كشفت صحيفة عبرية عن قيام
باكستان، التي ليس لديها علاقات رسمية مع
الاحتلال الإسرائيلي، بشراء أجهزة قرصنة إلكترونية متطورة من شركة "سلبرايت" الإسرائيلية.
وأوضحت "
هآرتس" في تقرير أعده عوديد يارون، أن "وثائق رسمية وسجلات إرساليات دولية، تكشف أن "المخابرات الفيدرالية في باكستان "FIA" اشترت معدات اختراق للهواتف المحمولة من إنتاج شركة "سلبرايت" الإسرائيلية".
ونوهت بأن "باكستان لا تقيم علاقات مع الاحتلال، ومكتوب في جواز سفرها: ساري المفعول لجميع الدول باستثناء إسرائيل".
وكشف تحقيق الصحيفة، أن "المخابرات الباكستانية ووحدات شرطة أخرى تستخدم أجهزة "سلبرايت" على الأقل منذ عام 2012، والمنتج الأساسي للشركة الإسرائيلية هي تكنولوجيا باسم "UFED"، وهي تسمح لمستخدمها بقرصنة رقمية بواسطة اختراق هواتف محمولة محمية برقم سري
، ونسخ كل المعلومات الموجودة فيها، بما في ذلك صور، وثائق، بيانات نصية، محادثات سابقة، جهات الاتصال، وغيرها".
وتزعم "سلبرايت"، التي يقف على رأسها يوسي كرميل، أن "الأجهزة تباع فقط لأجهزة شرطة وقوات أمن لمكافحة الجريمة الخطيرة والإرهاب، لكن أجهزة الاختراق للشركة وصلت على مر السنين لجهات تقوم بقمع نشطاء حقوق الإنسان وأيضا أقليات، علما أن قائمة زبائن "سلبرايت" شملت أنظمة قمعية منها؛ بلاروسيا، الصين، هونغ كونغ، أوغندا، فنزويلا، إندونيسيا، الفلبين، وحدة التصفية سيئة السمعة "RAB" في بنغلاديش وروسيا وإثيوبيا".
وانتقد المحامي ايتي ماك بشدة شركة "سلبرايت" ووزارة الأمن الإسرائيلية، التي يتعين عليها مراقبة أعمال الشركة، منوهة بأن "منظومات "سلبرايت" من شأنها أن تستخدم ليس فقط لملاحقة نساء وأقليات دينية، بل أيضا ملاحقة صحفيين ونشطاء معارضة يعملون على كشف علاقات الجيش مع منظمات مثل طالبان والقاعدة".
وزعمت "هآرتس" أنه "جرت بين إسرائيل وباكستان محادثات عبر قنوات سرية على مر السنين، وفي 2005 عقدت لقاءات بين وزير الخارجية في حينه سلفان شالوم ونظيره بمبادرة الرئيس الباكستاني برواز مشرف، حتى أن رئيس الحكومة في حينه، أريئيل شارون، صافح مشرف في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومشرف درس الاعتراف بإسرائيل في أعقاب تنفيذ خطة الانفصال، لكن هذه الخطة واجهت نقدا شديدا في الداخل وتم حفظها".
وأشارت إلى أن "مقاطعة الاتصالات مع إسرائيل تتعلق أيضا بمواطني باكستان، في الشهر الماضي حكم بالسجن على 5 باكستانيين بعد زيارتهم إسرائيل، وفي العام الماضي تمت إقالة الصحفي أحمد قريشي بعد أن شارك في بعثة زارت إسرائيل، وبعد عدة شهور من ذلك زارت إسرائيل بعثة أخرى، ويجري في باكستان نقاش صاخب حول إمكانية تسخين العلاقات بين الجانبين".
وسبق أن كشف تقرير بريطاني رسمي صدر في 2013، أن " الاحتلال باع لباكستان معدات عسكرية، من بينها منظومات حرب إلكترونية ورادارات ومعدات متطورة لطائرات حربي، وخلافا لشركة "NSO" وشركات أخرى منتجة للسايبر الهجومي، "سلبرايت" تعمل على خط التماس بين تصدير أمني واضح وتصدير مدني".
في 2012، نشر في باكستان عن تزود شرطة إقليم السند بجهاز "UFED Touch Ultimate"، من إنتاج شركة "سلبرايت"، ومنذ ذلك الحين "توسع الاستخدام".
وذكرت "هآرتس"، أن "باكستان وفي مناقصه للمخابرات الفيدرالية لسنة 2021 لمنظومات شركات "Belkasoft" و"كومبلسون" طلب منهما دعما لملفات التي تم إنشاؤها باستخدام تقنيات شركة "سلبرايت" الإسرائيلية"، موضحة أن "كتالوج 2021 لشركة الاتصالات والتكنولوجيا العسكرية الحكومية في باكستان "NRTC"، يعرض الكثير من التقنيات المنتجة في الدولة، وفي الصفحة 17 تعرض الشركة جهاز " UFED Touch Ultimate "، لشركة "سلبرايت".
وفي ردها على ما كشف، زعمت الشركة أنها "لا تبيع لباكستان بصورة مباشرة أو غير مباشرة"، لكنها بحسب الصحيفة، "رفضت أن تشرح كيف يتساوق هذا مع شهادات الإرسالية من "سلبرايت – سنغافورة" إلى باكستان، ومع المناقصات الرسمية في باكستان التي تظهر أن المخابرات والشرطة تستخدم تقنياتها".
وقالت الشركة: "سلبرايت" ملتزمة بمهتها خلق عالم أكثر أمنا مع تقديم حلول لهيئات إنفاذ القانون، والتي تمكنها من حل لغز الجرائم بصورة أسرع، من أجل هذا طورنا وسائل رقابة مشددة تضمن استخداما مناسبا بتقنياتنا في إطار التحقيقات التي تجرى، كشركة عالمية في الذكاء الرقمي، الحلول التي نقدمها تساعد آلاف وكالات إنفاذ القانون في تجريم من يعرضون أمن الجمهور للخطر"، بحسب الشركة.
وأكدت "هآرتس" أن "وزارة أمن الاحتلال الإسرائيلي رفضت الرد".