كشفت جماعة
الحوثي اليمنية، عن تعثر المفاوضات مع السعودية؛ بسبب خلافات حول "رواتب موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز".
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس المجلس السياسي التابع للجماعة، مهدي المشاط، السبت، بمناسبة تدشين العام الدراسي الجديد بالعاصمة
صنعاء، الخاضعة لسيطرتها منذ 2014.
وقال المشاط إنه يشرف على الحوارات والمفاوضات مع من أسماه "العدو" (التحالف بقيادة السعودية)، لكنها توقفت عند نقطة تسليم الراتب من ثرواتنا النفطية والغازية".
وأضاف أن "السعودية أبدت استعدادها لتسديد مرتبات الموظفين، لكن ليس من عائدات الثروات النفطية والغازية، بل كصدقة منها"، مؤكدا على رفضهم هذا العرض السعودي، وهو السر في تعثر المفاوضات في المرحلة الماضية.
وتابع رئيس المجلس السياسي للحوثيين متهما الرياض بـ"السعي لنهب الثروة النفطية والغازية اليمنية، وتحويلها إلى البنك الأهلي السعودي".
وتعهد بـ"انتزاع رواتب الموظفين من تحالف ما وصفه العدوان (التحالف العربي) الذي يمنع إيصاله، ويمنع تسديده، من خلال منعه لتصدير الثروات اليمنية النفطية والغازية".
وقبل أشهر، خاض الحوثيون مفاوضات مباشرة مع السعودية بوساطة من سلطنة عمان، إذ شهدت تبادلا لزيارات الوفود من الطرفين إلى صنعاء والرياض، قبل أن تتعثر المشاورات بسبب سقف المطالب العالية التي طرحها الوفد الحوثي، وفق مصادر حكومية يمنية.
ويعاني موظفو الدولة في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، شمال ووسط وغرب اليمن، من انقطاع مرتباتهم منذ 7 سنوات تقريبا، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم إلى حد غير مسبوق، وفق تقارير دولية.
وأشار القيادي الحوثي إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطا على السعودية، وأصرت على السعودية بالامتناع عن تسديد فواتير مرتبات الموظفين في الفترة الماضية.
وقال المشاط إنهم أرسلوا رسائل نصح للأمريكي، ألا يكون لديه في كل بيت يمني عدو"، موضحا أن هذا الموقف الأمريكي من صرف مرتبات الموظفين يجعله أمام أكثر من 10 إلى 15 مليون يمني عدوا".
وخلال شهري أكتوبر/ تشرين أول، ونوفمبر/ تشرين ثان 2022، شن الحوثيون عدة هجمات بطائرات مسيرة على موانئ نفطية في محافظتي حضرموت وشبوة، شرق البلاد.
وأجبرت تلك الهجمات سفن نقل النفط التي كانت راسية في تلك الموانئ من مغادرتها، الأمر الذي انتهى بإيقاف تصدير النفط إلى الخارج، الذي تعتمد عليه الحكومة المعترف بها بشكل كبير في تسيير المحافظات التي تسيطر عليها جنوب اليمن.
ويواجه اليمن، الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة، ضغوطا وصعوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة بسبب تراجع إيرادات النفط، التي تشكل 70% من إيرادات البلاد، وكذلك توقف جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وعائدات السياحة.
مقتل 4 من الحوثيين
في سياق متصل، أعلنت جماعة "أنصار الله" مقتل 4 من عناصرها في معارك مع قوات الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها.
وذكرت وكالة "سبأ" للأنباء، بنسختها التابعة للحوثيين، أنه تم تشييع 4 من عناصر الجماعة في العاصمة صنعاء، سقطوا وهم يؤدون واجبهم في معركة الدفاع عن الوطن، في إشارة إلى المعارك مع قوات الجيش الحكومي.
وأشارت الوكالة إلى أن "من بين القتلى ضابطا برتبة عقيد، واثنين برتبة رائد، ورابعا برتبة ملازم ثان".
ولم تقدم الوكالة تفاصيل عن مكان وتاريخ سقوط القتلى، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من قوات الجيش اليمني.
فيما أفاد مصدر في جماعة الحوثي لـ"عربي21" طلب عدم ذكر اسمه، مساء السبت، بأن القتلى قضوا في معارك دارت في جبهات محافظة مأرب، مع القوات التابعة للحكومة اليمنية.
ودارت مواجهات بين قوات الجيش اليمني الوطني ومسلحي جماعة الحوثي في جبهات جنوب مدينة مأرب، في اليومين الماضيين، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية في المدينة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في الأيام القليلة الماضية مقتل 6 من عناصر الجماعة في معارك مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى مكان وتاريخ مقتلهم.