يُلاحظ الباحثون في الفرق والمذاهب
الإسلامية العقائدية أن التعرف على عقائد تلك الفرق وأفكارها غالبا ما يتم عبر
وسطاء، ممن صنفوا في الملل والنحل والفرق وبيان مقالات الإسلاميين، دون الرجوع
المباشر إلى المصادر الأصلية لأي مذهب يريد الباحث الوقوف على مقولاته العقائدية،
وتبين أفكاره
الدينية عن كثب، كما يقول بها أصحابها، ويتبنونها، ويدعون إليها.
وعادة ما يحتج أتباع المذاهب العقائدية
المختلفة على مقولات عقائدية ودينية تُنسب إليهم، تناقلها الناس عن طريق تلك الكتب
الوسيطة، ثم شاعت وجرى تداولها على نطاق واسع، إذ يصفونها بأنها لا تعبر عن حقيقة
مقولاتهم العقدية، فهي برأيهم غير صحيحة أو غير دقيقة في حكاية عقائدهم وأفكارهم
كما يقولون بها، ما يثير حفيظتهم تجاه ما يقال عن مذاهبهم، وما يُحكى عن عقائدهم
عبر كتب الفرق والملل والمقولات العقدية.
الإباضية مذهب عقائدي وسياسي وديني، يُنسب
إلى عبد الله بن إباض، أحد سادات قبيلة تميم، مع أن إمام مذهبهم هو التابعي جابر
بن زيد، الذي تلقى علمه على أيدي الصحابة الكرام، وكان مشتغلا بالتعليم والإفتاء،
وعند الحديث عن المذهب الإباضي عادة ما يُوصف عبد الله بن إباض في كتب الفرق
والملل والنحل بأنه من رؤوس الخوارج، وكذا تُصنف الإباضية على أنها امتداد لما كان
عليه الخوارج، وهو ما ينفيه بشدة علماء الإباضية في الوقت الراهن.
ومما يجدر ذكره في هذا السياق أن الإباضية
ليست مذهبا عقائديا ودينيا نشأ في بواكير التاريخ الإسلامي، في ظروف وسياقات
تاريخية معروفة، وكانت له عقائد ومقولات دينية معينة، كما كانت له مواقف دينية
وسياسية في أحداث الفتن التي وقعت بين الصحابة، ثم آل آمره إلى الاندثار والزوال،
بل هو مذهب له حضوره وتأثيره في الزمن الراهن، حيث ينتشر في دول عربية عديدة،
كسلطنة
عمان (المذهب الرسمي لها) والجزائر وليبيا، وبعض مناطق شمال أفريقيا..
للاقتراب أكثر من (المذهب الإباضي)، وللتعرف
على مقولاته العقدية عن قرب، والوقوف على مواقفه السياسية من أحداث الفتن التي جرت
بين الصحابة الكرام، ولمعرفة مساراته وتطور أفكاره، ومدى صلة الإباضية الراهنة
بالخوارج، وهل هي ـ بالفعل ـ امتداد لفكر الخوارج التاريخيين، ولمطالعة تجربة
سلطنة عُمان في إدارتها للشأن الديني مع تبنيها للمذهب الإباضي، وكيفية إدارة
الخلاف مع المذاهب الإسلامية الأخرى، كان لـ"عربي21" هذا اللقاء الخاص
مع الباحث العماني في الدراسات الإسلامية، والمختص بالفكر الإباضي، الدكتور سلطان
بن عبيد بن سعيد الحجري.
فإلى نص
الحوار:
س ـ في تاريخ نشأة المذهب الإباضي عادة ما
تُنسب الإباضية إلى عبد الله بن إباض التميمي، ولا تُنسب إلى التابعي جابر بن زيد
الأزدي مع أنه يوصف بإمام المذهب وفقيهه.. ما هي ظروف ومناخات النشأة والتأسيس،
ولماذا النسبة إلى عبد الله وليس إلى جابر بن زيد؟
ـ كان عبد الله
بن إباضٍ سيّدًا من سادات قبيلة تميم، وكان يخاطب عبد الملك بن مروان باسمه، ولا
يسميه أمير المؤمنين؛ فنسبوا من كان على طريقته إليه، وأما جابر بن زيد فلم يكن
يعلن مواقفه أمام الساسة بل كان مشتغلا بالتعليم والإفتاء وله تلاميذ ينتسبون إليه
وهو إمام مذهبهم، لا خلاف في ذلك عند الإباضية، ومن شك في ذلك استنادا إلى روايات
تنفي صلته بالإباضية فلا تثبت هذه الروايات؛ لأن نسبتهم أنفسهم إلى الإباضية ظهرت
في القرن الثالث وأول كتاب ظهرت فيه (أصول الدينونة الصافية) لعمروس بن فتح، بحسب
ما توصل إليه الدكتور عمرو خليفة النامي.
