قرر الرئيس
الإيراني،
إبراهيم رئيسي، تعيين القائد بالحرس الثوري علي أكبر أحمديان أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي، خلفا لعلي شمخاني، الحليف القديم للزعيم الأعلى الإيراني، الذي استقال من منصبه، بعد شهرين من توقيع اتفاق مع السعودية، بوساطة الصين، لإنهاء خلاف سياسي.
ويحدد
مجلس الأمن القومي الإيراني سياسات الدفاع والأمن القومي للبلاد، في إطار السياسات العامة التي يحدّدها القائد، فضلاً عن تنسيق الأنشطة السياسية، والمخابراتية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية المتعلقة بالسياسات العامة للدفاع والأمن القومي للبلاد.
ويأتي قرار استبدال شمخاني بعد أن كان على صلة بجاسوس إيراني بريطاني مزعوم تم إعدامه من قبل السلطات الإيرانية مؤخرا، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
كما تأتي هذه الخطوة بعد أيام من تأكيد المرشد الأعلى، علي خامنئي، على التحلي بالمرونة في السياسة الخارجية كلما لزم الأمر لتجاوز أي عقبات.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر إيراني قوله إن "التغيير في قيادة مجلس الأمن القومي ليس له تأثير على سياسات المجلس"، مضيفا أنه ربما تجري دراسة تعيين شمخاني "في منصب أكثر أهمية".
وكان لشمخاني حضور نشط على الساحة السياسية في البلاد على مدى عقود ووقع اتفاقا بوساطة الصين مع السعودية في نيسان/ أبريل الماضي لإنهاء خلافات سياسية استمرت لسنوات بين البلدين.
وتولى شمخاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في عام 2013، وشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي الذي تولى الرئاسة فترتين من 1997 إلى 2005.
وولد شمخاني في إقليم خوزستان الغني بالنفط عام 1955 لعائلة تنتمي للأقلية العربية في إيران، وانضم للحرس الثوري الإيراني بعد فترة وجيزة من تشكيله عام 1979. وشغل منصب نائب قائد الحرس من 1981 إلى 1988.
ويعتبر علي شمخاني المقرب من الإصلاحيين عراب العلاقات الإيرانية العربية، والمصالحة الأخيرة التي تمت مع السعودية برعاية صينية، وعام 2000 منحه الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز "وسام الملك عبد العزيز" تقديراً لدوره في إزالة التوتر بين طهران والرياض، وتعزيز العلاقات الثنائية.
في المقابل، اختار الرئيس الإيراني القائد بالحرس الثوري علي أكبر أحمديان لتعويض شمخاني في منصب أمين عام مجلس الأمن القومي.
شغل أحمديان سابقا مناصب مثل قائد مقر الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني ونائب قائد بحرية
الحرس الثوري. كما أنه شغل منصب رئيس المركز الاستراتيجي للحرس الثوري لمدة 16 عاما اعتبارا من عام 2007.
وانتخب أحمديان كأحد الأعضاء الجدد في مجمع تشخيص مصلحة النظام في 20 أيلول/ سبتمبر 2022 بأمر من علي خامنئي.
وبدأ أحمديان عمله في الحرس الثوري عام 1980 وكان يعتبر خلال الحرب العراقية الإيرانية من كبار قادة الحرس حيث عمل مسؤولا عن مقر نوح العسكري.
وشغل أيضا منصب رئيس أركان القوة البحرية في الحرس الثوري منذ عام 1985 وحتى نهاية الحرب مع صدام حسين، ونائب قائد القوة البحرية في الحرس من 1989 لغاية 1997 قبل تعيينه قائدا لهذه القوة عام 1997 وبقي في منصبه حتى عام 2000.
وبين عامي 2000 و2007 تولى رئاسة هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري، ثم رئاسة المركز الاستراتيجي للمؤسسة العسكرية حتى 2023.