تعرضت
القدس والمسجد
الأقصى في مسيرة الأعلام الصهيونية لعدوان كبير، أصاب كل
فلسطيني
بألم كبير، وغضب واسع، وهو ما ينبغي تحويله إلى عمل ناجح، يهدف لحماية القدس والأقصى؛ لأن الخطر المحدق بهما كبير ومصيري، ومختلف بشكل جذري عن كل عدوان سابق.
والاستراتيجية
التي ينبغي أن نعمل على تحقيقها واقعا عمليا لحماية المدينة والمسجد، ينبغي أن تقوم
على أربع أدوات رئيسية، يحمل عبئها الكل الفلسطيني في كل مكان يوجد فيه،
جماهيريا وفصائليا ونخبويا.
وهذه الأدوات
التي ينبغي أن يقوم عليها الفعل الفلسطيني الهادف لحماية القدس والأقصى، تشتمل على
الاحتشاد الجماهيري في الأقصى، والزحف إليه، والرباط فيه.
لقد
كانت تلك أداة الدفاع الرئيسية عنه طوال عقود من المواجهة، ولا ينبغي أن ننسى
للحظة أن الذي حمى الأقصى في مواجهة البوابات الإلكترونية ومعركة باب الرحمة، هو
الزحف الجماهيري الحاشد الذي ظل حاضرا ومثابرا ومتحديا حتى تراجع الاحتلال.
وكل
فلسطيني يستطيع الوصول إلى الأقصى مطالب بالزحف إليه، أو أقرب نقطة إليه يستطيع
الوصول إليها، مع ضرورة تنظيم الأمر وترتيبه بحيث يتوزع عبء هذه المعركة على
المجموع الكلي للفلسطينيين القادرين على ذلك، مع ضمان استمراره دون استنزاف أو
إرهاق لهم.
كما
تشتمل أدوات الدفاع عن الأقصى على ضرورة تشتيت الاحتلال وإرهاقه واستنزافه في كل
بقعة يوجد فيها؛ لكي نضمن ألا يكون قادرا على التركيز في تلك المعركة.
إن
نقطة ضعف الاحتلال الكبرى، خشيته من فقدان جنوده ومستوطنيه، وكيلا يتحقق ذلك، يقوم
بنشر كم كبير من جنوده، واستنفارهم في كل مكان يخشى فيه من ذلك، وفي مواجهة كل
وسيلة يظن أنها قد تؤدي إلى ذلك.
ونقطة
الضعف هذه هي ما ينبغي استثماره بكل قوة، لتشتيت الاحتلال واستنزافه وإرهاقه
وعرقلة تطوره، في كل بقعة من بقاع وجوده، سواء في الضفة أو الداخل أو القدس، في
كل شارع ومستوطنة وحي وبلدة.
وهذا
واجب كل فلسطيني لا يستطيع الوصول إلى الأقصى، ينبغي أن يتحول الفعل المقاوم من
فعل نخبوي إلى فعل جماهيري يشارك فيه الكل الفلسطيني، بكل الأدوات الممكنة، انتهاء بالمسيرات الشعبية الواسعة، وما بينهما من أدوات كثيرة
يمكن ابتكارها حسب الظروف والبيئة التي نوجد فيها.
ومن
ضمن ذلك، تطير آليات وطنية منظمة لمواجهة المستوطنين في البلدات والقرى الفلسطينية
المختلفة، وصولا إلى ثورة شعبية شاملة وممتدة، تمثل ثورة التحرير الكبرى في وجه
الاحتلال ومستوطنيه.
أما
الأداة التالية في مواجهة جرائم الاحتلال بحق القدس والأقصى، فهي
المقاومة التي
يجب أن تظل حاضرة دائما لتمثل عقابا للاحتلال على كل جريمة يقدم عليها، ذلك أن هذا
الاحتلال هو الأكثر تأثرا بلغة الردع ومنطقه، ولا يتراجع أبدا إلا أمام الأثمان
الباهظة، إن دفعها يتراجع، وإلا يواصل عدوانه وبطشه.
ولكي
ننجح في تنظيم هذا الاستراتيجية وإدارتها بشكل قوي وصائب، لا بد أن يكون التأثير
الفصائلي حاضرا، مساندا ومؤيدا وموجها للجماهير وقائدا لها، يبحث عن مناطق الضعف
ويعالجها، ومواقع القوة ويزيدها قوة.
وفي
اللحظة ذاتها، ينبغي أن يظل سيفا مصلتا على عنق الاحتلال موظفا قوته في ردع
الاحتلال، وتقليص قدرته على التمادي في جرائمه.
هذه
هي أهم الأدوات التي ستكون قادرة على حماية القدس والأقصى متى نجحنا في مزجها معا
بطريقة منظمة، بحيث تكون حاضرة في كل بقاع الوجود الفلسطيني، وبكل الأدوات
المتاحة في أيدينا، حريصين دوما على اصطياد نقاط ضعف هذا العدو، والضغط عليه من
خلالها حتى يتراجع مرة بعد مرة، وصولا إلى انهياره القريب.