كشف تقرير حديث لمعهد الأبحاث "إيد داتا" أن الجيش
الصيني، يخطط لبناء مجموعة من
القواعد البحرية بالخارج، وذلك ضمن مساعيه الرامية إلى حماية طرق الشحن والتجارة، فضلا عن رغبته في تعزيز حضوره العسكري وقدراته على مقاومة العقوبات الغربية.
وأوضح التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، أن المواقع المحتملة لإنشاء القواعد البحرية الصينية في السنتين أو الخمسة السنوات القادمة، هي: هامبانتوتا في سريلانكا، وباتا في غينيا الاستوائية، وجوادار في باكستان، ثلاثة مواقع محتملة من سيرلانكا إلى موريتانيا.
وأوضح التقرير الذي أصدره معهد الأبحاث "إيد داتا"، الأربعاء، أن القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، تمتلك حاليا قاعدة عسكرية واحدة فقط بالخارج، وهي المتواجدة على ساحل القرن الأفريقي في جيبوتي، غير أن احتدام المنافسة بين كل من واشنطن وبكين، دفع مساعي هذه الأخيرة لتقوية حضورها البحري؛ مشيرا إلى أنه على عكس الولايات المتحدة، فإن الصين ليست طرفا في تحالفات الدفاع الدولية، حيث إن معاهدة الدفاع الرسمية الوحيدة التي أبرمتها، تربطها بكوريا الشمالية.
وأشار التقرير إلى أن تطوير القواعد البحرية للصين في الخارج، يعتبر أولوية بالنسبة للجيش الصيني الذي تتماشى طموحاته المستقبلية بشكل وثيق مع "مبادرة الحزام والطريق" وهو مشروع استثماري صيني في البنى التحتية بقيمة تريليون دولار، تستخدمه الصين لترسيخ نفوذها حول العالم.
ويضيف المصدر نفسه، أن القواعد البحرية الصينية في الخارج، ستساعدها في تجميع المعلومات الاستخبارية، وكذا في الحفاظ على طرق الشحن، خاصة في ظل العقوبات الغربية التي تواجهها.
أما بخصوص الموقع المرشح بقوة لتشييد قاعدة بحرية صينية بالخارج في المستقبل القريب، يرجّح المصدر، ميناء هامبانتوتا في سريلانكا، موضحا أن الصين قامت بتمويل إنشاء هذا الميناء سنة 2010، بقرض قيمته 306.7 مليون دولار من بنك "China Exim"، وهو بنك تنمية مملوك للدولة، وتسيطر عليه بكين؛ فيما تدير شركة مملوكة من الدولة الصينية ميناء هامبانتوتا الشمالي الذي استأجرته لمدة 99 عاما، بعدما لم تتمكن كولومبو، من سداد أقساط قرض كبير منحته بكين لبنائه.
أما عن ثاني موقع يمكن أن تقيم فيه الصين قاعدة عسكرية خارجية، لفت التقرير نفسه، أن الأمر يتعلق بمدينة باتا، بغينيا الاستوائية، خاصة وأنها خصصت 659 مليون دولار لتشييد ميناء هناك، فيما وضع التقرير مدينة كريبي بالكاميرون في المرتبة الموالية، مشيرا إلى
الاستثمارات الصينية الكبيرة في هذه المنطقة، وكونها تمثل موقعا جيوسياسيا مهما للصين، إلى جانب كل من مدن ريام بكمبوديا، وناكالا بالموزمبيق، فضلا عن العاصمة الموريتانية
نواكشوط، خاصة في ظل استثماراتهم الكبيرة هناك.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "فاينانشال تايمز"، الثلاثاء الماضي، إن بكين تمكنت من تحقيق تقدم كبير في بناء قاعدة بحرية في كمبوديا، إذ اقتربت من إكمال رصيف يمكن أن ترسو عليه حاملة طائرات، بحسب صور الأقمار الصناعية.
من جانبها، كشفت شركة BlackSky التجارية الأميركية، عن الصور التي التقطتها، لرصيف شبه مكتمل، يتشابه بشكل لافت في حجمه وتصميمه مع الرصيف الذي يستخدمه الجيش الصيني في قاعدته بجيبوتي.