هزت فضيحة الأوساط المختلفة في
بريطانيا، بعد أن كشف تحقيق أن رجال بريطانيين تقاضوا آلاف الجنيهات الإسترلينية للتظاهر بأنهم آباء أطفال سيدات
مهاجرات، بهدف حصولهم على الجنسية.
وتبين أن مبلغا قد يصل إلى 10 آلاف جنيه إسترليني يقدم لهؤلاء الرجال مقابل إضافة أسمائهم إلى شهادات الميلاد، ما يمكّن الطفل من الحصول على الجنسية البريطانية، ومن ثم حصول الأمهات على حق الإقامة في المملكة المتحدة.
وأظهر التحقيق الذي قام به برنامج نيوز نايت في "
بي بي سي"، أن الاحتيال يحدث في مجتمعات مختلفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، كاشفا أن وسطاء يعملون في جميع أنحاء بريطانيا، ليجدوا رجالا بريطانيين يقومون بأداء دور الآباء المزيفين.
وفي إطار التحقيق، ذهبت باحثة متخفية على أنها امرأة حامل تقيم في المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، وتحدثت إلى أشخاص يقدمون مثل هذه الخدمات.
وأخبرها أحد الوكلاء، ويطلق عليه اسم تاي، أن لديه عدة رجال بريطانيين يمكن أن يكونوا آباء مزيفين، وعرض عليها صفقة مقابل 11 ألف جنيه إسترليني.
وقال تاي، إنه سيحبك قصة درامية مقنعة للغاية من أجل خداع السلطات بنجاح.
بعدها قدم تاي الباحثة المتخفية لرجل بريطاني يدعى أندرو، قال إنه سيتظاهر بأنه الأب. وسيحصل أندرو على مبلغ 8 آلاف جنيه إسترليني من إجمالي المبلغ.
خلال لقائهما، أظهر أندرو جواز سفره ليثبت أنه مواطن بريطاني. كما قام بالتقاط صور سيلفي مع الباحثة المتخفية.
وعند مواجهة تاي في وقت لاحق بشأن تورطه في عمليات الاحتيال تلك، نفى ارتكاب أي مخالفة، وقال إنه "لا يعرف أي شيء عن الموضوع".
وقد وصفت المحامية المتخصصة في شؤون الهجرة، آنا غونزاليس، عملية "الأب المزيف" الاحتيالية بأنها "معقدة بشكل لا يصدق".
وتقول: "إنه أمر معقد للغاية، ومن الصعب للغاية ضبطه. هذا دليل على مدى يأس هؤلاء النساء، والأشياء المذهلة التي هن على استعداد للقيام بها من أجل ضمان الحق في البقاء في المملكة المتحدة".
وينص القانون البريطاني على أنه إذا كانت المرأة المهاجرة تقيم في المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، وأنجبت طفلا من مواطن بريطاني أو رجل لديه إقامة غير محددة الأجل، فإن الطفل يصبح بريطانيا تلقائيا بالولادة.
ويمكن للأم بعد ذلك التقدم بطلب للحصول على تأشيرة عائلية، والتي ستمنحها الحق في البقاء في المملكة المتحدة، والتقدم بطلب للحصول على الجنسية في الوقت المناسب.
ووجد التحقيق أن هذه الممارسة غير القانونية يتم الإعلان عنها على نطاق واسع في بعض مجموعات فيسبوك الفيتنامية، فيما تعرض عشرات من المنشورات من الحسابات خدمات الآباء المزيفين، وتتباهى بأن لديها الأشخاص المناسبين، وكذلك منشورات على حسابات النساء اللائي يبحثن عن رجال بريطانيين ليقوموا بدور الآباء.