يخوض مرشحا الرئاسة رجب طيب
أردوغان عن "تحالف الجمهور"، وكمال كليتشدار أوغلو عن "تحالف الأمة" سباقا انتخابيا في جولة الإعادة التي تجرى في 28 أيار/ مايو الجاري.
وعقد زعماء الطاولة السداسية، الأربعاء، اجتماعا من أجل استراتيجية العمل لمرشح الرئاسة كليتشدار أوغلو خلال الأيام المقبلة، فيما أجرى أردوغان لقاءات ثنائية مع قادة التحالف، واجتماعا لحزب العدالة والتنمية من أجل خارطة الطريق لجولة الإعادة.
وذكرت صحيفة "
ملييت"، أنه في الوقت الذي سيقوم فيه أردوغان بالقيام بزيارات إلى مناطق الزلزال، والتركيز على البرامج التلفزيونية، فإن كليتشدار أوغلو سيزيد من جولاته الميدانية.
وحتى 27 أيار/ مايو، سيركز أردوغان في المقام الأول على البرامج التلفزيونية، وسيعقد سلسلة زيارات إلى مناطق الزلزال في نهاية الأسبوع الجاري، وعقد تجمعات في بعض المقاطعات التي حصل فيها على معدل تصويت عال.
وسيقوم أعضاء اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية، بعقد لقاءات في الولايات التي حصل فيها الحزب على معدل تصويت عال، بما فيها إسطنبول وأنقرة وإزمير ويطلبون دعم أردوغان.
وسيتحدث أردوغان، الذي سيؤكد على "الاستقرار" و"الوحدة" في الخطابات حتى انعقاد الجولة الثانية، عن ضرورة عدم عرقلة النظام في الفترة الجديدة إذا حصل "تحالف الجمهور" على الأغلبية في البرلمان.
الكاتب عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "
حرييت"، ذكر أن استراتيجية حزب العدالة والتنمية خلال
الحملة الانتخابية لجولة الإعادة ستتركز على استخدام لغة "الاحتضان" وليس الاستقطاب السياسي.
وأوضح أن الخطابات والتصريحات ستتركز على مهاجمة المنافس كليتشدار أوغلو فقط. والتأكيد على استقرار وأمن البلاد.
وسيعمل حزب العدالة والتنمية على حث الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم في 14 أيار/ مايو، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع في 28 أيار/ مايو.
ووفقا لسيلفي، سيعمل الحزب على كسب أصوات الناخبين القوميين الذين لا يصوتون لحزب الشعب الجمهوري بسبب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
ونوه إلى أن الحزب سيكثف عمله في الحملة الانتخابية في الولايات الكبرى، كونها تشكل الحجم الأكبر من الأصوات، وستتركز على ناخبي الطبقة الوسطى.
وكشف سيلفي، أن حزب العدالة والتنمية سيلتقي سنان أوغان، وسيتم التأكيد خلال اللقاء معه على أن مسألة "المنظمات الإرهابية"، والمواد الأربع الأولى من الدستور، تعد خطا أحمر بالنسبة للحزب الحاكم أيضا.
ماذا عن استراتيجية كليتشدار أوغلو؟
وأجرى حزب الشعب الجمهوري، تقييما بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأحد الماضي، وخلص إلى أن دعم منظمة العمال الكردستاني أضر بالحزب الذي لم يتمكن من خلق خطاب بشأنها.
ويرى الحزب أن ميرال أكشنار وانسحابها من الطاولة وعودتها مرة أخرى ساهم في فقدان الروح المعنوية والحافز لدى الناخب.
ويشير التقرير إلى أن حزب الشعب الجمهوري تمكن من الحصول على دعم الناخب الكردي بسبب "الشعوب الديمقراطي"، لكن بعض ناخبي الحزب لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع بسبب منظمة العمال الكردستاني وجماعة غولن اللتين أعلنتا دعم كليتشدار أوغلو.
ونوه إلى أن عدم ضم محرم إنجه إلى الطاولة السداسية أضر بحزب الشعب الجمهوري، كما أن إثارة مسألة "التسجيل" بشأنه أثرت سلبا.
ولم تكسب صيغة الرئيس ونوابه ثقة الناخب، كما لم تسهم أحزاب "المستقبل" و"ديفا" و"السعادة" و"الحزب الديمقراطي" في الانتخابات، ويشير التقرير إلى أن استطلاعات الرأي تسببت بالإحباط ليلة الانتخابات.
وخلال أيام الجولة الثانية، سيعمل حزب الشعب الجمهوري على إقناع ناخبيه بالذهاب إلى صناديق الاقتراع للتصويت.
وسيحاول الاتفاق مع أوغان حتى النهاية، وسيعرض عليه منصب نائب الرئيس ووزارة الداخلية والدفاع، ولن يتم إبراز دعم منظمة العمال الكردستاني و"الشعوب الديمقراطي". وسيتم التركيز على معارضة أردوغان، وإجراء حملة استقطاب.
صحيفة "
خبر ترك"، ذكرت أن قادة "الطاولة السداسية" بدلا من عقد تجمعات، سيعملون على بث رسائل عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في البرامج التلفزيونية.
وأضافت أن "الطاولة السداسية"، ستعمل على تطوير خطاب قومي لمعالجة مخاوف الناخبين خلال الجولة الثانية من الانتخابات.
من جهته قال الصحفي المقرب للمعارضة إسماعيل صايماز في مقال له على صحيفة "
سوزجو"، إن حملة حزب الشعب الجمهوري، ستتخذ خطابا أكثر عدوانية تجاه حزب العدالة والتنمية، والتخلي عن شعار "سيأتي الربيع".
ونقل عن مصدر مسؤول عن حزب الشعب الجمهوري، أن المواطن ينظر من زاوية أمن البلاد، رغم فقره وجوعه، وأن حزب العدالة والتنمية نجح في مخاطبة هؤلاء من خلال الحملة الدعائية بشأن منظمة العمال الكردستاني.
وتابع صايماز، بأن حملة الحزب ستتركز على إثارة العلاقة بين حزب العدالة والتنمية و"هدى بار" الكردي، ومهاجمة "غولن" ومنظمة العمال الكردستاني دون فقدان الناخب الكردي، كما سيتم التركيز على قضية اللاجئين السوريين والهجرة غير الشرعية.
ولفت إلى أن حزب الشعب الجمهوري، سيجري لقاء مع سنان أوغان وأوميت أوزداغ، وأنه من المستبعد عقد لقاء مع محرم إنجه.
ووفقا لما ذكر سابقا، فإن كليتشدار أوغلو بدأ بالفعل التركيز على مهاجمة أردوغان، وإثارة قضية اللاجئين في تركيا، في مسعى منه لاستقطاب الناخب القومي الذي صوت لسنان أوغان.
والإثنين، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار، إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 أيار/ مايو الجاري، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
وحصل رجب طيب أردوغان على 49.52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال كمال كليتشدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان على 5.17 بالمئة ومحرم إنجه (المنسحب) على 0.44 بالمئة.