سلط التمرد الذي قامت به مجموعة
فاغنر العسكرية الخاصة في
روسيا،
الضوء على هذا النوع من الوظائف، الذي يستقطب عددا كبير من المقاتلين السابقين والمتقاعدين وضباط الجيش والاستخبارات الروسية.
وعلى الرغم من أن مجموعة فاغنر، التي يقودها شخص جاء من خلفية جنائية،
بعيدة عن القطاع العسكري، وهو يفغيني بريغوجين، إلا أن هناك العديد من الشركات
والمجموعات العسكرية الروسية بخلاف "فاغنر"، وتنشط في العديد من دول العالم.
وفي ما يأتي أبرز الشركات العسكرية الروسية الخاصة:
شركة "ريدوت"
كانت تعرف سابقا بـ"شيلد"، شركة
عسكرية خاصة، تختص بـ"مكافحة الإرهاب"، ومراقبة العمليات التجارية
للشركات الروسية.
تأسست ريدوت عام 2018، من عناصر متقاعدين من جهاز المخابرات الخارجية
الروسية، والقوات الجوية ووحدات بوزارة الدفاع، ممن لهم خبرات قتالية سابقة في
الخارج، وقوات حفظ السلام.
وتولى تأسيس الشركة نائب رئيس المخابرات
الروسية السابق، فلاديمير ألكيسييف، والذي اختار أناتولي كارازي وهو أحد أقاربه
لرئاستها، واستقطب عددا من عناصر شركة فاغنر، والقوات الخاصة، ويقدر عددهم
بالآلاف.
وجدت شركة ريدوت، في الحرب على أوكرانيا، فرصة
كبيرة، للقتال إلى جانب القوات الروسية، لكنها في الوقت ذاته تعرضت لخسائر كبيرة،
أضعفت قدراتها أمام شركات أخرى من أبرزها "فاغنر".
تمتلك "ريدوت" ناقلات جنود مصفحة وبنادق خفيفة ومتوسطة، وتجهيزات عسكرية
خفيفة، لأداء مهام قتالية سريعة.
تشترط "ريدوت" أن يكون عمر المتقدم للعمل فيها، ما بين 25 و45 عاما، وله
خبرة سابقة في الجيش والقوات الخاصة والمخابرات، إضافة إلى خلو السجل الجنائي من
إدانات بجرائم، مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال أو ترويج وإدمان المخدرات أو
الاغتصاب.
أدرجت الخزانة الأمريكية، شركة ريدوت، ضمن قوات
المرتزقة الروسية،
المقاتلة في أوكرانيا، وبموجب العقوبات، يمنع تحويل أو تصدير أو سحب أية أرصدة أو
ممتلكات في أراضي الولايات المتحدة تعود للشركة.
وأدرجت السلطات الأوكرانية، "ريدوت"، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية
التي تتبع روسيا.
نشطت شركة ريدوت، في الساحة الأوكرانية، وشاركت في العديد من العمليات
بإقليم دونباس الأوكراني، إضافة إلى نشاطات في لبنان والعراق وسوريا والصومال،
ودول البحر الكاريبي وإندونيسيا، لتأمين منشآت نفطية وعسكرية ودبلوماسيين روس.
شركة باتريوت
واحدة من الشركات العسكرية الخاصة، والمنافسة لمجموعة فاغنر في الاستقطاب والعمليات العسكرية.
تعتبر شركة باتريوت من أبرز المتعاقدين مع
وزارة الدفاع الروسية، وجهاز المخابرات العسكرية، وتستقطب بشكل أكبر الجنود أصحاب
الخبرة القتالية، فضلا عن استقطاب المرتزقة المدربين بصورة جيدة، ويملكون خبرات
سابقة في ميادين العمليات.
نشطت شركة باتريوت في العديد من الساحات القتالية، مثل سوريا في عام
2018، خاصة في مجال الحماية الشخصية للمسؤولين.
