أشعلت قضية انتخابات رئيس جديد للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، خلافات حادة بين الأعضاء، الذين انقسموا حول كل من
هادي البحرة، وهيثم رحمة، لخلافة سالم المسلط المنتهية ولايته.
ويشغل البحرة حاليا منصب رئيس وفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، بينما يتولى هيثم رحمة منصب الأمين العام للائتلاف.
ومن المقرر عقد انتخابات رئاسة
الائتلاف، بعد منتصف اليوم الثلاثاء، داخل مقره الرسمي في ولاية إسطنبول التركية، وذلك بعد تأجيلها مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
مصادر "عربي21" داخل الائتلاف السوري، أكدت أن البحرة هو المرشح الأقرب للفوز برئاسة الائتلاف، على الرغم من محاولات رحمة حشد أصوات أعضاء الهيئة العامة لعرقلة ذلك.
وأوضحت المصادر أن فوز البحرة يعتبر الأقرب لأنه مدعوم من كتلة "جي فور"، صاحبة الثقل الأكبر داخل الائتلاف، بينما يعتمد رحمة على أصوات من كتلة الإخوان المسلمين وتحالف الرئيس السابق للائتلاف نصر الحريري.
ويضم تحالف "جي فور" كلا من رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس، وأنس العبدة الذي شغل سابقا ذات المنصب، إضافة إلى هادي البحرة المرشح الحالي، وعبد الأحد سطيفو نائب رئيس الائتلاف الحالي.
وبينت المصادر أن البحرة يحظى أيضا بدعم رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، وكتلة "المجلس التركماني" وكتلة "القبائل والعشائر"، إضافة إلى عدة شخصيات مستقلة وأعضاء من هيئة التفاوض السورية.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن اختيار هادي البحرة كان مبنيا على توافقات بين أغلبية أعضاء الائتلاف، لكن تقديم هيثم رحمة طلبا للترشح خلط الأوراق، حيث بدأت جميع الكتل داخل المؤسسة بالميل لطرف دون الآخر.
ولفتت المصادر إلى أن الانتخابات الحالية هي الأولى منذ سنوات التي تشهد نوعا من المنافسة، مؤكدة أن أيا من الدول الداعمة للمعارضة السورية لم تقم بتزكية اسم على حساب آخر حتى اليوم، وذلك خلافا لما كان يحصل في السنوات السابقة.
آلية التفويض في الانتخابات
مصادر "عربي21"، أوضحت أن الانتخابات ستجرى وفق "آلية التفويض"، والتي تتيح لأحد الأعضاء بالتصويت عن عدد من زملائه، بحجة تعذر وصول كافة الأعضاء إلى مقر الائتلاف في إسطنبول.
وسبق أن انتقدت نائبة رئيس الائتلاف ربا حبوش آلية التصويت عبر التفويض، أوائل شهر آب/ أغسطس الماضي، حيث شبَّهت الطريقة بأنها مثل "انتخابات الشبيحة الذين يجمعون الهويات بأكياس القمامة قبل مرحلة التصويت الجماعي".
"وفاة الائتلاف"
وفي وقت سابق، أعلن أحمد معاذ الخطيب، عن وفاة الائتلاف الوطني السوري، بعد ادعاءات قدمها نصر الحريري الرئيس السابق للجسم السياسي، تفيد بمحاولة إجبار الأعضاء على انتخاب هادي البحرة.
وبحسب بيان صادر عن الحريري، فإن رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، قال لأعضاء الائتلاف في أحد الاجتماعات إن انتخاب هادي البحرة سيتم "بالصرماية" أي بشكل إجباري، لكن مصادر "عربي21" نفت صحة الادعاء، وأكدت أن الحريري في اجتماع يوم الاثنين، نفى أن يكون سمع العبارة بنفسه، ولكنه نقلها من أشخاص كانوا يحضرون الاجتماع.
وأعلن في العاصمة القطرية الدوحة يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، عن الاتفاق النهائي على توحيد صفوف المعارضة السورية تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".
وتأسس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد الاتفاق على وثيقة لأهداف وثوابت الجسم السياسي السوري المعارض.
ومن أهم الثوابت والأهداف التي يستند إليها الائتلاف: الحفاظ على السيادة ووحدة التراب الوطني ووحدة الشعب، واستقلالية القرار الوطني السوري، إضافة إلى إسقاط نظام الأسد بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزته الأمنية، ومحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين.