لم
ينجح الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في حسم
الانتخابات الرئاسية التركية من الجولة
الأولى، بعد حصوله على نسبة 49.50 بالمئة من أصوات الناخبين، لتتجه الانتخابات إلى
جولة ثانية يتنافس فيها مع مرشح "تحالف الأمة"
كيلتشدار أوغلو الذي حصل
على ثاني أعلى نسبة تصويت بمعدل 44.89 بالمئة.
وثمة
سيناريوهات عدة قد تشهدها الجولة الثانية من الانتخابات، والتي يمكن أن تؤثر على
قرارات الناخبين قبيل التوجه إلى صناديق الاقتراع في 28 أيار/ مايو الجاري.
تحالف
كيلتشدار أوغلو مع سنان أوغان
ولمح
مرشح "تحالف الأجداد" سنان أوغان، والذي حصل على نسبة 5.17 بالمئة من
الأصوات (أكثر من 2.8 مليون صوت)، إلى إمكانية دعم كيلتشدار أوغلو في جولة
الإعادة، لكنه اشترط عدم تقديم تنازلات لحزب "اليسار الأخضر" الكردي،
الداعم لـ"تحالف الأمة".
ووفق
حسابات أجرتها "عربي21" بعد فرز 100 بالمئة من أصوات الناخبين في الداخل،
فإن تحول أصوات أوغان إلى كيلتشدار أوغلو يعني وصول الأخير لنسبة 50.06 بالمئة
والتي تخوله لحسم السباق الرئاسي.
لكن
شرط أوغان يعني خسارة كيلتشدار أوغلو لنسبة 10 بالمئة من أصوات الناخبين على أقل
تقدير، سيما أن كتلة "اليسار الأخضر" تقدر بنحو 10.54 بالمئة، وذلك
بالمقارنة مع أصوات الحزب التي مكنته من دخول البرلمان.
ويبقى
هذا السيناريو مستبعدا إلى حد كبير، لأن تنفيذها يعني انخفاض نسبة كيلتشدار أوغلو من
44.89 بالمئة، إلى 34.35 بالمئة، مع عدم تأكد "تحالف الأمة" من إضافة
جميع أصوات كتلة أوغان القومية والقريبة من زعيم حزب "الحركة القومية"
دولت بهجلي، الحليف الرئيسي لأردوغان.
انهيار
تحالف المعارضة
وشكل
شعار العودة إلى النظام البرلماني المعزز، "العمود الفقري" لتحالف "الطاولة
السداسية"، لكن خسارة أغلبية البرلمان لصالح "تحالف الجمهور" خلط
أوراق المعارضة التي لم تحصل سوى على 278 مقعدا من أصل 600، وهي نسبة لا تمكنها من
اتخاذ قرارات حاسمة داخل المجلس.
ويهدد
فشل المعارضة في حصد أغلبية برلمانية، بتحول الناخبين إلى التصويت لصالح أردوغان أو
مقاطعة الانتخابات، خاصة أنه في حال فوز كيلتشدار أوغلو والبقاء في النظام الرئاسي
مدة خمس سنوات فهذا يخل بالتوافقات التي عقدت بين الأحزاب.
في
المقابل، يجمع قادة أحزاب المعارضة على ضرورة تحقيق هدف إزاحة أردوغان عن مقاليد
الحكم، ما يضعف احتمالية حدوث هذا السيناريو في المدى المنظور.
لكن
يمكن أن تؤثر ردة الفعل "الغاضبة" لأنصار حزب "الشعب
الجمهوري"، تجاه حصول الأحزاب الصغيرة في الطاولة على مقاعد برلمانية من حصة
الحزب، على قرارات أنصار تلك الأحزاب في جولة الإعادة.
وبحسب النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، فقد حصل "تحالف الجمهور" على 321 مقعدا بنسبة 49.37 بالمئة، و"تحالف الأمة" على 213 مقعدا بنسبة 35.12 بالمئة، و"تحالف الحرية والعمل" على 66 مقعدا بنسبة 10.52 بالمئة.
دعم
إنجه لأردوغان
ورغم
إعلان زعيم حزب "البلد" محرم إنجه، انسحابه من السباق الرئاسي قبل أيام
من الجولة الأولى، لكنه حصل على نسبة 0.44 بالمئة من أصوات الناخبين (ما يعادل 239
ألف صوت)، وهي نسبة يمكن أن تقرب الرئيس أردوغان من حسم السباق الرئاسي لصالحه.
وأظهرت
حسابات أجرتها "عربي21" بعد فرز 100 بالمئة من أصوات الداخل وأكثر من 97
بالمئة من أصوات الخارج، أن الرئيس أردوغان كان بحاجة لنحو 274 ألف صوت لحسم
الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى.
وحصل
أردوغان على 27.088.360 صوتا، بفارق 2.520.164 عن أقرب منافسيه كيلتشدار أوغلو
الذي حصل على 24.568.196 صوتا.
في
المقابل، لا يمكن أن تؤثر كتلة محرم إنجه الانتخابية على نتيجة كيلتشدار أوغلو،
الذي يحتاج إلى أكثر من 5 بالمئة للوصول إلى نسبة 50 بالمئة.
وأعلن محرم إنجه انسحابه من الانتخابات الرئاسية، إثر تعرضه لضغوطات من تنظيم "غولن" حزب الشعوب الديمقراطي (اليسار الأخضر)، وفق قوله.
الأصوات
الباطلة
وصل عدد الأصوات الباطلة بعد نتيجة الفرز الأولية داخل وخارج تركيا إلى 1.036.565 صوتا،
وهي نسبة يمكن أن تغير مسار الانتخابات بشكل كامل.
وفي
احتمالية تقليل نسبة الأصوات المبطلة وتقاسم كلا المرشحين للأصوات فإن النتيجة
ستكون لصالح الرئيس أردوغان، الذي يحتاج لنحو 274 ألف صوت في حال بقيت نسبة
المشاركة التاريخية دون أي تغيير نحو 56 مليون صوت.
لكن
هذا السيناريو يبدو بعيدا عن الجولة الثانية، خاصة أن معظم الدراسات تؤكد أن جولات
الإعادة تشهد ضعف إقبال من الناخبين لا سيما للأحزاب التي خرجت من السباق الرئاسي.
وقال رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار، إن نسبة المشاركة داخل البلاد في الانتخابات بلغت 88.92 بالمئة فيما، سجلت 52.69 بالمئة في الخارج.
قلب
الطاولة
ولا
يعني الوصول إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، نفاد جعبة المرشحين من الوعود
أو المفاجآت الانتخابية، حيث يسعى أردوغان وكيلتشدار أوغلو لإعادة الحماس لأصوات
الأنصار خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 15 يوما.
ومن
اللافت أن الرئيس أردوغان تطرق في حملته الانتخابية إلى قضية تسريب اجتماع
كيلتشدار أوغلو مع منظمة "فتح الله غولن" المتهمة بتنفيذ محاولة
الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016.
وتشير
المعلومات الأولية إلى أن كيلتشدار أوغلو التقى أعضاء من منظمة "غولن" خلال
زيارته قبل أشهر إلى الولايات المتحدة.
ورغم
نفي مرشح "تحالف الأمة" لعقد أي اجتماع، إلا أن الرئيس التركي ووزير
الداخلية سليمان صويلو تعهدا بكشف تفاصيل اجتماع كيلتشدار أوغلو مع منظمة
"غولن" وسفراء غربيين.
وفي
حال استخدم الرئيس التركي هذه الورقة الانتخابية خلال حملته قبيل جولة الإعادة،
فقد تنقلب طاولة تحالف المعارضة، وتؤثر بشكل كبير على قرارات الناخبين الأتراك.
وأفشل
الشارع التركي المحاولة الانقلابية لمنظمة "غولن" بنزوله إلى الشوارع
والمطارات، بعد نداء وجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.