اختتم الوفدان الأمريكي والأفغاني، الاثنين، مباحثاتهما في العاصمة القطرية الدوحة، تناولت العقوبات الاقتصادية وحقوق الإنسان، وإجراءات لبناء الثقة بين الطرفين.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأفغانية المؤقتة، أن "المحادثات التي استمرت يومين على مستوى الوفود اختتمت الاثنين".
وناقش الوفدان عددا كبيرا من القضايا الشائكة بين الجانبين المتحاربين السابقين، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية وحقوق الإنسان والقائمة السوداء للعديد من قادة حركة "
طالبان".
وضم الوفد الأفغاني برئاسة وزير الخارجية المؤقت مولوي أمير خان متقي، ممثلين عن وزارة المالية وبنك أفغانستان ومسؤولين في السفارة الأفغانية.
بينما ترأس الوفد الأمريكي المكون من 15 عضوا توماس ويست، ممثل واشنطن الخاص لأفغانستان.
وقال البيان: "تمت مناقشة بناء الثقة بين الجانبين، واتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، وإزالة القائمة السوداء والعقوبات الأمريكية، وتحرير الودائع المصرفية في أفغانستان، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في أفغانستان، ومكافحة المخدرات وحقوق الإنسان".
وجدد الجانب الأفغاني تأكيده على ضرورة بناء الثقة لإزالة "القائمة السوداء" وفتح احتياطيات البنوك، حتى يتمكن الأفغان من بناء اقتصادهم دون مساعدات خارجية.
كما تمت أيضا مناقشة المساعدات الإنسانية والسفر المجاني إلى أفغانستان والخدمات القنصلية التي تصل إلى الأفغان في أي مكان في العالم، حسب البيان نفسه.
في المقابل، قالت
وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن مسؤولي الولايات المتحدة حثوا وفد حركة
طالبان على "تغيير السياسات المسؤولة عن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في
أفغانستان، وخاصة بالنسبة للنساء والفتيات والمجتمعات الضعيفة".
وأضاف
البيان: "أعرب المسؤولون عن قلقهم البالغ بشأن الاعتقالات والقمع الإعلامي
والقيود المفروضة على الممارسات الدينية".
وتابع
البيان: "أحيط المسؤولون علما بالبيانات الأخيرة التي تشير إلى تراجع التضخم
ونمو صادرات وواردات البضائع في أفغانستان في عام 2023، وأعربوا عن انفتاحهم على
الحوار الفني بشأن قضايا الاستقرار الاقتصادي قريبا".
وبحسب
البيان، لاحظ الوفد الأمريكي "التزام حركة طالبان بعدم السماح لأي شخص
باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها، وناقش الجانبان جهود
طالبان للوفاء بالالتزامات الأمنية".
ولفت
بيان وزارة الخارجية إلى "ضغط المسؤولون من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط
عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين، مشيرين إلى أن هذه الاعتقالات كانت عقبة كبيرة
أمام المشاركة الإيجابية، وحددوا مجالات بناء الثقة لدعم الشعب الأفغاني".
وعبر
الوفد الأمريكي عن "قلقه العميق بشأن الأزمة الإنسانية وضرورة مواصلة دعم
منظمات الإغاثة وهيئات الأمم المتحدة لتقديم المساعدة بما يتفق مع المبادئ
الإنسانية"، وفقا للبيان.
يُذكر أن حركة طالبان سيطرت على مقاليد الأمور في أفغانستان، منتصف آب/ أغسطس2021، وذلك بعد معارك اندلعت عقب فشل مفاوضات السلام بينها وبين حكومة الرئيس أشرف غني.
ومع وصول طالبان إلى السلطة، بدأت القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "ناتو" بمغادرة البلاد على دفعات.
ومع مغادرة آخر جنودها لأفغانستان، انتهى الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، والذي بدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2001.