قالت صحيفة
واشنطن بوست الأمريكية إن العنف الذي يستهدف المدنيين في إقليم
دارفور بالسودان آخذ بالتصاعد، مشيرة إلى أن عمليات التطهير العرقي في الإقليم تشبه كثيرا ما حدث قبل 20 عاما.
وذكر تقرير للصحيفة، "أن أطفال الناجين من حرب الإبادة التي بدأت عام 2003, يواجهون إبادة جديدة تشبه القتل الجماعي قبل 20 عاما، حيث يهربون كما هرب أباؤهم، من بلدات غرب دارفور والتي تم حرقها فيما يبدو أنها هجمات منسقة، مخلفين وراءهم أفراد العائلة الذين قتلوا.
ونقلت شهادات ناجين من القتل فروا إلى مخيم أدرى للاجئين في تشاد، تحدثوا عن استهدافهم "لأنهم ليسوا عربا" وفق الصحيفة.
وأضافت "أن المنطقة شهدت تصاعدا في عمليات استهداف المدنيين والتهجير القسري منذ 2019، والتي اتهمت فيها قوات
الدعم السريع، إلا أن القتل زاد بعد اندلاع القتال في نيسان/إبريل بين الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع، التي لها جذور في قوات الجنجويد المتهمة من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب إبادة في دارفور قبل عقدين".
وتابعت الصحيفة أن 200 سوداني في دارفور ومناطق أخرى قتلوا بسبب الحرب، فيما شرد حوالي 2.2 مليون نسمة داخل البلد و700 ألف في الخارج، اتجه عدد كبير منهم إلى تشاد، حسب منظمة الهجرة العالمية.
ونقلت الصحيفة عن ناثنيل ريموند، مدير مخبر البحث الإنساني في جامعة ييل قوله، "إن من الواضح وبشكل متزايد أن الهجمات التي ارتكبت على يد قوات الدعم السريع في السودان تمثل جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف، "أن قلة من الناس من يشيرون إلى هذا ويشاركون الروايات عن العنف حول العالم. خصوصا أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تظهر أحياءا وقرى محترقة بالكامل، فيما يبدو أنها عمليات منسقة لتهجير السكان".
وقال مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن لديه تقارير موثوقة عن مقابر جماعية لقبيلة المساليت في مدينة الجنينة وأن 87 من أبناء القبيلة، اطفالا ونساء ورجالا دفنوا فيها بعد قتلهم في منتصف حزيران/يونيو الماضي، فيما نفت قوات الدعم السريع المسؤولية عن هذا الحادث وغيره.
وزادت الصحيفة، "أن هناك حادثا آخر دمرت فيه النيران منطقة بحجم 280 ملعب كرة القدم ببلدة ميروني بدارفور قبل ثلاثة أسابيع"، بحسب مرصد النزاع السوداني.
وأشارت الصحيفة إلى شهادات ناجين من مدينة الجنينة ذكرت، "أن الهجمات استهدفت البنى المدنية والجماعات المحلية. بالإضافة إلى قتل الجيران العزل وأقاربهم في أحياء تسكنها قبيلة المساليت".
ولفتت الصحيفة إلى "حديث أطباء من المنطقة لاحظوا زيادة في عدد النساء المغتصبات أو اللاتي تعرضن لأشكال أخرى من العنف الجنسي".
وتحدث الناجون "عن استخدام قوات الدعم السريع للمدفعية لقصف المباني، في وقت استهدف فيه المقاتلون المارة في الشوارع أو ذهبوا من المنازل وقتلوا من فيها، كما أنهم تعرفوا على المقاتلين من خلال زيهم و الحافلات التي يستخدمونها"، وفق الصحيفة.
وأكدت واشنطن بوست، أن الناجين وجهوا لوما للجيش السوداني الذي قصف أحياءهم في المواجهات مع الدعم السريع.
وأضافت أن قوات الشرطة الإحتياطية رفضت استقبال الهاربين من العنف، ما دفعهم للهروب باتجاه تشاد.
ويقدر المسؤولون التشاديون وصول مئات الألاف من اللاجئين الجدد في الأسابيع الأخيرة بشكل زاد من الضغوط على المؤسسات الإنسانية، بحسب الصحيفة.