زعمت
صحيفة "
يديعوت أحرونوت" أن المحامي
مردخاي تسيفين التقى سرا مع مسؤولين كبار
في
ليبيا في السنوات الأخيرة، زاعما أنه "خلافا للرأي العام، فإن إسرائيل هي البلد
المفضل لهم للمساعدة في مختلف المجالات، بزعم أنهم يفتقدون اليهود الليبيين".
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي للصحيفة زعم أن "تسيفين الذي يتعامل مع المسائل القانونية
الدولية، ويمثل أيضًا فلسطينيي48 في الدول المعادية، التقى في السنوات الأخيرة بمسؤولين
ليبيين كبار، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء الليبي، ونجل الجنرال خليفة حفتر حاكم بنغازي،
الذي التقى به في الأردن، كما عقدت الاجتماعات في عدة دول عربية تحت غطاء من السرية،
من بينها مصر والإمارات، بعلم مسؤولين إسرائيليين كبار، لكنها ظلت سرية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المسؤولين الليبيين أوضحوا للمحامي تسيفين
أنهم يفضلون، لأسباب عملية وغيرها، الاتصال بمحام يهودي إسرائيلي، وطلبوا منه التدخل
في مسألة دولية حساسة يمكن أن تضر بمكانة الليبيين في العالم، وكذلك بصفته جهة اتصال
للاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، وزعم أنه في المحادثات العديدة التي أجراها مع ليبيين
رفيعي المستوى، فقد عرف أنهم يحبون إسرائيل بالفعل، ويكرهون الإسلاميين المتطرفين،
بل ويتذكرون و"يفتقدون" جيرانهم من الطائفة اليهودية، الذين تربطهم بهم علاقات
جيدة".
ونقل
عن المسؤولين الليبيين قولهم إن "الإسرائيليين من العالم الكبير، وليسوا متطرفين
دينيين، وعلى العكس من ذلك، بحسب الرأي السائد، فإن إسرائيل هي الدولة المفضلة لديهم
لتلقي المساعدة في مختلف المجالات، بزعم أنهم يؤمنون بـ"العقل اليهودي" الأسطوري،
ويتذكرون بحنين أن اليهود الليبيين طوروا التجارة في بلادهم".
وختمت
الصحيفة تقريرها بالقول إن "الكشف عن زيارات تسيفين يأتي بعد ردود الفعل القاسية
في ليبيا على لقاء المنقوش مع كوهين، وإقالتها من منصبها بعد الكشف عن اللقاء، واضطرت
للفرار إلى تركيا، وفي الوقت نفسه اندلعت مظاهرات عفوية في ليبيا تم فيها حرق الأعلام
الإسرائيلية، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ظهرت انتقادات شديدة التحريض ضد المنقوش،
التي وُصفت بـ الخائنة والمجرمة".
وتكشف
التقارير الإسرائيلية تطلّعاً لإيجاد حكومة صديقة في ليبيا تسعى للانضمام لدائرة اتفاقيات
التطبيع، وترسيخها في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، لكن في هذه المرحلة قد تصطدم
بكثير من العقبات، ما يستدعي أن تكون تحركات
الاحتلال حذرة وسرية، لأن هناك قوى ليبية
ترفض علاقات دبلوماسية رسمية مع الاحتلال، وتعارض بشدة التطبيع، وهو ما تجلّى في المظاهرات
التي شهدتها المدن الليبية، ما اضطر رئيس الحكومة لإقالة وزيرة الخارجية، ومغادرتها
للبلاد.
وقد
شارك المحامي تسيفين، المعروف بعلاقاته الدولية الغامضة وغير العادية، بمنع تسليم رجل
الأعمال المصري حسين سالم إلى مصر، لأن لديه مصالح مع تل أبيب، وقام بتسهيل تزويد الاحتلال
بالغاز الطبيعي، كما أنه استعان به رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،
خلال محاكمته في فرنسا، بجانب عدد من المستشارين الإسرائيليين، بينهم عضو كنيست سابق
في الليكود، وأحد رؤساء الموساد السابقين.