في الوقت الذي تتعزز فيه علاقات دولة
الاحتلال مع أذربيجان، نظرا للفوائد الاستراتيجية والعسكرية، فقد تلقت رسالة بعث بها عدد من الأكاديميين والمثقفين إلى رئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، طلبوا منه الاستفادة من العلاقات الإسرائيلية الوثيقة مع باكو للسماح بإدخال المساعدات إلى الجيب الأرمني الذي يواجه سكانه المجاعة.
غاي إليستر مراسل الشؤون الدولية لموقع ويللا، أكد أن "الأكاديميين والمثقفين الإسرائيليين ناشدوا هرتسوغ للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية التي تتكشف في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا"، مع العلم أن هذه المنطقة التي ينحدر معظم سكانها من أصل أرميني، البالغ عددهم 120 ألف نسمة، تعيش تحت الحصار الأذربيجاني منذ ثمانية أشهر، مما يجعل من الصعب نقل السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء.
وتابع أنه "بفضل الروابط الإسرائيلية الأذرية، جاءت هذه الرسالة الأرمنية إلى هرتسوغ، مع أنه زار أذربيجان مؤخرا والتقى برئيسها".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تربطها بأذربيجان المتاخمة لإيران، علاقات وثيقة، وهي مزودة بأسلحة إسرائيلية الصنع حاسمة في الحرب الأخيرة في ناغورنو كاراباخ في عام 2020، وانتهى الأمر باتفاق توسطت فيه روسيا بعد أن تمكنت باكو من استعادة السيطرة على المناطق المحيطة، وأكد مرسلو الرسالة لهرتسوغ أنهم لا يتوقعون تدخلًا سياسيًا إسرائيليا في الصراع، ولكن مساعدة سكان المنطقة "المعرضين لخطر جسيم".
وكشف أن "من بين الموقعين على الرسالة يظهر البروفيسور يائير أورون باحث الإبادة الجماعية من الجامعة المفتوحة، ورئيس معهد دراسة الهولوكوست والإبادة الجماعية البروفيسور إسرائيل تساراني، والصحفي جاكوب أشيمير، والوزير والعضو السابق في الكنيست الحاخام ميخائيل ملكيور، الصحفية شاري راز وأعضاء من الوسط الأكاديمي ونشطاء آخرون".
تكشف الرسالة عن التداعيات المترتبة من الحرب الأذرية الأرمنية على المصالح الإسرائيلية، مما استدعى من صانعي القرار الإسرائيليين تشكيل موقف محدد تجاهها، والأخذ بعين الاعتبار المدخلات الإقليمية والدولية في الحرب، مع أن الطاقة أحد المدخلات المتعلقة بموقف إسرائيل من الصراع.
فأذربيجان تورد نصف احتياجاتها النفطية، كما أن مصلحتهما متعددة الأبعاد، وهي الدولة الإسلامية المتاخمة لإيران، وذات أهمية استراتيجية، ولها علاقة مفتوحة مع الاحتلال منذ سنوات، مع أن تعاونهما الأمني المكثف أحد سمات علاقتهما، وتتمتع بالوصول للتقنيات الإسرائيلية، وتعد سوقا مهما لصناعاتها العسكرية بقيمة خمسة مليارات دولار.
أما
أرمينيا، فقد أعربت عن اهتمامها بتطوير العلاقات مع الاحتلال، الذي دأب على إرسال أسلحة منه لأذربيجان خلال صراعهما، مع أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن أذربيجان أكثر هيمنة من أرمينيا من حيث التجارة في إسرائيل، مع التركيز على واردات الطاقة وصادرات الصناعات الدفاعية، وقبل كل شيء في الجانب الإيراني، ذي الأهمية الحاسمة.
كما أن أرمينيا مهمة من حيث العلاقات الدبلوماسية الإيجابية مع الاحتلال، ونمط التصويت الحذر مع
الفلسطينيين، كعصا للتلويح بها في مواجهة استفزازات تركيا العلنية، وعلى خلفية العلاقات الجيدة مع الجالية الأرمنية في دولة الاحتلال، بما في ذلك حارة الأرمن في القدس المحتلة.