أخلت السلطات
اللبنانية سبيل الكوميدي نور حجار بعد ساعات من اعتقاله بسبب نكتة ألقاها قبل خمس سنوات، وأعيد نشرها مجددا، على الرغم من تأكيده استعداده لتقديم الاعتذار.
وأطلق سراح حجار بعد 7 ساعات من احتجازه بسند إقامة بموجب قرار مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات.
وتم استدعاء نور حجار على خلفية مقطعي فيديو تم تداولهما في الأيام الماضية على منصة X (تويتر سابقا)، حيث يظهر الكوميدي في المقطع الأول خلال عرض له وهو يسخر من الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وخاصة الوضع الاقتصادي لعناصر
الجيش اللبناني الذين يجدون أنفسهم مجبورين على العمل كسائقين في مجال توصيل الطلبات بعد نهاية دوامهم اليومي لكي يتمكنوا من تحمل ثقل المصاريف اليومية.
ثم تناول في المقطع الثاني حادثة حصلت معه في عزاء بشكل ساخر، ما أثار غضب العديد على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ اعتبروا أن أقوال حجار "تمس بمقدسات المسلمين والدين الإسلامي"، ودعوا في نفس الوقت السلطات إلى اتخاذ تدابير في حقه، على الرغم من أن مقطع الفيديو مقتطف من عرض يعود إلى سنة 2019.
وقالت المحامية ديالا شحادة إن نور حجار وضع "قيد التوقيف" في مركز احتجاز في بيروت قبل أن يطلق سراحه مساء، مؤكدة على "أن النكتة التي أوقف بسببها قيلت قبل خمس سنوات، لذا وفق القوانين اللبنانية انقضت مدة التقادم".
وشددت شحادة خلال حديثها لوكالة الأنباء الفرنسية على أن المشاهد المتداولة "مأخوذة من عرض كوميدي قدمه لكن يبدو أنها أخرجت من سياقها"، مشيرة إلى أن دار الفتوى السنية تقدمت بشكوى ضده.
وكانت دار الإفتاء السنية تقدمت إلى النيابة العامة التمييزية بدعوى ضد الكوميدي اللبناني، بتهمة "ارتكاب جرائم تمس الدين الإسلامي، وإثارة النعرات الدينية والطائفية، والاستهزاء بالقرآن والنيل من الوحدة الوطنية"، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكانت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" أدانتا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) توقيف حجار ودعت إلى تخلية سبيله فورا. كما حثت المنظمتان "السلطات القضائية على توفير أكبر قدر من الحماية القانونية للعروض الكوميدية".
وأوضحت المحامية شحادة أن الكوميدي يواجه في الوقت الراهن قضيتين قضائيتين منفصلتين، إحداهما أمام المحكمة العسكرية.