كشف دبلوماسي يمني، مساء الاثنين، عن تحذير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونسكو) من أي تغيير في مواقع التراث العالمي في مدينة
صنعاء القديمة، شمال البلاد.
وقال السفير
اليمني لدى اليونسكو، محمد جميح، إنه تلقى رسالة من أرنستو أتون، المدير العام المساعد للمنظمة، بخصوص وضع مدينة صنعاء القديمة، والمخاطر المحدقة بهذه المدينة التاريخية.
وأضاف جميح عبر موقع "فيسبوك"، مساء اليوم، أن رسالة اليونسكو جاءت رداً على رسالة بعثت بها إلى المديرة العامة مؤخراً، بشأن خطط
الحوثيين لاستحداث إنشاءات دينية جديدة في قلب المدينة التاريخية، بعد أن أقدموا على هدم جامع النهرين، وإعادة بنائه بمواد بناء حديثة".
وأشار الدبلوماسي اليمني إلى أن "أتون" أكد على أن " أي مشاريع هدم لأجزاء من مواقع التراث العالمي وأي منشآت جديدة لم يتم تقييمها مسبقًا بما يتماشى مع اتفاقية عام 1972، سيكون لها تأثير سلبي جوهري على القيمة العالمية الاستثنائية لمواقع التراث العالمي في صنعاء، بما في ذلك أصالة وسلامة الممتلكات الموضوعة أصلاً على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر".
وجاء في رسالة المدير العام المساعد لمنظمة يونسكو، وفقا للسفير اليمني لدى المنظمة، أن "المنازل والمباني العامة في صنعاء، التي أصبحت معرضة للخطر نتيجة للتغيرات الاجتماعية المعاصرة، تخضع للامتثال الصارم لقواعد وإجراءات اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، لا سيما فيما يتعلق بضرورة الحفاظ على قيمتها العالمية الاستثنائية، بما في ذلك أصالتها وسلامتها".
وأشار "أتون" إلى الفقرة 172 من المبادئ التوجيهية التشغيلية لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي، والتي تنص على وجوب إبلاغ اليونسكو "بأي ترميمات رئيسية أو إنشاءات قبل اتخاذ أي قرارات يصعب التراجع عنها".
وتعد مدينة صنعاء القديمة واحدة من المدن التاريخية اليمنية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ 1986، إلا أنها باتت مهددة بالشطب من تلك القائمة، بسبب العبث والدمار الذي طال مبانيها الأثرية، والتي يعود بناؤها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
وحسب السفير اليمني لدى اليونسكو، فإن اللغة واضحة، ولا تحتاج إلى كثير كلام، وقال :"أي تغييرات بالهدم والبناء في صنعاء القديمة مخالفة لمعايير الاتفاقيات ذات العلاقة ستكون لها عواقب خطيرة على أصالة وسلامة المدينة، وعلى قيمتها العالمية الاستثنائية".
وأضاف جميح: "لا نريد أن نصحو يوماً وقد خسرنا تراث صنعاء".
وكان الدبلوماسي جميح، حذر في مارس/ آذار الماضي، من مخطط لجماعة الحوثي لهدم وإزالة المعالم الأثرية في مدينة "صنعاء القديمة" المدرجة على قائمة التراث الثقافي العالمي، وبناء مزار لعلي بن أبي طالب على أنقاضها، دون أن يصدر أي توضيح من قبل الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء التي تقع في نطاقها "المدينة التاريخية" ذات الاسم.
وقال جميح إن الحوثيين يخططون لهدم عدد من الأسواق والمحلات التجارية في صنعاء القديمة (الواقعة وسط العاصمة التي يسيطرون عليها)؛ تمهيداً لبناء عدد من المباني على شكل قباب وملاحق في الساحة التي سينشئونها، بهدم تلك المحلات التقليدية الخاضعة للحماية الدولية.
وأضاف السفير اليمني: "يزوّر الحوثيون التاريخ، ويقولون إن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء إلى صنعاء، وإن اليمنيين بايعوه في الساحة المذكورة، وهذه فرية يعرفها أقل الناس اطلاعاً على التاريخ"، على حد قوله.
وكانت منظمة اليونسكو قد منحت السلطات اليمنية، في شباط/ فبراير 2018، مهلة عامين إضافيين لمنع شطب المدينة من قائمتها للتراث العالمي، لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بطابعها المعماري، إما بالهدم والخراب جراء السيول، أو التشويه بإضافة مواد بناء جديدة غير مطابقة لمواصفات هذه المدينة العريقة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما يزيد على مئتي منزل في صنعاء القديمة بحاجة إلى تدعيم عاجل، وأكثر من 160 منزلا يحتاج إلى تسقيف وإعادة بناء، بالإضافة إلى نحو ألف و470 منزلا بحاجة لترميم وصيانة.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، في كانون ثان/يناير الماضي، آثار ومعالم مملكة سبأ القديمة في محافظة مأرب، شرق اليمن، على قائمة التراث العالمي.