كشفت وزارة الخارجية
السودانية، لـ"عربي21" حقيقة ما تردد من أنباء بشأن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح
البرهان، إلى كل من
مصر والسعودية والإمارات، في أول جولة خارجية يخطط لها منذ اندلاع الحرب في البلاد.
وعلى مدار الأيام الماضية، نقلت وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام سودانية عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، قولها إن البرهان سيجري زيارة خارجية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في البلاد تشمل كل من مصر والسعودية والإمارات، وأنه زار بالفعل مصر ، الأحد، والتقى برئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة
الخارجية السودانية، أبو بكر الصديق، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، الاثنين: "لا توجد حتى الآن معلومات رسمية أو تأكيد بشأن أي زيارة خارجية لرئيس مجلس السيادة السوداني".
وأضاف: "إذا كانت هناك زيارة لرئيس مجلس السيادة السوداني سيتم الإعلان عنها في حينها"، دون نفي أو تأكيد لما تم تداوله من أنباء بشأن جولة البرهان الخارجية وزيارته مصر.
والاثنين، أجرى البرهان جولة تفقدية للقوات البحرية في مدينة بورتسودان شرق البلاد، وأكد استمرار الحرب والقتال ضد قوات الدعم السريع، مستبعدا أي فرصة للمفاوضات.
اقرأ أيضا: تحركات داخلية وجولة خارجية للبرهان رغم استمرار المعارك.. ما دلالاتها؟
ونفى
البرهان في خطاب ألقاه أمام الجنود السودانيين في قاعدة فلامنغو العسكرية،
وجود ترتيبات مع أي جهة لخروجه من القيادة العامة للقوات المسلحة
بالخرطوم، مشيرا إلى أن "خروجه تم بترتيب من الجيش وليس بصفقة".
وقال: "لم أخرج من القيادة العامة بناء على اتفاق أو صفقة... هذا وهم"، موضحا "كان عملا عسكريا منظما .. نحن لا نتفق مع الخونة".
وأضاف
البرهان: "نحن نكرس وقتنا وكل جهدنا لننتهي من هذه
المحنة والخروج منها صامدين، ونحن كجيش نقاتل وحدنا دون وجود ظهير لنا، ونعتمد على
الله وعلى أنفسنا فقط".
وفي وقت سابق، توقع محللون تحدثت معهم "عربي21" أن
زيارة البرهان لمصر والسعودية في حال تمت هي لحشد التأييد والدعم سواء السياسي أو
العسكري.
وأشار كاميرون هدسون، المدير السابق لمكتب المبعوث
الأمريكي الخاص إلى السودان، في تقرير سابق لـ"عربي21"، إلى أن "مغادرة
البرهان توحي بأنه واثق بما فيه الكفاية من أنه سيتمكن من العودة إلى البلاد، وأن قواته
في غيابه ستكون قادرة على الأقل على الاستمرار في المحافظة على المناطق التي تسيطر
عليها".
اقرأ أيضا: البرهان يزور مصر قبل التوجه إلى السعودية.. أول جولة بعد الحرب
والأحد، نشرت قوات الدعم السريع عبر حسابها على موقع "إكس" خطة تحمل رؤيتها لحل الأزمة الحالية تحت عنوان "رؤية للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة".
وتتضمن الخطة عشرة مبادئ عامة بينها "الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة"، وهو الأمر الذي كان يرفضه دقلو باستمرار وكان سببا جوهريا لاندلاع الحرب الجارية.