وفي نسبة الإباضية إلى عبد الله بن إباض
يقول الشيخ عبد الله بن حميد السالمي في منظومته (كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة)
فمـا الإباضيـون إلا علمـا لخلفـاء الحـق منـا فاعلـمـا
إنّ المخالفـيـن قــد سـمّـونـا بـذاك غيـر أنـنـا رضيـنـا
وأصـلـه أن فـتـى إبـــاض كـان محاميًـا لنـا وماضـي
مدافـعًـا أعـداءنـا بالـحـجـة وحاميـا إخوانـنـا بالشـوكـة
قد كان في المنعـة مـن عشيرتـه ولا يطـاق بأسـه لسطـوتـه
فأظهر الحـق علـى رغـم العِـدا والكلّ مِـن أعدائـه قـد شهـدا
قـد كـان فـي أيـام عبدالمـلـك مع شدّة الأمر وضيـق المسلـك
ناقـشـه وبـيــّن الـصـوابـا ولـم يكـن لبأسـه قـد هابـا
وكـان لا يـدعـوه إلا باسـمـه تـعـززا بحـقـه وعـلـمـه
فصـار معروفًـا مـع الجمـيـع لما حـوى مـن شـرف رفيـع
فنسبوا مـن كـان فـي طريقتـه إليـه
لاشتهـار حسـن سيرتـه"
س ـ ما مدى حضور العوامل السياسية في نشأة
الإباضية.. وهل تَشكل المذهب في أساسه يعود إلى تبني مقولات ومواقف سياسية معينة؟
ـ سياسيًّا
بدأ الخلاف بمعارضة سياسة الحكام الظلمة من بني أمية باستثناء عمر بن عبد العزيز،
وفي رسالة عبد الله بن إباض إلى عبد الملك توضيح للموقف الذي اتّخذوه، أمّا المذهب
فهو منهج شامل للحياة وفق الكتاب العزيز، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
س ـ ثمة التباس في طبيعة العلاقة بين
الإباضية والخوارج.. فثمة من يرى أن الإباضية امتداد للخوارج لكن هناك من يرفض هذا
انطلاقا من أن الإباضية مذهب عقائدي وسياسي وفقهي مستقل، ولم تكن يوما تابعة
للخوارج.. هلاّ تكرمت ببيان ذلك وتوضيحه؟
ـ لم
يرتض عبد الله بن إباض في اجتماع البصرة عام (٦٤هجري) منهج نافع ابن الأزرق، ونجدة
بن عامر الحنفي في الخروج ولا في الحكم على الحكام الأمويين وأعوانهم ومن ينتمي
إليهم بالكفر. فافترقوا إلى فرقتين: خوارج وقعدة فبقي ابن إباض وأصحابه في البصرة
يسمون القعدة، والإباضية أبعد ما يكونون عن الخوارج ولا يجمعهم مع فكر الخوارج إلا
إنكارهم للتحكيم ومعارضتهم للحكم الأموي.
ذكر البرّادي المؤرخ الإباضيّ "أنّ
المسلمين بعد قتل أبي بلال عام (٦١ هجري) اجتمعوا بجامع البصرة وعزموا على الخروج
وفيهم عبد الله بن إباض ونافع بن الأزرق ووجوه المسلمين فلما جنّ الليل سمع عبد
الله دويّ القراء والمؤذنين وحنين المسبحين فقال لأصحابه: أعن هؤلاء أخرج؟ فرجع
وكتم أمره واختفى). وكان هذا في سنة 64 هـ، وهو تاريخ مفارقة عبد الله بن إباض
لنافع بن الأزرق، أي مفارقة الإباضية لمن يسمونهم بالخوارج، ويجدر بالقارئ الباحث
أن يرجع لكتاب ناصر السابعي، الخوارج والحقيقة الغائبة.
س ـ هل يمكن رسم خط بياني لمسار المذهب
الإباضي وتطوره تاريخيا وعلاقته بالسلطة السياسية عبر مراحله التاريخية المتتابعة؟
ـ بعد أن استقى جابر بن
زيد العلم من صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وتفقه عليهم وقد أدرك سبعين
بدريًّا، وكان كثير الترداد على ابن عباس وابن عمر والسيدة عائشة أم المؤمنين،
وأمّا أنس بن مالك فقد كان كثير اللقاء به لسكناهما في البصرة وعاشا زمانا وكانت
وفاتهما في جمعة واحدة أي في أسبوع واحد.
