أدى الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان رسميا، السبت، اليمين الدستورية أمام
البرلمان ليفتتح عهدة رئاسية جديدة، هي الثانية منذ إقرار النظام الرئاسي عبر استفتاء شعبي عام 2017.
وأقام أردوغان، السبت، مأدبة عشاء على شرف القادة المشاركين في حفل تنصيبه لفترة رئاسية جديدة، إذ شهد تنصيبه حضورا عربيا ودوليا لافتا.
وشارك في المراسم كل من رؤساء أذربيجان إلهام علييف، وفنزويلا نيكولاس مادورو، والصومال حسن شيخ محمود، إضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ونظيره اللبناني نجيب ميقاتي.
كما شارك وزراء خارجية دول عربية هم السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، والمصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، والتونسي نبيل عمار.
كما شارك الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية القطري في حفل مراسم تنصيب الرئيس التركي، وحضر المراسم رئيس المجلس الاتحادي الإماراتي صقر غباش، ورئيس مجلس الدولة العماني الشيخ عبد الملك الخليلي، ورئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح.
وأُقيم حفل استقبال الرئيس أردوغان في البرلمان التركي عند وصوله قبل أن يستلم وثيقة التنصيب الرسمية لولايته الرئاسية الجديدة من رئيس البرلمان المؤقت دولت بهتشلي، وبعدها توجه إلى ضريح مصطفى كمال أتاتورك، ومنه إلى المجمع الرئاسي بأنقرة حيث أقيمت مراسم تنصيبه.
وحضرت عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان إلى جانبه في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وقال أردوغان إن توجهات ولايته الجديدة التي ستستمر لمدة 5 أعوام، تدور حول انطلاق بناء "قرن تركيا"، مضيفا "إيمانا بمبدأ (الجهد منا والتوفيق من الله) ننطلق بسم الله لبناء قرن تركيا اعتبارا من اليوم".
وأضاف: "لن نخيب آمال أبناء شعبنا الذي منح ثقته لشخصي ولحزبنا ولتحالفنا وسنواصل مسيرة الإنتاج والخدمات لتركيا".
وتابع: "سنحتضن جميع أبناء شعبنا بغض النظر عن آرائهم السياسية أو أصولهم أو عقائدهم أو طوائفهم".
وأكد أردوغان أن "تركيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والالتحام بين جميع أفراد شعبها كالبنيان المرصوص".
وتابع: "انتهت انتخابات 28 مايو وتجلت الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع وبدأ قرن تركيا وفتح أبواب نهوض بلادنا".
وأشار إلى أنه سيعلن مساء اليوم عن "أعضاء حكومتنا الجديدة التي سنواصل معها صياغة ملامح قرن تركيا والثلاثاء سنعقد أول اجتماعاتها".
رسالة للمعارضة
وأردف: "عقب كل انتخابات نمد يدنا للمعارضة لكنها ترفض مصافحتنا، نأمل أن تتخذ موقفا مختلفا هذه المرة".
وقال: "نتطلع إلى تحلي المعارضة بحس المسؤولية فيما يتعلق بسلامة الديمقراطية التركية وأن تتصالح مع الإرادة الوطنية".
وأضاف الرئيس التركي: "اليوم هو يوم الوحدة والتكاتف وترسيخ أخوتنا الممتدة منذ ألف عام، اليوم هو يوم حماية المستقبل المشرق لأبنائنا".
وتابع: "سوف نفي بجميع الوعود التي قطعناها لشعبنا في الساحات الانتخابية مثلما فعلنا طوال السنوات الـ21 الأخيرة".
واستدرك: "سنعزز ديمقراطيتنا بدستور جديد حر ومدني وشامل ونتحرر من الدستور الحالي الذي كان ثمرة لانقلاب عسكري".
ولفت إلى أنهم "مصممون على تطبيق مبدأ مصطفى كمال أتاتورك (سلام في الوطن سلام في العالم) عبر تعزيز مجال نفوذ الدبلوماسية الإنسانية".
وتعهد الرئيس التركي "بالعمل بكل ما نملك من قوة لحماية مجد الجمهورية التركية وكرامتها وزيادة سمعتها وإعلاء اسمها في العالم طوال السنوات الخمس القادمة".
وسيقيم الرئيس أردوغان مأدبة عشاء على شرف ضيوفه في قصر تشانكايا، عند الساعة الثامنة من مساء السبت.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس أردوغان التشكيلة الوزارية الجديدة بعد مأدبة العشاء.
وفي وقت سابق، ذكرت الصحفية المقربة من الحكومة التركية هاندا فرات، أن أردوغان يخطط للظهور أمام الجمهور بحكومة جديدة تماما تتسم بالحيوية والديناميكية.
ولفتت إلى أن تركيا ستذهب إلى انتخابات محلية في غضون 10 أشهر، ويمكن أن يتم تسمية شخصيات من البرلمان في
الانتخابات المحلية، مشيرة إلى أن الحديث يجري بشأن وزير النقل والبنية التحتية عادل قره إسماعيل أوغلو، ووزير البيئة والتطوير العمراني مراد كوروم.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن أردوغان عقد اجتماعات هامة مع وزير الاقتصاد السابق محمد شيمشك بشأن خريطة الطريق الاقتصادية للحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن شيمشك الذي حضر تجمع باطمان خلال الحملة الانتخابية لأردوغان قد يكون الشخصية النشطة في إدارة الاقتصاد.