كشفت صحيفة "
إزفيستيا" الروسية عن موافقة
الاتحاد الأوروبي على اعتماد حزمة جديدة من
العقوبات ضد
روسيا نهاية السنة الجارية.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الاتحاد يجهّز للحزمة الـ 12 من العقوبات ضد روسيا.
وذكر أعضاء البرلمان الأوروبي، أن هذه الحزمة ستعتمد من بين عدة أمور على نتائج الهجوم المضاد الأوكراني الذي لم يأت بالنتائج المتوقعة. ويعد الضغط على روسيا أمرًا مفروغًا منه وهو الطريقة الوحيدة لإظهار الدعم لأوكرانيا بقطع النظر عن إمدادات الأسلحة، بحسب الصحيفة.
موجة العقاب
وأكدت الصحيفة الروسية أن المفوضية الأوروبية ترجح إمكانية فرض عقوبات صارمة ضد روسيا قبل نهاية السنة الجارية.
من جانبه، كشف الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو عن نية بروكسل السماح بتطبيق الحزمة الـ 12 من العقوبات في سنة 2023، مؤكدا أن فرض عقوبات إضافية ضد روسيا ممكن في حال صعّد الكرملين القتال، وفق الصحيفة.
وأضاف ستانو، أن بروكسل تعتبر الضربات غير القانونية على مخازن الحبوب والبنية التحتية للموانئ في أوكرانيا تصعيدا.
وفي 24 تموز/يوليو الجاري، اتهم رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل روسيا بشن هجمات متعمدة على مخازن الحبوب واستخدام الطعام "كسلاح".
من جانبها، أوضحت موسكو أن الهدف من الضربات لم يكن الحبوب الأوكرانية، بل أماكن انتشار وتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة غربية.
ونقلت الصحيفة عن النائب الأول لممثل روسيا في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي قوله، "تحت غطاء صفقة حبوب، تمكّنت كييف من تكديس الوقود والمعدات العسكرية في مناطق موانئها على البحر الأسود".
وأضاف، أن إنهاء الصفقة، أتاح لروسيا فرصة ربط أيادي كييف. حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 23 تموز/يوليو، عن هجمات صاروخية على أماكن إنتاج وتدريب الطائرات المسيرة في منطقة أوديسا.
ونقلت الصحيفة عن النائب الفرنسي تييري مارياني قوله، إن فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا مسألة وقت، مؤكدا إمكانية اعتماد الحزمة الـ 12 قبل نهاية العام.
وأضاف مارياني، أن الأوروبيين يدركون أن تأثير هذه الإجراءات ليس قويا بما يكفي لكنها مطلوبة إلى حد كبير لإظهار التضامن مع كييف، مضيفًا أن إرسال الذخائر والمعدات الجديدة أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للدول الغربية.
وذكرت الصحيفة أن مؤيدي دعم أوكرانيا في البرلمان الأوروبي يرون أن الهجوم المضاد لم يأت بالنتائج المتوقعة علما بأنهم كانوا قبل ثلاثة أشهر يعتقدون أن أوكرانيا لا يمكن أن تخسر.
وخلال الأشهر الستة الماضية، تمكّن الاتحاد الأوروبي من فرض حزمتين جديدتين من العقوبات وقد تمت الموافقة على الحزمة الحادية عشر في حزيران/ يونيو الماضي والحزمة العاشرة في شباط/ فبراير الماضي.
وفي السنة الماضية صوّت الاتحاد الأوروبي على تسع حزم من العقوبات في غضون عشرة أشهر.
وبحسب عضو البرلمان الأوروبي، جونار بيك، فقد أصبحت عملية تنسيق المواقف أكثر تعقيدا وينتظر السياسيون الأوروبيون نتائج الأعمال العدائية الجارية في أوكرانيا.
سيناريوهات مختلفة
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن الحزمة الـ 12 من العقوبات نوقشت لأول مرة في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي وقد أعلن عنها ممثلو دول البلطيق وبولندا.
وفي 23 حزيران/ يونيو، ذكر نائب وزير الخارجية البولندي بيوتر وارزيك أن وارسو ترغب في "القضاء على أربعة عناصر توفر موارد مالية كبيرة لروسيا، بالإضافة إلى فرض قيود في مجال الطاقة النووية الروسية.
وفي نهاية حزيران/ يونيو، دعا الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روساتوم، وهي خطوة عارضتها كل من فرنسا والمجر وبلغاريا بسبب خوفهم من انقطاع إمداد الوقود النووي.
وأضافت الصحيفة أن استيراد الماس الروسي هو الهدف الآخر للعقوبات المحتملة، الأمر الذي قد تعارضه بلجيكا باعتبارها أكبر مشتري الماس من روسيا.
ووفقا لمركز أنتويرب العالمي للماس، فإن حوالي 1.7 ألف شركة و4.5 ألف تاجر يشترون الماس ويبيعونه في هذه المدينة.
وفي 23 من الشهر الماضي، صرّح نائب وزير الخارجية بيوتر وورزيك: "إذا كان من الممكن إقناع الإيطاليين واليونانيين بإغلاق الموانئ فمن المحتمل التوصل إلى حل يرضي الجميع".
من جانبه أكد عضو البرلمان الأوروبي جونار بيك، إجراء مناقشة القيود المفروضة على شركة روساتوم والعقوبات المفروضة على القطاع المصرفي والإجراءات الإضافية المتعلقة بالأصول المجمدة في الاتحاد الأوروبي فضلا عن القيود المفروضة على البلدان الثلاثة المشاركة في الواردات الموازية للسلع في بروكسل.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة الإقتصادية غالينا سوروكينا قولها، إن قيود الاتحاد الأوروبي قد تشمل حظر استيراد الحبوب الروسية رغم أنه بعد إنهاء مبادرة حبوب البحر الأسود، اختفت القيود المتعلقة بتوريد المواد الغذائية من روسيا.
ومن جانبه، يوصي المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي إيفان تيموفيف موسكو بالاستعداد لتشديد تدريجي لنظام العقوبات. حيث أشار إلى أن الاقتصاد الروسي أظهر نوعًا من المرونة وتغلب على الضربة التي وُجّهت له بفضل استعداده لأسوأ السيناريوهات، بحسب الصحيفة.