قتل ما لا يقل عن 48 شخصا في عمليات قمع منظمة نفذتها القوات المسلحة في
الكونغو ضد
مظاهرات مناهضة للأمم المتحدة ولتواجد قواتها داخل البلاد.
وكشفت وثيقة داخلية للقوات المسلحة الكونغولية أن حصيلة عملية فض المظاهرات التي جرت الأربعاء في غوما بلغت 48 قتيلا وعددا من الجرحى من المتظاهرين فيما قتل شرطي.
وأوضحت الوثيقة أنه "تمت مصادرة بضعة أسلحة بيضاء" وتوقيف 168 شخصا من بينهم إفرايمو بسيما زعيم جماعة "الإيمان الطبيعي اليهودي والمسيحاني تجاه الأمم" التي نظمت التظاهرة.
وكانت هذه الطائفة الدينية المحلية التي تمزج بين الشعائر المسيحية والروحانية، قد دعت في نهاية آب/ أغسطس إلى التظاهر الأربعاء أمام مقرّات بعثة منظمة الأمم المتّحدة لإرساء الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو).
وقال أعضاء الطائفة إنّهم يعتزمون اقتحام قواعد القبعات الزرق لإرغامهم على الرحيل.
في مقطعي فيديو تم تصويرهما في منطقة غوما وتم تداولهما على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر جنود يرتدون زي وحدة النخبة وهم يلقون عشرات الجثث في الجزء الخلفي من مركبة عسكرية. وجرى سحب بعض الجثث على الأرض وكانت مضرجة بالدماء، وتعتذر "عربي21" عن نشرها نظرا لقساوة الصور.
وأعلنت حركة "الكفاح من أجل التغيير" (لوتشا) وهي حركة مؤيدة للديمقراطية نشأت في غوما أن "عدد ضحايا المذبحة التي نفذها الجيش ضد مدنيين عزل يطالبون برحيل بعثة
الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية البارحة (الأربعاء) في غوما يبلغ نحو خمسين شخصا".
وتحدثت الحركة عبر منصة إكس عن "جثث أخرى مخبأة خصوصا في المستشفى العسكري في معسكر كاتيندو" الواقع في وسط المدينة.
"سخط وإحباط"
وندد القيادي في حركة "لوتشا" بينفينو ماتومو في فيديو أرسل إلى وكالة فرانس برس، بهذه "المذبحة" التي سقط ضحيتها "أكثر من 50 مدنيا".
كما اتهم الناشط المؤيد للديمقراطية جاك سينزاهيرا عناصر الجيش بتنفيذ "هجوم على الراديو" التابع للطائفة حيث "قتلوا مقدّمة وضيوفها الخمسة"، ثم "توجهوا إلى الكنيسة حيث أطلقوا النار على 56 شخصا".
وطالب الناشطان بإجراء تحقيق مستقل في الواقعتين.
وتندرج أعمال العنف هذه في إطار سلسلة هجمات وتظاهرات مناهضة للبعثة الأممية المتّهمة بعدم الفاعلية في حربها ضدّ الجماعات المسلّحة في هذه المنطقة الغارقة في الاضطرابات.
وفي تمّوز/ يوليو 2022، شهدت بلدات عدّة في إقليمي شمال كيفو وجنوب كيفو، اقتحام متظاهرين منشآت تابعة لمونوسكو. ووفقاً للسلطات، قُتل يومها 36 شخصاً، من بينهم أربعة من قوة حفظ السلام.
ومطلع آب/ أغسطس، قال الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير إلى مجلس الأمن إن بعثة المنظمة لإرساء الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية دخلت "مرحلتها النهائية" رغم الوضع "المتدهور بشكل كبير".
وأوضح أنطونيو غوتيريش أن "التوترات الإقليمية تفاقمت بشكل أكبر" و"تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير"، و"تم تهجير مئات آلاف المدنيين قسراً".
وأكد أن البعثة الأممية "تظلّ أحد أهداف السخط والإحباط لدى السكان الذين يتهمونها بالتقاعس".
والمغادرة النهائية لبعثة الأمم المتحدة هي في صلب النقاشات حول مستقبل البلاد منذ سنوات.
في أيلول/ سبتمبر 2022، أثناء زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في مقابلة مع قناة "فرانس 24": "أعتقد أنه لن يكون هناك أي سبب لبقاء بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية" بعد الانتخابات الرئاسية في كانون الأول/ ديسمبر 2023 التي سيترشح فيها لولاية جديدة.