أظهرت أرقام وزارة الداخلية الإيطالية ارتفاعا ملحوظا في معدلات
الهجرة غير النظامية التي انطلقت من السواحل
التونسية باتجاه
إيطاليا خلال الفترة التي تلت توقيع تونس مذكرة تفاهم مع
الاتحاد الأوروبي، رعتها روما، بشأن وقف الهجرة.
وبحسب الداخلية الإيطالية، بلغ عدد عمليات الهجرة غير النظامية من تونس إلى إيطاليا، 29 ألفا و676 عملية، خلال الأسابيع الستة التي تلت إمضاء اتفاقية الهجرة بين تونس والاتحاد الأوروبي.
وارتفع معدل الهجرة بـ69 بالمئة، بعد أن بلغ عددها 17 ألفا و596 عملية في الأسابيع الستة التي سبقت مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس.
اتفاق الهجرة
وتوصل الاتحاد الأوروبي منتصف تموز/ يوليو الماضي إلى اتفاق مع تونس طال انتظاره للتعاون على الحد من تدفق الهجرة غير النظامية إلى شواطئ أوروبا المطلة على البحر المتوسط.
وجرى توقيع الاتفاق بعد اجتماع حاسم بين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ونظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني والرئيس التونسي قيس سعيّد.
وبموجب الاتفاق، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم دعم مالي وتقني لتونس من أجل "ردع" الهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا، فيما حذر خبراء القانون الدولي والجماعات الإنسانية من أن الصفقة "يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات جسيمة للحقوق، بدلا من المساعدة في حل القضايا المعقدة".
ووفقا للتفاصيل القليلة المعلنة، يهدف الاتفاق إلى منع المهاجرين غير النظاميين من الوصول إلى أوروبا، وضمان عودة التونسيين الذين ليس لديهم إذن بالبقاء في أوروبا، إضافة إلى تسهيل عودة المهاجرين من جنسيات أخرى والذين انطلقوا صوب أوروبا من تونس إلى بلدان ثالثة.
كما يتولى الاتحاد الأوروبي تمويل العودة "الطوعية" للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلادهم عبر تونس.
وكانت تونس رفضت أن تكون "مركز استقبال" للمهاجرين الأفارقة المرحلين من إيطاليا أو أي بلد أوروبي آخر، حيث يسمح للسلطات الأوروبية بإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى البلدان التي انطلقوا منها، وصنفت نيجيريا والجزائر والسنغال والمغرب وتونس وغامبيا من بينها.
"أسوأ من ذي قبل"
وفي تعليق، قال عضو البرلمان الإيطالي دافيدي فارؤوني، إن وضع تدفقات الهجرة المنطلقة من سواحل تونس أصبح "أسوأ من ذي قبل"، على الرغم من مذكرة التفاهم الأوروبية الموقعة.
وقال دافيدي فارؤوني، على وسائل التواصل الاجتماعي: "قبل العطلة الصيفية، تحدثت جورجيا ميلوني وقادة حزبها بملء أفواههم عن مذكرة تاريخية وغير مسبوقة مع تونس لإدارة أزمة الهجرة. تعود رئيسة الوزراء اليوم إلى العمل (بعد العطلة) وكل شيء أسوأ مما كان عليه من قبل".
وأضاف البرلماني الإيطالي أن "قيس سعيّد حصل على أكثر من 100 مليون دولار من خزائن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى زوارق دورية من إيطاليا، لكن عمليات الإنزال من تونس زادت بنسبة 38 بالمئة"، مشيرا إلى أن 17352 وصلوا من تونس في الشهر السابق لتوقيع المذكرة و23907 في الشهر التالي للتوقيع.