بث ناشط
مصري معارض، مقاطع فيديو مسربة قال إنه حصل عليها من كاميرات المراقبة الخاصة بمجمع سجون بدر، حيث يحتجز عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
ويظهر في أحد الفيديوهات، القائم السابق بأعمال مرشد عام جماعة الإخوان، محمود عزّت، وهو يتجول في زنزانة انفرادية.
وقال الناشط علي حسين المهدي، إن تجول عزّت (79 عاما) بهذه الطريقة وهو مكتف اليدين، يشير إلى شعوره بالبرد القارس مع انعدام وسائل التدفئة، موضحا أن الفيديوهات المسربة تعود إلى فصل الشتاء من العام الماضي.
ويظهر عزت في الفيديو بحالة صعبة، إذ يمشي بصعوبة، فيما وضع له فراش أرضي للنوم، بخلاف ما كان يتم تصويره في الفيديوهات الدعائية لمجمع سجون بدر الحديثة، حيث الأسرة المجهزة بالفراش الكامل.
وبحسب مسرّب الفيديوهات، فإن مشهدا آخر من زنزانة انفرادية أخرى يظهر فيه القيادي في الجماعة صلاح سلطان، إلا أن نجله محمد سلطان نفى أن يكون والده من ظهر في الفيديو.
وقال الحقوقي هيثم غنيم إن من ظهر هو المحامي المعتقل حامد صديق، وليس القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صلاح سلطان.
تعليق رسمي
ردت وزارة الداخلية المصرية على الفيديوهات المسربة، التي قال الناشط علي حسين المهدي إنه لم يبث سوى القليل منها، وإن بحوزته 70 ساعة من التسجيلات.
وقالت الوزارة في بيان إن "مقاطع الفيديو التي تداولها أحد العناصر الهاربة بالخارج بزعم كونها لنزلاء داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل محرفة، ولا تمت بصلة للأشخاص الذين يدعي ناشر
التسريبات أنهم من قادة الإخوان".
وتابعت الوزارة بأن "هذه المزاعم والتسريبات المفبركة، تأتي فى إطار مخططات جماعة الإخوان لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام"، مضيفة أن جميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل بما فيهم الأشخاص الواردة أسماؤهم بتلك الادعاءات يتلقون الرعاية الطبية الكاملة، ويستخدمون كافتيريات المراكز ويحضرون جلسات المحاكمة في القضايا المتهمين فيه.
تضامن كبير
برغم نفي الداخلية، إلا أن ناشطين أبدوا استياءهم الشديد من الفيديوهات المسربة، مبدين تعاطفا كبيرا مع المعتقلين.
وقال ناشطون إن ما تم بثه يشير إلى الوضع المأساوي للمعتقلين، رغم أن "مجمع سجون بدر" الذي تم افتتاحه في العام 2021، يعد من أحدث المنشآت العقابية تشييدا في مصر.
ولفت ناشطون إلى أن الشكاوى المتكررة من قبل المعتقلين من سوء المعاملة، والحرمان من الحقوق، تؤكده المشاهد المسربة.
وقال الحقوقي هيثم غنيم إن "التسريبات تفتح أسئلة حول الخصوصية التي يتم من خلالها حماية تسجيلات النزلاء، في ظل أن المقاطع الدعائية لوزارة الداخلية تضمن مقاطع تظهر وجود كاميرات للمراقبة والتسجيل في زنازين النزيلات النساء.".
فيما علق عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، محمد الصغير، على إخطاء مسرّب الفيديو بهوية صلاح سلطان، قائلا: "لا ينبغي أن ننشغل بتحديد هوية المعتقلين عن بيان حجم الجحيم الذي يحيط بهم، وفضح سياسة القتل البطيء في عنابر الموت التي تمارس على المعتقلين جميعا، فرج الله كربهم، وربط على قلوب أحبتهم.".
بدوره، قال الكاتب جمال سلطان، في تعليقه على بيان الداخلية إن "البيان لا ينفي صحة المشاهد المؤلمة، فقط يشكك في أشخاصها".
وأضاف: "كان أولى بالداخلية أن تدعو منظمات حقوقية مستقلة محلية ودولية لزيارة زنازين هؤلاء المعتقلين على الطبيعة".
يشار إلى أن علي حسين المهدي قال إنه سيبث لاحقا تسريبات إضافية من داخل الزنازين في مجمع سجون بدر، يظهر فيها نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والداعية الإسلامي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.