عزيزي
أعرف أنك تسعى دائما أن تكون أباً ملهما لنا، أنك لا تريد أن تكون أبا عاديا،
كيف لا يا أبي؟! أيها
الأب الراقي المفعم بالحيوية والنشاط والأمل والإحساس المرهف
والحنان المختبئ خلف شخصيتك القيادية العملية المثقفة الآسرة، دعني أخبرك عزيزي بأنك
أب مثالي وبدرجة واضحة؛ لأنك عرفت جيدا ما هي أسرار الأبوّة الناجحة الفعالة
المثالية، فقد احتواها قلبك عندما عرفت قيمة السر الأول، ألا وهو الانسجام العائلي
الذي يكمن في علاقتك الإيجابية مع أمي (زوجتك)..
فكلما
زادت نسبة الحب بين الزوجين، زاد تقربنا إليك وإلى أمي وسادت المحبة داخل قلوبنا،
فبالحب غير المشروط الذي تمنحه لنا حينما نرتكب سلوكيات إيجابية أو سلبية، بتقبل
منك لطبيعتنا بحرص علينا ودعم لنا ومساعدتنا على استبدال السلوك السلبي بآخر إيجابي، والتركيز على السلوك الإيجابي الحميد المقبول وتعزيزه، واختيارك للطريقة المناسبة
للقضاء على السلوك غير المقبول أو العادات السيئة، تكون يا أبي قد احتفظت بأهم سر
من أسرار الأبوة المثالية، وهو أن تعرفنا بصفاتنا وسلوكنا من خلال قضاء وقتك معنا،
فمنحتنا الرعاية وأشعرتنا بالاهتمام لتعزيز العلاقة بينك وبيننا.
وكونك
على علم بما يجري في حياتنا ومتابعتك لتصرفاتنا وأفعالنا اليومية وتعرفك على
أصدقائنا، ومحاولتك مساعدتنا في حل المشاكل التي نتعرض لها، وممارستك العديد من
النشاطات اليومية معنا، ومشاركتنا بمناسباتنا الخاصة كأعياد ميلادنا وحفلات
تكريمنا، فقد أزهرت قلوبنا محبة لك بقدر ما تحلى قلبك بالصبر والسيطرة على
انفعالاتك في أثناء مشاكساتنا.
فحين
أنه يصعب على بعض الآباء أن يديروا أبناءهم، فالبعض منهم يفقد أعصابه خلال تعامله
معهم ولم يدركوا كونهم آباء يجب عليهم التحلي بالصبر والسيطرة على غضبهم، وأن
يحافظوا على هدوئهم قدر المستطاع، ولكن بإنصاتك لما نقول وما خلف ما نقول، وفهمك
لتعابير لغات أجسادنا وما يجري بعالمنا الخاص بكثرة أحاديثك معنا، رغم انشغالك
بعالمك الكبير الواسع، اختصرت لنا لغات العالم أجمع بنظرات عينيك الحانية التي
تربت على أرواحنا حينما نعجز عن التعبير.
نعم
عزيزي، أنت أب ملهم ومثالي لأنك أدركت دور والدك بحياتك؛ فعاملته أحسن معاملة جعلته
يحن كثيرا علينا، وجعلتنا نحب اللعب معه وملاطفته تقليدا لك أيها الملهم؛ فنحن
نراقبك عن كثب ونتعلم منك بكل سهولة.