كما أنها نشطت في أوكرانيا، في إقليم دونباس شرق البلاد، وقالت السلطات
الأوكرانية، إن أفرادا من شركة باتريوت رصدوا في معركة فوهليدار.
ونشطت الشركة في اليمن، في دعم عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي
الانفصالي، فضلا عن المشاركة في مهام في جمهورية أفريقيا الوسطى، كشركة أمنية
لحماية مناجم الذهب.
صنفت الشركة ضمن المنظمات الإرهابية في أوكرانيا، بسبب مشاركتها في
الغزو الروسي على البلاد.
الفيلق السلافي
شركة عسكرية روسية خاصة، مسجلة رسميا في هونغ كونغ ويرأسها فاديم
غوسيف ويفغيني سيدوروف.
بدأت الشركة نشاطاتها في عام 2013، ونشرت
إعلانات استقطاب للتوظيف في مختلف المواقع العسكرية الروسية، وبرواتب كبيرة تصل
إلى 5 آلاف دولار، من أجل المشاركة في مهام حماية منشآت للطاقة في سوريا.
تستهدف الشركة فضلا عن المرتزقة، العناصر السابقين في القوات الخاصة
للمخابرات الروسية، والقوات الخاصة في الشرطة الروسية، ووحدة الاستجابة السريعة
الخاصة، والقوات المحمولة جوا، ووظفت عددا كبيرا من المشاركين في الحرب على
الشيشان والحرب الأهلية في طاجيكستان.
تولى عناصر الشركة، حراسة حقول النفط في دير الزور، واتخذوا من قاعدة
عسكرية روسية في اللاذقية مقرا لهم.
يمتلك الفيلق تسليحا خفيفا، ورشاشات متوسطة، وقاذفات مضادة للدروع،
فضلا عن عدد من القناصة.
أدرج الفيلق السلافي، ضمن قائمة العقوبات
الأمريكية، على المنظمات الروسية، ويمنع التعامل الاقتصادي والمالي مع الشركة.
منظمة الشراكة المجتمعية المتحدة ".E.N.O.T"
شركة عسكرية روسية خاصة، أسسها إيغور مانغوشيف عام 2011، وهو شخصية
قومية روسية، وتتخذ من إقليم دونباس الأوكراني مقرا لها.
شاركت في العديد من المهام العسكرية والأمنية في أوكرانيا وسوريا
وإقليم كاراباخ الذي استعادته أذربيجان من أرمينيا.
على الرغم من أنها لا تعرف نفسها في الداخل الروسي كشركة عسكرية،
لكنها تتخذ من إطار المنظمات المجتمعية غطاء، من أجل مهامها العسكرية خارج روسيا.
قدمت الشركة تدريبات عسكرية لمقاتلين في صربيا ودونباس وبيلاروسيا،
وافتتحت معسكرا للتدريب، اشتمل على أطفال أقل من 18 عاما، في صربيا، لأطفال من
جنسيات الجبل الأسود وصربيا وأوسيتيا الجنوبية وروسيا، لكن السلطات الصربية قامت
بإغلاقة عام 2018، بسبب اتهامات بإساءة معاملة الأطفال.
نشطت الشركة في عمليات خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة إلى
نشاطات عسكرية في سوريا.
تعرضت الشركة لهزات بسبب اعتقال عدد من مسؤوليها في روسيا ومن أبرزهم،
المسؤول المالي، فلاديمير موروزوف، بتهمة الابتزاز إضافة إلى الحكم بالسجن 13 عاما،
على رومان تلينكيفيتش القائد التنظيمي بتهمة تنظيم
مجتمع إجرامي والتهديد بالقتل والابتزاز.
فضلا عن مقتل مؤسس الشركة إيغور مانغوشيف،
برصاصة في رأسه عند نقطة تفتيش في كادييفكا في لوغانسك الأوكرانية في شباط/ فبراير
2023.