رغم الخلافات الداخلية الإسرائيلية المتصاعدة، فإن توافقا شهدته الحلبة الحزبية فور بدء العدوان الإسرائيلي على
غزة بتنفيذ جريمة
الاغتيال التي أوقعت ثلاثة عشر شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء، ما كشف عن طبيعة الاحتلال العدوانية، وتوحد شرائحه على سفك الدم الفلسطيني، رغم تناقضاتهم الداخلية.
صحيفة
يديعوت أحرونوت كشفت أن زعيم
المعارضة يائير
لابيد سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة إحاطة أمنية، فيما هنّأت المعارضة قيادة جيش الاحتلال بالعملية، وزعم لابيد أن "التنظيمات في غزة تعلم أن أجهزة المخابرات والقوى الأمنية تتابع كل تحركاتها، وسيتم تصفية الحساب معها، والرد الإسرائيلي القوي في المكان والزمان المناسبين لنا هو السبيل للتعامل مع المقاومة في غزة".
ونقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن زعيم رئيس المعسكر الوطني بيني غانتس قوله إن "أعداءنا أخطأوا في تقييمهم للوضع، أرحب بالعملية المهمة في غزة، وأدعو للحفاظ على السياسة الهجومية، وسنقدم الدعم الكامل للجيش"، فيما طالب أفيغدور ليبرمان زعيم حزب يسرائيل بيتنا الحكومة بتحويل مليارات الشواقل لحماية المنازل والبنية التحتية في الجنوب والشمال خشية تعرضها للصواريخ، مطالبا باستهداف قادة حماس كما الجهاد الإسلامي، وإذا كان الجهاد مصدر إزعاج، فإن حماس مصدر تهديد، على حد قوله، ومن يطلق النار علينا في الجنوب والشمال هي حماس، ومن يوجه النشاط المسلح في الضفة الغربية هي حماس".
عضو الكنيست زئيف إلكين من المعسكر الوطني "دعا لاستنساخ ما حصل العام الماضي حين تم اغتيال قادة الجهاد الإسلامي خلال حكومة بينيت- لابيد- غانتس، وإنهاء الجولة في غضون أيام قليلة، آملا في أن يكون هذا ما سيحدث الآن"، فيما أعرب الجنرال يائير غولان من حزب ميرتس عن "عدم معرفته بما ستفعله حماس، ما يستدعي من إسرائيل أن تكون مستعدة للتصعيد إن كان لا مفر منه".
في جانب التحليل السياسي والعسكري، أشار رون بن يشاي الخبير العسكري ل
صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الاستهداف تم لقادة الجهاد، في حين أن العيون موجهة إلى حماس، وعلى ما يبدو استعدادًا للردّ، فإن المؤسسة الأمنية تستعد لأيام عدة للمعركة، وكما في العمليات السابقة، سيحاول الفلسطينيون الرد بشكل أساسي بوابل من الصواريخ من غزة، خاصة باتجاه الجنوب، بما في ذلك أسدود وبئر السبع، ولهذا السبب فقد أمرت قيادة الجبهة الداخلية بإغلاق الطرق وإيقاف بعض القطارات، وإخلاء مستوطني الغلاف لأماكن أخرى".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تقديرات المؤسسة الأمنية تتوقع أن تستمر المعارك عدة أيام، ويستعد الجيش لصراع مستمر سيستمر عدة أيام على الأقل، وبالتالي فترة محدودة، ولذلك تمت الموافقة على تجنيد الاحتياط، خاصة لأنظمة الدفاع الجوي وأنظمة القيادة والسيطرة على القوة الجوية وجناح المخابرات".
تكشف هذه القراءة الإسرائيلية للمواقف الحزبية والسياسية للعدوان على غزة أن هناك دعما كاملا لقيادة جيش الاحتلال في ارتكاب المجازر ضد المدنيين في غزة، في سبيل حل مشاكلهم الحزبية الداخلية، وهو ديدن الاحتلال منذ نشأته، يصدّر أزماته الداخلية إلى الخارج، ويتصالح المختلفون فيه على حساب سفك الدماء الفلسطينية والعربية.