باتت العاصمة
السودانية الخرطوم ليلتها على وقع اشتباكات ضارية بين
الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في حين تسعى القاهرة إلى وضع حد للصراع المستمر بين العسكر، بإطلاق قمة لدول جوار السودان.
وتركزت الاشتباكات بين الطرفين في العاصمة الخرطوم، وأعلن الجيش السوداني، مساء الأحد، أنه دمر آليات قتالية لقوات الدعم السريع بالقرب من مدينة بارا بولاية شمال كردفان جنوب البلاد.
وقال الجيش في بيان مقتضب: "دمرت الفرقة الخامسة مشاة الهجانة، آليات قتالية واستلمت غنائم العدو المتمرد (الدعم السريع) بولاية شمال كردفان بالقرب من مدينة بارا، عنوة واقتدارا".
ولم يصدر تعليق حول الأمر من قوات الدعم السريع، في حين أفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات وقصف مدفعي في محيط القيادة العامة للجيش، وسط الخرطوم.
كما اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة شرقي الخرطوم وفق الشهود، بينما ذكر آخرون أن قصفا أدى إلى سقوط مدنيين في مدينة بحري شمالي الخرطوم.
وقالت لجان شعبية بمدينة بحري في بيان: "ما زلنا في حي الشعبية نكتوي بنيران الحرب ونفقد خيرة سكان الحي والجيران بسبب القصف العشوائي والمقذوفات الطائرة".
وأضاف البيان: "تم عصر اليوم قصف مجمع ومسجد الزهراء الإسلامي بالشعبية جنوب، واستشهد إثر القصف عدد من أطفال وأفراد أسرة مؤذن المسجد، وإصابة خمسة آخرين بجراح خطيرة".
وفي وقت سابق الأحد، تجددت الاشتباكات العنيفة، بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، ومدينة الأُبيِّض مركز ولاية شمال كردفان.
مصر تستضيف قمة لإنهاء القتال
قالت مصر الأحد، إنها ستستضيف قمة لدول جوار السودان الخميس المقبل لبحث سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 12 أسبوعا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة في المنطقة.
وأثبتت الجهود الدبلوماسية لوقف القتال بين الجانبين عدم جدواها حتى الآن، إذ أدت مبادرات من قوى متنافسة في حدوث ارتباك حول كيفية إقناع طرفي الصراع بالتفاوض.
ولم تلعب مصر، التي يُنظر إليها على أنها الحليف الأبرز للجيش السوداني، ولا الإمارات التي تربطها علاقات وثيقة بقوات الدعم السريع، دورا عاما بارزا.
ولم يشارك البلدان أيضا في محادثات في جدة قادتها الولايات المتحدة والسعودية، وتأجلت الشهر الماضي بعد الفشل في إعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وأكبر جارتين للسودان، مصر وإثيوبيا، على خلاف في السنوات القليلة الماضية بشأن بناء سد النهضة الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق في إثيوبيا، بالقرب من الحدود مع السودان.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن القمة المزمع عقدها في القاهرة تهدف إلى "وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة".
في غضون ذلك، فإن من المتوقع أن تجتمع وفود سودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الاثنين لإجراء محادثات استكشافية. وتشمل الوفود قوى مدنية تقاسمت السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أربع سنوات.
ومن المتوقع أيضا أن يسافر قادة بعض الجماعات المتمردة السابقة في دارفور، والتي وقعت اتفاق سلام في 2020 رفضه فصيلان آخران، إلى تشاد لإجراء محادثات لم يتضح بعد موعدها. ولا يزال السفر من وإلى السودان معقدا بسبب الصراع.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
وكانت وزارة الصحة قد قالت أمس السبت إن 22 شخصا سقطوا قتلى في ضربة شنتها طائرات مقاتلة في أم درمان، وهو حادث ندد به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ونفى الجيش الأحد مسؤوليته عن الضربة قائلا إن سلاح الجو التابع له لم يضرب أهدافا في أم درمان.
وأضاف أن قوات الدعم السريع قصفت مناطق سكنية من الأرض في وقت كانت فيه طائرات مقاتلة تحلق في السماء قبل اتهام الجيش بالخطأ بتنفيذ الضربة التي تسببت كذلك في إصابة مدنيين.
ويعتمد الجيش إلى حد كبير على الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولته لصد قوات الدعم السريع المنتشرة في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة.