سياسة دولية

بوريل: الانتخابات التي سبقت انقلاب الغابون كانت مليئة بالمخالفات

قال بوريل إن الانقلابات العسكرية ليست الحل- جيتي
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، إن الانقلابات العسكرية ليست حلا، مستدركا بقوله إن الجيش في الغابون تدخل بعد فوز الرئيس المخلوع علي بونغو في انتخابات شابتها مخالفات.

جاء ذلك في كلمة لبوريل من طليطلة الإسبانية على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ27، حيث قال إن "الانقلابات العسكرية ليست الحل، لكن يجب ألا ننسى أنه في الغابون جرت انتخابات مليئة بالمخالفات"، مضيفا أن تصويتا مزورا يمكن اعتباره بمثابة "انقلاب مؤسساتي" مدني.

وشدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس، على أنه لا يمكن مقارنة الانقلاب العسكري في الغابون بالانقلاب في النيجر، قائلا إنّ العسكريين في ليبرفيل تدخلوا بعد فوز الرئيس المخلوع علي بونغو في انتخابات شابتها مخالفات.

أعلن قادة الانقلاب العسكري في الغابون، في بيان متلفز بثّته قناة "غابون 24" مساء الأربعاء، تعيين قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما "رئيساً للمرحلة الانتقالية"، فيما تم فرض حظر التجوال في عموم البلاد.

وبحسب البيان، فقد أعلن ضابط بحضور عشرات من كبار الضباط والجنرالات الذين يمثّلون جميع فيالق الجيش الغابوني أنّه "تمّ تعيين الجنرال أوليغي نغيما بريس بالإجماع رئيساً للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيساً للمرحلة الانتقالية" التي لم يحدّد الانقلابيون مدّتها.

وجاء الإعلان عن تعيين قائد الحرس الجمهوري رئيسا للمرحلة الانتقالية رغم نفيه المسبق لرغبته في أن يكون رئيسا للغابون "في الوقت الراهن".

وفي مقابلة مع صحيفة "لوموند" بعد ساعات قليلة من الانقلاب، قال نغيما: "أنا لم أعلن نفسي بعد رئيسا للغابون، ولا أتصور أي شيء في الوقت الراهن. هذا هو النقاش الذي سنجريه مع جميع الجنرالات. سيكون الأمر متعلقا بالتوصل إلى توافق في الآراء. سيطرح الجميع أفكارًا وسيتم اختيار أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود عملية الانتقال".

وبرر قائد الحرس الجمهوري الانقلاب بقوله: "أنتم تعلمون أن هناك استياءً في الغابون، وبعيدًا عن هذا الاستياء، هناك مرض رئيس الدولة (أصيب علي بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 ما أدى إلى إضعافه)". 

وأضاف: "الجميع يتحدث عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية. لم يكن له الحق في الخدمة لولاية ثالثة، وتم انتهاك الدستور، ولم تكن طريقة الانتخاب نفسها جيدة. لذلك قرر الجيش طي الصفحة وتحمل المسؤولية".

وفي وقت سابق، رفض المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي التعليق على إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو الحاكم منذ 14 عامًا، مؤكّداً أنّ الولايات المتحدة "تركّز على العمل مع شركائنا في أفريقيا وجميع سكّان القارة للمساعدة على دعم الديمقراطية".

 وتترقب الغابون الخميس الخطوة التالية للمجلس العسكري الجديد بعد يوم من إطاحته بالحكومة وتعيين قائد جديد واحتجاز الرئيس علي بونغو الذي حكم البلاد لفترة طويلة في مقر إقامته.

وأعلن المجلس العسكري الاستيلاء على السلطة عبر التلفزيون الوطني قبل فجر أمس الأربعاء وألغى نتائج الانتخابات التي أُعلنت قبل ذلك بدقائق وتضمنت فوز بونجو بولاية ثالثة بما يعني تمديد حكم عائلته المستمر منذ 56 عاما.

وهذا الانقلاب هو الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، والثاني بعد النيجر في غضون أسابيع. ووقعت معظم الانقلابات في دول ناطقة بالفرنسية. 


كما استولى ضباط من الجيش على السلطة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد، مما أدى إلى محو المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ التسعينيات وأثار مخاوف القوى الأجنبية التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة.

والغابون، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، منتج رئيسي للنفط والمنجنيز، كما خطى رئيسها المخلوع خطوات واسعة لحماية غاباتها البكر مترامية الأطراف والأفيال المهددة بالانقراض.

لكن شعبية بونغو تضاءلت وسط مزاعم فساد وإجراء انتخابات صورية وإخفاقه في إنفاق المزيد من عائدات النفط على فقراء البلاد.

وتولى علي بونغو السلطة عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي حكم البلاد منذ 1967.