخرج بشأن الإخفاق الذي حصل، ومن المسؤول عنه، وماذا حققت حماس من هذا الهجوم النوعي.
وعلق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين
نتنياهو، على هجمات المقاومة المستمرة، قائلا: "نحن في حالة
حرب".
وأضاف نتنياهو في تصريح مسجل: "شنت حماس هجوما قاتلا مفاجئا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها".
وقال: "لقد أمرت أولا وقبل كل شيء بتطهير المستوطنات من الذين تسللوا، وأمرت بعملية كبيرة - تعبئة الاحتياطيات على نطاق واسع. وسيدفع العدو ثمنا غير مسبوق".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "أوقاتا صعبة مقبلة ونحتاج لعدة ساعات لإعادة السيطرة على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة".
وتحدث الاحتلال عم فقدانه السيطرة الفعلية على 3 مستوطنات في الجنوب، فيما أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مواقع عدة ما زالت في قبضة المقاومة الفلسطينية.
في حين قال مفوض شرطة الاحتلال، إنه جرى تحديد أكثر من 21 جبهة نشطة في الجنوب.
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "عدد من شركات الطيران الأجنبية بدأت إلغاء الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، "حالة التأهب" للحرب بعد إطلاق حركة حماس الفلسطينية عددا كبيرا من الصواريخ بالتزامن مع تسلل مسلحين إلى تجمعات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وإطلاق عملية عسكرية بالقطاع.
اعترافات قاسية
بن كاسبيت المحلل السياسي الإسرائيلي أكد أن "حماس تمكنت من مفاجأة أفضل المخابرات في العالم، والاستهزاء بأقوى نظام أمني في الشرق الأوسط، ولن تمحى هذه المشاهد قريباً من أذهان اللاعبين في المنطقة، مع العلم أنه قبل خمس سنوات حذر الجنرال يوسي لانغوتسكي من أن الجدار المقام على حدود غزة لن يمنع التسلل، وهذا الصباح تبين أنه كان على حق".
وأضاف في مقال نشره موقع
ويللا، وترجمته "عربي21" أن "عملية حماس التي حصلت فجر اليوم تأتي بعد خمسين سنة ويوم واحد على هزيمة حرب يوم الغفران، وقد أصاب الاحتلال ذات الغطرسة والغرور والتسمّم الذي قادها آنذاك والآن لنفس الكارثة، وفي حين أن مفاجأة 73 شكلت خطرًا وجوديًا حقيقيًا على إسرائيل، فإن ما حصل اليوم أثبت أن اسرائيل كانت مخطئة، فقد فازت حماس بالفعل بهذا الحدث، وتمكنت من مفاجأة الأجهزة الأفضل والأكثر استخباراتية في العالم، وتمكنت من السيطرة على الحدث لساعات طويلة، مع ضخ العشرات من المقاتلين داخل إسرائيل، مما أسفر عن مقتل عدد غير قليل من المستوطنين".
وأشار أن "عدم النجاح الإسرائيلي في 1973، لن ينجح في 2023 أيضًا، لكن هذا ليس الوقت المناسب لكل ذلك، لأن الدماء الآن تراق وتغلي، والنار مشتعلة، وفي هذه الفوضى هناك شيء واحد مؤكد: كل من آمن بأن إسرائيل هي القوة المطلقة، واعتقد دفن القضية الفلسطينية في قبر، فهو يتعامل مع واقع قديم".
نير كيبنيس الكاتب الاقتصادي في موقع
ويللا ذكر ان "خمسين عاماً ويوماً آخر من الفشل الذريع في حرب 1973 ها هو يتكرر اليوم من جديد، وقد أعادتنا أصوات سكان المستوطنات الجنوبية الخائفة للوراء خمسين عاماً بالضبط، على أصوات الرعب التي ارتفعت على شبكات الاتصالات من معاقل الجنوب، وستأتي فترة الحساب المؤلمة مع المؤسسة الأمنية، لكن لا يسعنا إلا أن نأمل في أن تتمكن من الاستجابة للأحداث التي فشلت في منعها، خاصة بعد المشاهد القاسية التي انكشفت أمام أعين الإسرائيليين".
وأضاف في موقع ترجمته "عربي21" أن الإسرائيليين في تل أبيب، استيقظوا من الإهمال، بعد الساعة السادسة صباحًا بقليل، في المستوطنات الجنوبية، حيث يصوّر المستوطنون خلايا مسلحة تتجوّل في الشوارع، مما شكّل حقيقة قاسية ومؤلمة وصعبة، والنتيجة أن
دولة الاحتلال يتم اكتشافها في كل مرة غير مستعدة، فيما تتشدّق أقطاب المؤسسة الأمنية بأننا أمام "هجوم مفاجئ مشترك"، و"مفاجأة"، بمعنى آخر فإن الجيش مستعد للحملة فقط عندما تتقدم وفق نطاق تصعيد مقبول، وليس عملية عسكرية كبيرة".
وأشار أنه "رغم جهود الموساد والشاباك وأمان وكل وسائل الرصد لمراقبة ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير قادرة على حماية المستوطنين بشكل فعال، وكأننا لم نحتفل للتو بمرور خمسين عامًا على هذا الفشل الذريع، أمام مشاهد لا يمكن تصورها من الدهشة والخيبة والانكسار هي نفسها، وكأن الجهاز الأمني الإسرائيلي انهار في لحظة الحقيقة، ولم يتبق أمامه سوى إثبات قدرته على الحد من الأضرار الفادحة التي فشل في منعها".
وفجر السبت، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" عن بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وردا على ذلك، فقد أعلن جيش الاحتلال "إطلاق عملية السيوف الحديدية ضد حماس في قطاع غزة"، حيث قال في بيان، إن "طائراته بدأت بشن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".