اعتنى جابر بن زيد بتبليغ ما تعلمه من فقه
في الدين تعليمًا وإفتاءً، ثم إنّ تلاميذه نشروا العلم من بعده في البصرة وعمان،
تولى أبو عبيدة التدريس وإعداد القادة وجاءه طلاب من شمال أفريقيا ومن اليمن ومن
خراسان والحجاز وعمان ومصر، وبعد تخرجهم من البصرة أقاموا دولا في شمال أفريقيا
وفي اليمن وفي عمان، لكنّ جيوش الأمويين والعباسيين قضت عليها، ثم قامت الدولة
الإباضية في شمال أفريقيا وعرفت بالدولة الرستمية نسبة للإمام عبد الرحمن بن رستم،
ثمّ قضى عليها الشيعة الإسماعيليون عام (٢٩٦هـ)، فلم تقم بعدها للإباضية دولة، وكانت
لهم جهود لاسترداد دولتهم وحماية أنفسهم من الجيوش المعادية لكن الكثرة الكاثرة
كانت تغلب شجاعة أهل الحق والاستقامة، لذلك لجأوا إلى نظام اجتماعي عرف بـ(نظام
العزابة) لإدارة شؤونهم، في جزيرة جربة بتونس، وفي جبل نفوسة بليبيا، وفي وادي
ميزاب جنوب الجزائر.
وأما في اليمن فبعد أن قضى عليهم الأمويون
ظل المذهب موجودا وقامت له دول حتى القرن الخامس الهجري لما تغلب عليهم الصليحيون
فقضوا على دولتهم، ثم بقي منهم من بقي إلى القرن العاشر الهجري كان لهم ذكر، وأما
عُمان فهي حاضنة المذهب الإباضي شعبًا ودولة إلى اليوم.
س ـ ما هي خلاصة موقف الإباضية من خلافات
الصحابة المختلفة، سواء ما كان منها بين علي وعائشة وطلحة والزبير في (موقعة
الجمل) أو ما كان بين عليّ ومعاوية في (موقعة صفين) وما تلاها من قتال علي للخوارج
في (موقعة النهروان) وما تلاها؟
ـ أولًا
ـ من حيث المبدأ فإنّ الناس أمام الله سواء، يحاسب كل بعمله، لا بمكانته
الاجتماعية، أو بقربه من النبي، ونساء النبي ليست استثناء ولا أصحابه استثناء،
والقرآن قرّر هذه الحقيقة في مواضع عدة.
ثانيً ـ كان سلف الإباضية يرون عثمان قد
غيّر سيرته في الست السنوات الأخيرة من خلافته وهذا مروي عند عموم المسلمين ولكن
الإباضية لا يتولونه عليها إلا أن يكون تاب بينه وبين ربه، وهم يقيسون الرجال
بالحق ولا يقيسون الحق بالرجال اتباعا لمنهج القرآن.
ثم كانوا مؤيدين للخليفة علي بن أبي طالب
مخطئين طلحة والزبير والسيدة عائشة حين خرجوا عليه يوم الجمل، حتى أنّ جابر بن زيد
ذكر لها ما كان منها في الجمل فعبّرت عن ندمها، ثم كانوا مع علي بن أبي طالب
مخطّئين معاوية في صفين، ثم اعترضوا على حكومة الحكمين، ولما لم يسمع لقولهم
انتظروا حتى خرجت نتيجة التحكيم بخلع علي بن أبي طالب من الخلافة وتنصيب عمرو بن
العاص صاحبه معاوية، حينئذ اعتبروا إمامة علي انتهت فاعتزلوا عنه ونصبوا في
النهروان إمامًا هو عبدالله بن وهب الراسبي، قيل صحابي وقيل تابعي من أورع الناس
وأتقاهم يلقب بذي الثفنات.
ثم ما كان من علي بن أبي طالب إلا أن جاءهم
بجيش جرار أدى إلى قتل أكثر أهل النهروان، فلا عجب أن يتبرأ منه من بقي منهم على
قيد الحياة؛ لقتله أصحابهم بغير الحق، ثم كان منهم مَن أنزله منزلة الوقوف احترازا
من النقل في الرواية فهي قابلة للتغيير والتبديل ومراعاة لخبر ندمه على قتل أهل
النهروان والندم توبة.
والإباضية قديما وحديثا لا يخوضون في خلافات
الصحابة لا في دروس العلم ولا في مجالسهم.
قال الشيخ السالميّ:
نحن الألى نسكت عمن قد مضى ولا نعد الدين شتمًا يرتضى
وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام لسلطنة عمان: نحن معشر الإباضية على أتم الاستعداد لطيّ تلك الصفحة
من التاريخ، وللتوسع ينظر كتاب زكريا المحرمي، الصراع الأبديّ، فقد تتبع نصوص
الإباضيّة سلفا وخلفا.
