قال أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في
مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "الجانب
الفلسطيني يخشى من اتفاق محتمل لتطبيع
السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يرى فيه العملية صعبة ومعقدة.
وأوضح المؤرخ الإسرائيلي، أن "اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية بات حقيقة ناجزة على الورق وفي عناوين الصحف، لكن الحقائق على الأرض مضنية، والحقيقة أن قطار السلام غادر المحطة في الرياض منذ الآن، لكن إلى أن نحظى بشرف الصعود إليه، فإن أمريكا والسعودية سيخرجون روحنا".
وأضاف: "السلام الإسرائيلي - السعودي لا يقض مضاجع أحد في الشرق الأوسط، وصحيح أن الحكام العرب ينظرون بتحفظ وخوف نحو بعض من خطوات الحكومة الإسرائيلية، لكن أحدا منهم لا يتنكر أساسا، ولا يشكك بضرورة تسوية النزاع مع إسرائيل وإقامة علاقات تطبيع معها".
ونبه زيسر بأن "الفلسطينيين هم الوحيدون الذين لا يشاركون في هذه الفرحة؛ من ناحية حماس، الأمر لا يقدم ولا يؤخر في شيء.. أما
السلطة الفلسطينية، فهي موضوع آخر، فهي متعلقة بوجودها بالنية الطيبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وبشكل غير مباشر أيضا باستعداد الدول العربية للعمل من أجلها في تل أبيب وفي واشنطن".
وبين أن "السلطة تعيش تحت ضغط، وإذا ضاق الحال على أبو مازن فقد سار في نهاية تموز/ يوليو الماضي شوطا بعيدا حتى العلمين في الصحراء الغربية بمصر، كي يلتقي برعاية مصرية بوفد من حماس، وعاد والتقى زعماء حماس في أنقرة بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي هذه اللقاءات، عاد وأطلق فكرة إقامة حكومة وحدة فلسطينية كحكومة ستساعده على وقف الانجراف السعودي".
ونوه الخبير إلى أن "الأردن التي حج إليها رئيس السلطة محمود عباس مؤخرا، لديها هي الأخرى ما تخسره في حالة اتفاق إسرائيلي – سعودي، فمن شأن الأردن أن يجد نفسه في موضع سلام، بين السعودية وإسرائيل، ويتعرض للضغط لمشاركة أكبر في مشاريع تعاون إقليمية هي في صالح المملكة، لكن ليس بالضرورة في صالح
الشارع الأردني، علما أن الأمر الأهم هو إحساس الأردن بأنه سيخسر مكانته في المسجد الأقصى لصالح السعودية".
وقال: "كل هذا يحصل في الوقت الذي توجد فيه السلطة الفلسطينية في إحدى اللحظات القاسية، الحديث لا يدور فقط عن فقدان التأييد الذي لم يكن لها أبدا في الشارع الفلسطيني ولا حتى عن الأصوات التي تنطلق في أوساط حكومة إسرائيل لدفعها نحو الانهيار، بل يدور الحديث عن معارك خلافة عباس التي من شأنها أن تفتت ما تبقى منها".
ولفت إلى أن "عصر ما بعد عباس لم يبدأ بعد بشكل رسمي؛ فالزعيم العجوز البالغ م العمر 88 عاما، لا يزال معنا، لكن الصراع قبيل اليوم التالي يوجد منذ الآن في ذروته".
وأشار زيسر إلى أن "ما يهم عباس اليوم، هو الإرث الذي سيتركه خلفه، وبغياب كل أمل للتقدم في المسيرة السلمية، هام له أن يذكر كمن لم يتنازل، ولم يتحرك ملليمترا واحدا عن المواقف الفلسطينية الشائعة والمعروفة، ومع ذلك، فانه يعلن بأنه لا يزال ملتزما بالمسيرة السلمية، وفي أوساط الخلفاء المحتملين يوجد من يعولون على الإسناد الإسرائيلي، ويعملون على الإبقاء على التعاون الأمني مع إسرائيل، ولهذا السبب، يواصل جهاز الأمن في إسرائيل الدفاع عن السلطة، واعتبار استمرارها مصلحة إسرائيلية، لكن يوجد في أوساط المتصارعين على التاج من يعولون على ورقة الصراع والنضال بقدر ما يمكن أن يخدمهم ذلك في يوم القيادة".
وذكر الخبير، أن "الحديث في نهاية المطاف يدور عن معركة أخيرة، فاتفاق إسرائيلي – سعودي من شأنه أن يكون المسمار الأخير في نعش
القضية الفلسطينية، ويعيدها 100 عام إلى الوراء، لنقطة البداية، حين كان الحديث يدور عن مسألة مستقبل سكان البلاد العرب، وليس عن مسألة موضوعها كفاح وطني فلسطيني لتقرير المصير والوطن".