استعرضت صحيفة نيويورك تايمز، جانبا من معاناة
السودانيين، الذين نزحوا من الخرطوم ومناطق القتال، وما يتعرضون له من نقص في المساعدات الإغاثية والخدمات.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21" إنه مع خلو القرى في غرب السودان، تمتلئ قرى شرق
تشاد
باللاجئين، وانتشرت المخيمات، أحيانا في غضون أيام، مع آلاف الخيام المصنوعة من
ملاءات ملونة مثبتة على أغصان، مما يشكل خليطا هشا من عدم اليقين.
والصراع المتصاعد في
دارفور هو أحدث محنة في
منطقة عانت من عقدين من أعمال العنف والإبادة الجماعية. كما أدى إلى تفاقم الأزمة
الإنسانية في تشاد، حيث لجأ أصلا مئات الآلاف من النازحين من دارفور.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة
الأسبوع الماضي إن 60 ألف سوداني عبروا الحدود إلى تشاد منذ بدء الصراع، وهو ما
يضاعف تقييما سابقا، حيث تم تسجيل 25 ألف لاجئ مؤخرا في قرية بوروتا التشادية
وحدها. وفر معظمهم من قرية كانجو حرازه الواقعة على الجانب الآخر من الحدود في
دارفور.
ولفتت إلى أن المليشيات في دارفور استغلت فراغ
السلطة لاجتياح المدن ونهب المنازل، وقتل عدد غير معروف من المدنيين، بحسب عمال
إغاثة وأطباء وناشطين محليين. وردا على ذلك، بدأ بعض المدنيين في تسليح أنفسهم،
وانتقمت الجماعات أيضا من المليشيات على نطاق ضيق.
إلى جانب الخرطوم والمدينتين المتجاورتين عبر
نهر النيل، كانت مدن دارفور هي الأكثر تضررا من القتال بين الجيش السوداني وقوات
الدعم السريع. وقد نُهبت المستشفيات وأحرقت الأسواق.
لكن بينما كانت الخرطوم مدينة تنعم بالسلام قبل
نيسان/ أبريل، فإن دارفور تمزقها عقود من العنف.
وأدى التدفق الأخير للاجئين إلى زيادة الضغط
على تشاد، وهي دولة غير مطلة على البحر واسعة في وسط أفريقيا تشترك في حدود بطول
870 ميلا مع السودان وهي من بين أفقر دول العالم. وتضم المنطقة الشرقية، شبه
القاحلة والمعزولة، بالفعل أكثر من 400 ألف لاجئ من دارفور يعيشون في 13 مخيما،
والتي تمتلئ الآن بالوافدين الجدد بمساعدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت الصحيفة إن نحو 90 % من لاجئي دارفور
الذين سجلتهم الأمم المتحدة مؤخرا في تشاد هم من النساء والأطفال، بالنسبة لمعظم
العائلات، فإن العودة إلى السودان غير واردة.
قالت خديجة أبو بكر، وهي أم لخمسة أطفال صغار،
إنها هربت مع زوجها من كانجو حرازه هذا الشهر، مضيفة: "العودة إلى ماذا وإلى
أين؟ طالما لا يوجد أمن، فنحن باقون".
العنف في دارفور لا يظهر أي بوادر للتراجع. في
الجنينة، عاصمة غرب دارفور وعلى بعد 15 ميلا من تشاد، قامت الجماعات المسلحة بنهب
مرافق الرعاية الصحية وحرق مخيمات اللاجئين. المستشفيات خارج الخدمة، والعاملون في
المجال الإنساني فروا من المدينة إلى تشاد، تاركين آلاف الأشخاص المحتاجين محاصرين
وسط القتال.
وبحسب نقابة الأطباء السودانيين، قُتل ما لا
يقل عن 280 شخصا خلال الأيام الماضية في الجنينة وحدها. يتوقع عمال الإغاثة
والمسؤولون التشاديون الآن أن توقف القتال هناك قد يدفع عشرات الآلاف إلى الفرار
إلى تشاد.
في بوروتا، التي تبعد أربعة أميال عن الحدود
السودانية، فر العديد من اللاجئين من اندلاع أعمال عنف سابقة في دارفور، بحسب جان
بول هابامونغو، منسق عمليات وكالة الأمم المتحدة في شرق تشاد.