س ـ ما هي أبرز عقائد المذهب الإباضي.. وما
دقة القول بأنه يلتقي مع الخوارج في بعض عقائدهم، كما يلتقي مع المعتزلة في بعض
عقائدهم وأصولهم؟
ـ المذهب
الإباضي يقول بتنزيه الله - عزّ وجلّ - عن مشابهة المخلوقين، ويتفرع عنه القول
بتأويل آيات الصفات ممّا يوهم التشبيه، ويعتبرونها آيات متشابهة وحكمها أن تردّ
إلى المحكم من الآيات مثل قوله تعالى: "ليس كمثله شيء"، ومن هذا المنطلق
قالوا بنفي الرؤية عن الباري عز وجلّ استدلالًا بقوله تعالى:(لا تدركه الأبصار).
وأوّلوا آية: (إلى ربها ناظرة) بمعنى منتظرة اعتمادًا على معنى اللفظة اللغوي، ومن
باب ردّ المتشابه إلى المحكم.
ومن معتقداتهم أنّ صفات الله هي ذاته لا
غيرها، ويقولون بخلق القرآن، ويعتقدون أنّ الشفاعة في الآخرة تكون لمن وفّى بدينه
لا لمن عصى ولم يتب، فإن مصيره نار جهنم خالدين فيها أبدا، وكذلك دخول الجنة لا
يتحقق إلا لمن وفّى بدينه ولم يمت على كبيرة لم يتب منها، أما الخوارج فيختلف
الإباضية عنهم فيما ينسب إليهم كالقول بتشريك مخالفيهم.
وأما المعتزلة فيوجد تشابه بينهم والإباضية
في مسائل عقدية متعددة منها تأويل آيات الصفات والقول بنفي رؤية الله دنيا وأخرى
والقول بخلق القرآن وأن الشفاعة لا تنال مرتكب الكبيرة الذي لم يتب، وأنه يخلد في
جهنم. أما التأثير والتأثر فيحتاج إلى دليل ولا نملكه، وأما القول بأن الإباضية
أخذوا من المعتزلة فالواقع أن تاريخ ظهور المسائل العقدية في مصادر الإباضية قديم
فهو مروي عن الصحابة الذين أخذ عنهم جابر بن زيد، فنفي رؤية الله رواه عن عائشة أم
المؤمنين: "من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية" وقد رأى
بعض المستشرقين التشابه في العقائد بين الإباضية والمعتزلة فظنوا أن الإباضية
متأثرين بهم! والتأثر يمكن أن يكون في مسألة خلق القرآن لأنها معتزلية نشأت بعد
الطبقة الأولى من رجال المذهب، وقد تولى الرد على المستشرقين الدكتور عمرو خليفة
النامي لمن أراد الاستزادة.
س ـ كيف يتعاطى المذهب الإباضي مع جدلية
الدين والسياسة فكرا وممارسة؟
ـ المذهب
سلوك وعبادة ابتداء من الشهادتين وإقامة الصلاة إلى إقامة العدل والشورى وكل
المعاني التي دعا إليها الله عز وجل في كتابه وطبقها رسول الله، هذا وعند
الإباضيّة أحوال اجتماعية في تعاملهم مع السياسة وهي غالبًا إمّا ظهور وإمّا
كِتمان، فمسلك الظهور يقصد به الوصول للحكم وتكون الدولة بيد أهل الشورى والعدل
والأمانة والعلم والورع كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وإذا لم
يتحقق فيكون الحال (مسلك الكتمان)، وهو شبيه بحال النبي صلى الله عليه وسلم في
المجتمع المكي.
س ـ ما طبيعة العلاقة بين أتباع المذهب
الإباضي وأتباع المذاهب الإسلامية المختلفة.. هل يزوجونهم ويتزاوجون منهم أم ثمة
أحكام خاصة بهم في هذا المجال؟
ـ العلاقة
طبيعية مع المذاهب الإسلامية فلهم حق الإسلام، فالمسلم أخو المسلم.
س ـ من اللافت أن سلطنة عُمان وهي تتبنى
المذهب الإباضي استطاعت أن تدير الشأن الديني بانضباط تام، مع تقيد الجميع
بالسياسات الدينية الرسمية، في تقديرك ما أسباب ذلك النجاح؟
ـ المذهب
الإباضي يحتوي الجميع ولا يفرض على أتباع أيّ مذهب ما يخالف قناعاته ومعتقداته،
وهذه تجربة لم تتحقق في السلطنة حديثا فحسب، وإنما تحققت منذ القدم، ليس في عُمان
وحدها، بل تحققت في دولة الإباضية في اليمن مع الشافعية والزيدية، وفي الدولة
الرستمية التي حكمت ليبيا وتونس من شمال الجزائر. وعاش المالكية بكل أريحية فيها
يتمتعون بكامل حقوقهم مع إخوتهم الإباضية بشهادة معاصرها ابن الصغير المالكي، هذا
وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.