سياسة عربية

قضاء تونس يمنع الإعلام من التحدث عن"قضية التآمر".. تستهدف معارضين

تعتقل السلطات التونسية عشرات المعارضين بتهمة التآمر على أمن الدولة- جيتي
أصدر القضاء التونسي قرارا يقضي بمنع التداول الإعلامي في ما يُعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة"، التي يُحاكم فيها العديد من المعارضين للرئيس قيس سعيّد.

وقالت الناطقة الرسمية باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، حنان قداس، لوكالة الأنباء الرسمية إن "هذا الإعلام الموجه لوسائل الإعلام السمعية والبصرية، يرمي إلى الحفاظ على حسن سير الأبحاث وسرية التحقيق وحماية المعطيات الشخصية للأطراف موضوع البحث حسب نص القرار".

ومنذ شباط/ فبراير الماضي على وجه الخصوص، اعتقلت السلطات أكثر من 20 شخصًا، بينهم ناشطون ومحامون وصحفيون وسياسيون، ومنهم راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، أبرز حزب معارض في البلاد، بتهمة "التآمر على أمن الدولة".

قبل أيام قليلة فقط، حُكم على الغنوشي بالسجن لمدة عام بموجب قانون مكافحة الإرهاب التونسي لأنه ألقى كلمة في جنازة قال فيها إن المتوفى لم يكن خائفًا من "حاكم أو طاغية". 

وينص القانون التونسي على أنه "يعاقَب بالإعدام مرتكب الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي". 

في المقابل، يؤكد محامو الدفاع على طبيعة التهمة المفتعلة لغياب القرائن والأدلة، وعدم احترامها لأبسط الإجراءات القانونية وضمانات المحاكمة العادلة.

وشملت التحقيقات عدة شخصيات، مثل رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، والمديرة السابقة لديوان الرئيس التونسي قيس سعيد، نادية عكاشة، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي يقبع في السجن حاليا، فضلا عن الرئيس السابق لبلدية الزهراء في العاصمة التونسية محمد ريان الحمزاوي، إضافة الى عدد من الأمنيين والصحفيين.

وطالت حملة التحقيقات بتهمة التآمر على أمن الدولة زعيم جبهة الخلاص المعارضة والناشط السياسي المعارض المخضرم نجيب الشابي.

ومثل نجيب الشابي صباح الجمعة قاضي التحقيق في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالعاصمة للتحقيق معه بتهمة التآمر على أمن الدولة، وهي تهمة يصل حكمها إلى الإعدام وطالت عشرات السياسيين.

وقد نفذ أنصار من جبهة الخلاص الجمعة وقفة تضامنية مع الشابي تعبيرا عن رفضهم لاستنطاقه في قضية يعتبرونها "مسيسة وباطلة"، وقد رفع المحتجون شعارات تطالب بالكف عن ملاحقة المعارضين.

وبعد إعلان قيس سعيد في 25 تموز/ يوليو 2021 عن تدابيره الاستثنائية التي عزل بموجبها الحكومة السابقة وأطاح بالبرلمان السابق وحكم البلاد بمراسيم رئاسية مطلقة، فقد تحالف الشابي مع حركة النهضة.

وأعلن الشابي عن تشكيل جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وهي ائتلاف لعدد من الأحزاب والمجموعات السياسية والشخصيات وتضم أساسا حركة النهضة، وتعتبر أكبر تكتل معارض لسعيّد.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع