منذ انطلاق الأزمة الاقتصادية في لُبنان، سنة 2019، والتي وصفها
البنك الدولي بكونها الأسوأ منذ سنة 1850، بات سحب الودائع المالية من البنوك أشبه بالمُهمّة المستحيلة من طرف المواطنين، مما دفع بعضهم لاقتحام المصارف، مُهدِّدا بالسلاح من أجل استرجاع أمواله.
اقتحامات مُتواصلة
ولا تزال اقتحامات البنوك في لُبنان متواصلة، آخرها ما تم الإعلان عنه، الأربعاء، من طرف جمعية "صرخة
المودعين"، على حسابها الرسمي في تويتر، بالقول: إن "مودعين اثنين مسلحين بالبنزين والأسيد، أقدما اليوم على اقتحام بنك "بيبلوس" في فرع سن الفيل، ويهددان بحرقه".
وأضافت
الجمعية، أن "المودعين وتبلغ وديعتهما 5400، و23200 دولار قاما باقتحام البنك المذكور متسلحين بعبوة من البنزين وعبوة أخرى من الأسيد مهددين بإحراق المصرف إن لم يحصلا على وديعتهما".
وفي السياق نفسه، وجّهت الجمعية دعوة إلى كل المودعين من أجل التوجه إلى بنك "بيبلوس" لمساندة المودعين اللذين اقتحما المصرف، فيما حذّرت إدارة البنك من أن أي اعتداء على المودعين، سيُقابل برد منهم على كل فروع المصرف.
وقبل أسبوع، تمكن مودع
لبناني من تحرير وديعته كاملة، والبالغة 15 ألف دولار أمريكي من بنك الموارد، في منطقة أنطلياس، بجبل لبنان، وذلك بعد عملية اقتحام رفقة ابنه البالغ 13 عاماً، مُهددا بإشعال النيران في المصرف في حال لم يحصل على كامل وديعته، بحسب جمعية صرخة المودعين.
اقتحامات لا تنتهي
وبالرغم من مُحاولات المصارف، إقفال أبوابها لفترات زمنية طويلة، لتفادي أي اقتحام لفروعها وتعريض موظفيها للخطر، إلا أن عمليات اقتحام المصارف لا تزال تتكرر بين الفينة والأخرى، وذلك في ظل استمرار البنوك منذ أواخر سنة 2019 باحتجاز ودائع المواطنين، فضلا عن التحكم بالسحوبات الدولارية، تبعا لجُملة تعاميم تصدر عن البنك المركزي.
وأكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الشهر الماضي في بيان رسمي، أن "العمل على منصة صيرفة مستمرّ كالمعتاد على القواعد نفسها المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار/ مارس 2023، وأن كل الأخبار المتداولة عن عدم التزام بعض المصارف بهذا الموضوع، عارية عن الصحة". مشددا على أن "مصرف لبنان مستمرّ بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد على المصارف طالما أنها ضمن الأصول المرعية".
وبالرغم من توالي عمليات اقتحام المصارف في لبنان، إلا أن أشهر عملية اقتحام، وقعت في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي، حين اقتحمت سيدة أحد فروع بنك "لبنان والمهجر"، مُستخدمة سلاحا قيل إنه بلاستيكي، واحتجزت رهائن فيه من أجل الحصول على جزء من وديعتها البالغة 20 ألف دولار، لتغطية تكاليف علاج شقيقتها المصابة بالسرطان، لكنها استطاعت تحصيل 13 ألف دولار و30 مليون ليرة فقط.