مع
استمرار
العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ما تنفك أوساط الاحتلال تتحدث عما
تسميها "معركة الوعي" مع حماس، ورغم أن المواجهة الحالية وفق ما يعلنه
عنوانها "المواجهة مع الجهاد الإسلامي"، لكن أي زعيم إسرائيلي ليس مستعدا لاتخاذ قرار
حاسم تجاه
غزة، سواء كان سياسيا أو عسكريا، بما يدلّ على ضعف النظام السياسي
الإسرائيلي، بغضّ النظر عن هوية الحكومة.
غادي
خيتمان خبير الشؤون الفلسطينية بجامعة أريئيل، ذكر أنه "منذ أن استولت حماس
على غزة في 2007 اتبعت إسرائيل تجاهها سياسة "الصمت سيقابل بالصمت"، وهي
استراتيجية انتهجها رؤساء الحكومات أولمرت ونتنياهو وبينيت ولابيد، وجميع هذه الحكومات
لم تبحث عن قرار عسكري أو سياسي تجاه غزة، بل اتباع المراوغة، وردود الأفعال، وهكذا اختارت
إسرائيل أن تتصرف بشكل سلبي في غزة، وعادة ما يتم جرّها لجولات التصعيد، وجميعها قصيرة
الأمد، دون أي تداعيات استراتيجية".
وأضاف
في مقال نشرته صحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الجيش لديه خطط عسكرية واضحة تجاه غزة، لكن تنفيذها سيستمر لفترة
طويلة، مع تكاليف كبيرة في الأرواح والموارد وأضرار جسيمة للاقتصاد، كما سيكون لها
عواقب سياسية، وتداعيات على الساحة الإقليمية والدولية، وهناك سبب آخر وراء الامتناع
عن القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة على مدار عقد ونصف، يتمثل بعدم اتخاذ
قرار بعد عن الغاية النهائية المنشودة لمستقبل غزة: حكم إسرائيلي، أم سلطة
فلسطينية، أم قوة دفاع عربية أم دولية؟".
وأكد
أنه "يمكن الافتراض أن أي زعيم إسرائيلي يرغب بالبقاء على الساحة السياسية
يأخذ في الحسبان أن الجمهور ليس مستعدا لاتخاذ قرار سياسي، قبل أو بعد عملية
عسكرية، مع أي شريك فلسطيني حماس أو السلطة الفلسطينية، أما حماس فقد اتبعت استراتيجية
في السنوات الأخيرة تتمثل بخفض ارتفاع ألسنة اللهب في الجبهة الجنوبية، وتصعيد
الصراع على وجه التحديد في ساحة الضفة الغربية، فيما تفضل إسرائيل إخماد حرائق
صغيرة بدلا من التعامل مع مولّد النار الحقيقي، والمعنى واضح مفاده أن جولات
التصعيد ستستمر".