نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تفسر عدم انضمام بعض
الدول الأوروبية، مثل صربيا والنمسا وإيرلندا، إلى حلف شمال الأطلسي "
الناتو".
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المنتظر أن تنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي بعد موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ذلك يوم الاثنين 10 تموز/ يوليو. وبينما تسعى بعض الدول الأوروبية للانخراط في هذا التحالف العسكري، فإن البعض الآخر لا يعتبر العضوية فيه من أولوياته.
وذكرت الصحيفة أنه خارج كندا والولايات المتحدة، لا يمكن سوى للدول الأوروبية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي . هناك 22 دولة في الاتحاد الأوروبي من أعضاء الناتو، وسيبلغ عددها 23 قريبًا مع انضمام السويد رسميًا.
أما الدول الأوروبية الأخرى التي ليست عضوا في الحلف وليست ضمن قائمة المرشحين فهي
النمسا وقبرص وإيرلندا ومالطا.
وأشارت الصحيفة إلى أن النمسا لا يمكن أن تنضم إلى أي تحالف عسكري بسبب إعلان الحياد الذي تبنته في سنة 1946. وقد اضطر البرلمان إلى القيام بذلك تحت ضغط الاتحاد السوفييتي حتى تستعيد النمسا سيادتها مرة أخرى.
الحياد العسكري
وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن لقبرص أن تنضم إلى الناتو بسبب الصراع الإقليمي بين الحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي وجمهورية شمال قبرص التركية، التي تدعمها أنقرة. وعلى عكس السويد، فإن
تركيا لم توافق أبدا على رفع حق الفيتو على قبرص مما منع انضمامها إلى الناتو.
من ناحية أخرى، تتمتع إيرلندا بتاريخ طويل من عدم التدخل. فخلال الحرب العالمية الثانية، أعلنت البلاد أنها محايدة. وخلال الحرب الباردة، لم تكن ترغب أبدا في الانضمام إلى الناتو ولا حركة عدم الانحياز. ومن جهتها، اتبعت مالطا سياسة مماثلة منذ سنة 1971 تزامنا مع وصول حزب العمل إلى السلطة، الذي كرس الحياد في دستور البلاد في سنة 1974.
خارج الاتحاد الأوروبي، تعيش سويسرا المعروفة بحيادها في نفس الوضع مثل إيرلندا ومالطا. وينطبق نفس الشيء على مولدوفا وكذلك صربيا التي ورثت هذا الموقف من يوغوسلافيا، أحد قادة حركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة. وفي الوقت الحاضر، تعد صربيا واحدة من الدول الأوروبية الوحيدة، مع بيلاروسيا، التي لم تفرض عقوبات على روسيا بعد غزو أوكرانيا.
قصف الناتو في صربيا
ذكرت الصحيفة أن العلاقات بين بلغراد والحلف توترت إلى حد كبير بعد أن قصف الناتو صربيا في سنة 1999 لوضع حد للتدخل الصربي في كوسوفو. هذه الدولة الصغيرة ذات الأغلبية الألبانية، والمستقلة عن صربيا منذ سنة 2008 والتي لا يزال غير معترف بها من قبل السلطات في بلغراد، ليست عضوا في الناتو أيضًا، ذلك أن أربع دول في الحلف لا تعترف بها.
في المقابل، انضمت دول أخرى من يوغوسلافيا السابقة إلى الحلف على غرار كرواتيا وسلوفينيا ومونتينيغرو ومقدونيا الشمالية. وتعتبر البوسنة والهرسك مرشحةً رسميا للانضمام إلى الناتو، وكذلك أوكرانيا وجورجيا.