اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن تدريبات حلف شمال الأطلسي العسكرية "أصبحت استفزازية وعدوانية بشكل متزايد، حيث لم يعد الناتو يخفي حقيقة أنه يمارس إجراءات للاستعداد في حال وقع صراع مع
روسيا"، بحسب البيان الروسي.
وأوضح بيان الوزارة أن "أعضاء الناتو كانوا يتحدثون في وقت سابق عن عدو وهمي في الشرق، لكنهم الآن لا يخفون أنهم يعملون على إجراءات لصد هجوم من روسيا الاتحادية على وجه التحديد"، بحسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وأشارت الوزارة إلى أن "الناتو قام بزيادة حجم تدريباته على مدى العقود الماضية، متعمدا إجراءها بالقرب من الحدود الروسية".
وتابعت: "دعت موسكو الحلف سابقا إلى التخلي عن الخطوات الاستفزازية ونقل التدريبات إلى الداخل، لكنه رد على ذلك بالقول إن دول الناتو لا تسعى إلى المواجهة مع الجانب الروسي".
والسبت، أعلن رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، الأدميرال روب باور، عن إجراء مناورات للحلف في عام 2024، يطلق عليها اسم "المدافع الصامد"، مشيرا إلى أنها "ستكون الأكبر منذ الحرب الباردة".
وستقام التدريبات العسكرية في ألمانيا وبولندا ودول البلطيق، وسيحضرها أكثر من 40 ألف جندي، وفقا لباور.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، إن "مناورات حلف شمال الأطلسي المقرر إجراؤها عام 2024 هي استعدادات للقيام بعمل عسكري ضد الجانب الروسي"، مضيفا أنها "محاولة للضغط العسكري السياسي على موسكو".
ووصف المسؤول الروسي المناورات الغربية بأنها "خطوة أخرى متعمدة نحو زعزعة استقرار الوضع في الشمال"، لكنه شدد كذلك على "عدم قدرتها على تقديم أي شيء للحلف من الناحية العسكرية"، غير أنها "أكدت مرة أخرى ضرورة تنفيذ القرارات التي اتخذت لتأمين الحدود الغربية لروسيا".
والأسبوع الماضي، أجرت طائرة دون طيار تابعة للناتو من طراز "RQ-4D" أول عملية استطلاع في أجواء فنلندا عقب انضمام هلسنكي للحلف بعد ثلاثة عقود من سياستها حول عدم الانحياز العسكري، ما أثار غضب روسيا التي تشن حربا مستمرة ضد جارتها موسكو.
وأصبحت فنلندا التي تتشارك مع روسيا بحدود بطول 1300 كم، العضو الـ31 في الحلف في ذكرى تأسيسه في 4 نيسان/ أبريل عام 1949، فيما تنتظر السويد الموافقة التركية للالتحاق بركب الناتو.