قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، إنه تحدث إلى رئيس
النيجر محمد
بازوم للتعبير عن استمرار الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة الدستورية في الدولة الأفريقية.
وقال في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "تكرر الولايات المتحدة دعوتها للإفراج الفوري عنه وعن أسرته".
يأتي ذلك في إطار تحركات يومية تجريها واشنطن، حيث تتواصل مع الجانبين، المجلس العسكري الانقلابي من جهة والرئيس المعزول من جهة ثانية لدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة.
والثلاثاء، قال متحدث وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن واشنطن "لا تزال متفائلة" إلا أنها "واقعية" بالنسبة للوضع في النيجر.
وقال ميلر للصحفيين: "لا يزال لدينا أمل، لكننا أيضا واقعيون للغاية، ما زلنا متفائلين، وما زلنا نحاول تحقيق نتيجة في ما يخص عودة النظام الدستوري إلى البلاد".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أجرت فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، مباحثات اتسمت "بالصعوبة" مع عدد من قادة المجلس العسكري بالنيجر الذي نفذ انقلابًا أواخر الشهر الماضي.
دعوة لأفراد الجيش
في سياق متصل، أعلن الوزير النيجري السابق غيسا أغ بولا، تأسيس ما أطلق عليه "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية".
وقال بولا في تصريحات صحفية، إنه يدعو "الشرفاء داخل الجيش والمؤسسة العسكرية إلى التحرك الفوري لرفض الانقلاب".
ووجه الوزير السابق دعوته عناصر وضباط الجيش الرافضين للانقلاب، إلى ضرورة اعتقال قادة الانقلاب.
ولفت إلى أن "مجلس المقاومة" سيكون حراكا سياسيا يهدف إلى إعادة الرئيس بازوم، والحكومة الشرعية إلى الحكم.
واللافت أن الوزير بولا كان من قادة التمرد وهو ينحدر من شعوب الطوارق، ولكنه وقع اتفاق سلام مع حكومة النيجر عام 2007، أفضى إلى دخوله في الحكومة السابقة.
تأجيل زيارة وفد أفريقي
طلب قادة انقلاب النيجر، الثلاثاء، تأجيل زيارة كان من المقرر أن يجريها وفد أفريقي أممي مشترك إلى العاصمة نيامي، وذلك "لأسباب أمنية".
الوفد كان من المقرر أن يضم ممثلين عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب
أفريقيا "إيكواس" والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وفق وسائل إعلام محلية.
وقال الإعلام إن المجلس العسكري بالنيجر وجّه رسالةً رسمية الثلاثاء إلى "إيكواس" أبلغه فيها بأنه "لا يستطيع استقبال الوفد التفاوضي في الوقت الراهن لأسباب أمنية".
وبحسب المصدر نفسه، فإن قادة الانقلاب "طلبوا من وفد إيكواس والاتحاد الأفريقي تأجيل الزيارة" للسبب نفسه.
وسبق أن توجه وفد تفاوضي إلى نيامي الخميس، لكنه عاد بعد ساعات قليلة عقب فشله في لقاء قادة المجلس العسكري.
ومساء الاثنين، كشف رئيس وزراء النيجر المعزول حمودو محمدو، في لقاء متلفز، أن المجلس طلب عودة الوفد التفاوضي إلى نيامي، وأنه سيكون فيها الاثنين أو الثلاثاء.
والاثنين، قررت "إيكواس" عقد اجتماع آخر لقادتها الخميس، لبحث سيناريوهات التعامل مع الانقلاب في النيجر، بما في ذلك التدخل العسكري.
لكن التوجه العام الأفريقي والدولي يذهب إلى ترجيح كفة الدبلوماسية لحل الأزمة، ويسعى إلى استبعاد التدخل العسكري وخاصة الغربي لإعادة النظام الدستوري.
يشار إلى أنه في 26 تموز/ يوليو الماضي، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلابا عسكريا في النيجر أطاح بحكم الرئيس محمد بازوم، ما قوبل باستنكار دولي ودعوات لإعادة أول رئيس منتخب ديمقراطيا إلى منصبه.