ثدييات تطور جينا جنسيا بديلا.. هل نرى نوعا بشريا جديدا بعد ملايين السنين؟

أظهر بحث منشور في مجلة "الأكاديمية الوطنية للعلوم" الأمريكية، أن نوعين من الثدييات طورت جينا جديدا محددا للذكورة، محل كروموسوم "Y".

وفاجأ الكشف المنشور في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، العديد من العلماء بسبب تعرض بعض الأنواع للانقراض، بسبب الافتقار إلى الكروموسوم الذكري، إلى جانب تراجعه لدى البشر.

واعتبر العلماء الكشف أنباء سارة، لأن بعض الأنواع التي فقدت هذا الكروموسوم لا تزال على قيد الحياة.

وظهر الجين البديل لدى الجرذ الشوكي في اليابان، وفئران الخلد في أوروبا.

ولم يعرف العلماء على وجه التحديد كيف فعلت فئران الخلد ذلك، إلا أن الأمر مختلف لدى الجرذان الشوكية، فقد وجدوا أن معظم الجينات التي كانت على كروموسوم "Y" تم نقلها إلى كروموسومات أخرى.

أما على مستوى البشر، فقال موقع "ساينس أليرت" إن ذلك يعني أنه ربما بعد ملايين السنين فسوف نرى جنسا جديدا غير التي نعرفها، إذ إن الرجال يفقدون الجين "Y" بشكل متزايد.

لماذا يفقد الرجال كروموسوم "Y"؟

في وقت سابق من عام 2019، نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن دراسة أجريت حول فقدان الكروموسوم "Y"، هي الأكبر من نوعها في هذا المجال، توصلت لتفسير عديد النقاط الهامة حول هذه الظاهرة، المتمثلة في تراجع وحضور هذا الكروموسوم الذي يعتبر رمزا للرجولة، ويحمل في طياته جين التبديل الرئيسي الذي يحدد ما إذا كان الجنين سينمو ذكرا أو أنثى.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأطباء خلال ستينيات القرن الماضي قاموا بدراسة لاحتساب عدد الكروموسومات الموجودة في خلايا الدم البيضاء للإنسان، وقد لاحظوا أمرا غريبا خلال عملهم في المختبرات، وهو الاختفاء التام للكروموسوم "Y" في خلايا الدم لدى بعض الرجال، وهي حالة تتزايد مع التقدم في السن.

ومؤخرا، ظهرت دراسة علمية، تنبني على ما يكفي من البيانات الدقيقة حول هذه المسألة، وقد نشرتها مجلة "الطبيعة" العلمية، وهي تشير إلى أن فقدان هذا الكروموسوم، الموجود فقط لدى الذكور، مرتبط بأمراض خطيرة مثل السرطان والقلب والشرايين.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الدراسة أظهرت أن حوالي 20 بالمئة من الرجال فقدوا الكروموسوم "Y" من دمهم، حيث إن العينات المأخوذة من 105 آلاف ذكر من بنك الجينات في بريطانيا، تبين أن 43 بالمئة من الرجال في سن السبعين يعانون من هذا المشكل.

وإلى الآن لا تعرف الأسباب الكامنة وراء ذلك، لكن العلماء يعتقدون أن هذا الاختفاء قد يكون أوضح العلامات على وجود خلل في أجساد الرجال، يتعلق بحدوث طفرات جينية لديهم، وهذا الخلل قد يكون من الأسباب العميقة الكامنة وراء انتشار السرطان ومشاكل القلب وأمراض أخرى.

ويوضح الكاتب أن هذه مثل الطفرات تحدث بشكل عفوي في جسم الإنسان في كل الأوقات، حيث إن كل انقسام لخلية تنتج عنه أخطاء قد تكون صغيرة أو خطيرة، تؤدي لفقدان نوع كامل من الكروموسومات.