ملفات وتقارير

"الخيمة الموريتانية" موروث تقليدي حاضر بقوة في الدعاية الانتخابية (صور)

تشكل فترة الحملة الدعائية أبرز مواسم انتعاش سوق الخيام الموريتانية- عربي21
رغم تطور الظروف وتحول غالبية السكان إلى المدن، فقد حافظ الموريتانيون على علاقتهم الوثيقة مع الخيمة التقليدية المفتوحة في كل الاتجاهات، إذ إنهم يرون فيها تعبيرا عن الأصالة والخصوصية الموريتانية، حيث ما زال الموريتانيون يتذكرون حفل إعلان استقلال بلادهم عن الاستعمار الفرنسي سنة 1960 والذي أعلن من تحت خيمة.

توظيف في الدعاية الانتخابية

ومع بداية كل موسم انتخابي يؤكد الموريتانيون ارتباطهم وتعلقهم بـ"الخيمة التقليدية" أو "الخيمة الموريتانية" كما يحلو للكثيرين تسميتها.

وتنتشر مع بداية الحملات الدعائية في جميع الشوارع الرئيسية بالمدن الكبيرة بما فيها العاصمة نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، الخيام التقليدية التي تعرف خلال المواسم الانتخابية بـ "خيام الحملة الانتخابية".

ويتم تجهيز هذه الخيام بمكبرات صوت وإنارتها وتأثيثها لاستقبال مناصري الأحزاب السياسية وتحاط بصور المرشحين وشعاراتهم.

وتشهد هذه الخيام سهرات انتخابية طيلة ليالي الحملة الدعائية، يقوم خلالها المتنافسون باستمالة الناخبين.

وتحرص الأحزاب السياسية على تنظيم أمسيات وسهرات فنية في هذه الخيام يشارك فيها الشعراء وكبار الفنانين، وهو ما يجذب الجمهور، على أن يتخلل ذلك الترويج لهذا المرشح أو ذاك.


ارتباط وثيق

ظلت "الخيمة التقليدية حاضرة مع الموريتانيين في حلهم وترحالهم في رحلة البحث عن الماء والكلأ، وحين استقر غالبية السكان في المدن، مع بداية سبعينيات القرن الماضي، جلبوا معهم هذا الإرث، إذ تحرص العديد من العائلات على بناء خيام قرب منازلهم للاستراحة بها في جو من البساطة والهدوء الساحر.

يقول محمد ولد أحمد لـ"عربي21": "الخيمة تشكل رمز الأصالة والتعبير عن الخصوصية الموريتانية.. الخيمة كانت حاضرة بقوة في تاريخنا.. أعلن استقلال البلد (1960) من تحت خيمة، وعقد أول اجتماع للحكومة بعد الاستقلال تحت خيمة، وحين استضافت نواكشوط القمة العربية (سنة 2016) كان ذلك تحت خيمة موريتانية تقليدية".

وأضاف: "نحن متمسكون بالخيمة الموريتانية لأنها تعبر عن تاريخ هذا البلد الزاخر بالعطاء والتشبث بالموروث الحضاري".

موسم الانتعاش

وتشكل فترة الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات، أبرز مواسم انتعاش سوق الخيام الموريتانية، بالإضافة إلى موسم الخريف الذي يغادر فيه الموريتانيون المدن إلى البوادي والأرياف ويقيمون مدة شهرين بعيدا عن ضوضاء المدن.

ومنذ الأيام الأولى للحملة الدعائية الممهدة للانتخابات النيابة والمحلية المقررة بموريتانيا 13 أيار/ مايو الجاري، شهدت أسواق الخيام بنواكشوط رواجا كبيرا.

فقد حرص العديد من المترشحين على اقتناء كميات كبيرة من هذه الخيام لاستخدامها في الحملة الدعائية.

وقالت فاطمة بنت الشيخ (عاملة في مجال خياطة الخيام) لـ"عربي21": "سوق الخيام التقليدية انتعش بشكل كبير هذا الأسبوع بسبب الحملة الانتخابية، نتوقع أن يستمر هذا الانتعاش أيضا لقرب موسم الخريف".

وتقتصر مهنة صناعة الخيام على النساء، بحيث تعكف مجموعة من النساء على خياطة وتطريز الخيمة، ثم يتم نقلها إلى الأسواق للبيع.



منافسة قوية

وبدأت منذ عشرة أيام الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات النيابية والمحلية بموريتانيا.

ويشارك في العملية الانتخابية 25 حزبا سياسيا، لانتخاب برلمان من 176 عضوا، حيث تتنافس هذه الأحزاب في 2071 لائحة في عموم البلاد.

وشهدت الحملة الدعائية منافسة قوية بين حزب "الإنصاف" الحاكم، وأحزاب معارضة، أبرزها حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي) وحزب "الصواب" المعارض.

ويطمح حزب "الإنصاف" الحاكم بتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان المقبل، واستمرار هيمنته على المجالس المحلية والجهوية في الولايات.

فيما يسعى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الواجهة السياسية للإسلاميين)، هو الآخر للحفاظ على موقع، كثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان بعد الحزب الحاكم.

ويدخل حزب "الصواب" المعارض، أيضا الانتخابات بقوة، مستفيدا من الشعبية الواسعة التي يمتلكها الناشط الحقوقي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية بيرام ألداه اعبيد.