نشرت صحيفة ''
فزغلياد'' الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التقدم البطيء للهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يلقي باللوم على الحلفاء الغربيين الذين كانوا بطيئين في تسليم الأسلحة والذخيرة لبلاده.
وفي نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو قال مسؤولو
الولايات المتحدة والناتو إنهم أعطوا أوكرانيا 98 بالمئة من المعدات التي وعدوها بها، وأنه على زيلينسكي البحث عن أسباب فشل ''
الهجوم المضاد'' في مكان آخر.
وصرح زيلينسكي في مقابلة مع ''سي أن أن'' الأمريكية، بأن الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية كان من الممكن أن يبدأ قبل ذلك بكثير، بشرط تسليم الأسلحة في الوقت المناسب من الغرب، مشددًا على أنه دعا قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الإسراع، وإلا فإن تقدم القوات المسلحة لأوكرانيا سيكون أبطأ، فبحسب ما جاء على لسان زيلينسكي فإن ذلك سوف يمنح العدو الوقت والفرصة لوضع المزيد من الألغام وإعداد خطوط دفاعية.
ومن جهه أخرى دعا الولايات المتحدة إلى تسليم طائرة ''إف-16''. ووفقًا له؛ فإن هذا الأمر لا يتعلق بتحقيق ميزة ضد القوات المسلحة الروسية، ولكن من الضروري ''المساواة''.
من المثير للاهتمام أن زيلينسكي ربط في نيسان/ أبريل التحضير لهجوم القوات المسلحة بالقتال من أجل أرتيموفسك، وبالتالي رفض سحب مجموعة القوات الأوكرانية من المدينة. لكن الولايات المتحدة وحلف الناتو كانت لديهما وجهات نظر وتقييمات مختلفة لحالة الجيش الأوكراني؛ ففي أوائل نيسان/أبريل، توقع السفير الأمريكي لدى الناتو، جوليان سميث، بدء هجوم من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، وقد أشار الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في 28 نيسان/ أبريل إلى أن أوكرانيا تلقت 98 بالمئة من المعدات الموعودة من الغرب، بما في ذلك 230 دبابة حيث إن هذا يمنح أوكرانيا موقفًا قويًّا لاستعادة الأراضي المحتلة.
وأفادت الصحيفة بأنه في الوقت ذاته؛ أعرب القائد العام لحلف الناتو في أوروبا، كريستوفر كافالي، عن ثقته في أن الدول الغربية تمكنت من تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا بكميات كافية. ومع ذلك، فإنه في أوائل أيار/ مايو؛ لخص الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، هذا الموقف في مقابلة مع وزارة الخارجية.
وأشار إلى أن الجيش الأوكراني قد أتيحت له الفرصة للقيام بعمليات هجومية وأن القوات المسلحة الأوكرانية لديها موارد كافية بشكل عام. في ذلك الوقت؛ لم يشر ميلي إلى هجوم محتمل، لكنه أضاف أنه إذا قرر الاتحاد الأوروبي الهجوم؛ فسوف يقوم "بالكثير من التخطيط والتنسيق".
بعبارة أخرى؛ فإن تصريحات زيلينسكي حول الرغبة في بدء "الهجمات المضادة"، لا تتطابق مع رأي ميلي أو ستولتنبرغ حول استعداد القوات المسلحة الأوكرانية للعمليات الهجومية في الربيع.
وذكرت الصحيفة أنه وفقًا للخبراء، فإن الفشل لا يرجع إلى أخطاء البنتاغون في التخطيط للعمليات أو أخطاء القيادة الأوكرانية، بل إلى الإجراءات المختصة للمخابرات الروسية والقوات الجوية التي سمحت بتعطيل إعداد العدو لأعمال هجومية، ويتضح ذلك من سلسلة الضربات التي شنتها الأسلحة الروسية بعيدة المدى على الجزء الخلفي من أوكرانيا؛ حيث أثرت القوات المسلحة الروسية على الخدمات اللوجستية وحرمته من القدرة على تركيز القوات في مناطق معينة من خلال تعرضها للهجمات على الهياكل الأساسية للسكك الحديدية ومستودعات الذخيرة في بافلوغراد (منطقة دنيبروبتروفسك).
وبينت الصحيفة أنه وفقا للمحللين؛ فإن القوات الروسية تمكنت من تدمير مستودع أسلحة اليورانيوم المنضب، وأشار الخبير العسكري فلاديمير غونداروف إلى أن
روسيا بدأت تكتيكا بتقليل الإمكانيات الهجومية للقوات المسلحة من خلال ضرب مستودعات الذخيرة.
وبعد الهجمات الروسية، أصبحت القيادة الأوكرانية أكثر نشاطا في طلب الذخائر العنقودية من حلفائها. واستنادا إلى التسريبات في الصحافة الغربية، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة. وهذا يعني أن الهجوم المضاد لوحدة القوات المسلحة الأوكرانية لم يلتزم بالمواعيد النهائية والمعايير التي تم تحديدها في الغرب.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إنه حسب ما جاء على لسان فاديم كوزولين، رئيس مركز''IAMP'' للأكاديمية الدبلوماسية لوزارة الخارجية، فإن زيلينسكي مقتنع بالفشل التام للمرحلة الأولى من الهجوم المضاد ويبحث ببساطة عن الجناة. بالطبع؛ لا يمكنه أن يثني على القوات المسلحة الروسية، لذلك فإن عليه نقل جميع الإخفاقات إلى الدول الغربية.