أكدت
صحيفة "
واشنطن بوست" أن
إيران ومليشياتها ساهمت في استهداف القوات
الأمريكية في
سوريا من خلال شحنات أسلحة سرية خبأتها بين المساعدات الإنسانية التي
تدفقت على المنطقة عقب وقوع
الزلزال المدمر في شباط الماضي.
وقالت
الصحيفة إنها حصلت على معلومات استخباراتية سرية تم تسريبها عبر منصة ديسكورد
للمراسلة، تكشف ما تبذله إيران من جهود لإخفاء المعدات العسكرية الدفاعية بين
شحنات المساعدات المرسلة إلى سوريا عقب كارثة الزلزال.
ورفض
مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" مناقشة مدى صحة الوثيقة
وأصالتها، لكنه أشار إلى أن النشاط الذي تحدثت عنه ينسجم مع ما بذله الحرس الثوري
الإيراني من جهود في السابق من أجل الاستعانة بالإغاثة الإنسانية الموجهة إلى
العراق وسوريا لإيصال مواد لجماعات مرتبطة بالحرس الثوري، وفق "واشنطن
بوست".
وبحسب
الوثيقة المسربة فإن الأسلحة الهجومية التي هربتها إيران إلى سوريا تشمل أسلحة
صغيرة غير محددة وذخائر ومسيرات، تم تمريرها بالاعتماد على قوافل ضمت مركبات توجهت
من العراق بالتنسيق مع مليشيات
الحشد الشعبي العراقي وفيلق القدس، والذي يعتبر من
قوات النخبة الإيرانية المتخصصة بإدارة المقاتلين بالوكالة وجمع المعلومات
الاستخباراتية.
ولمح
التقييم الأمريكي المسرب أيضاً إلى تورط رئيس أركان الحشد الشعبي، حيث وردت إشارة
واضحة لأبي فدك المحمداوي، مشيرا إلى أن تحالف المليشيات الشيعية لصالح إيران يتلقى
تمويلا من قبل الحكومة العراقية وذلك عبر جهاز رسمي تابع للدولة يعرف باسم لجنة
الحشد الشعبي.
بيد
أن هذه الجماعة أنكرت ما ورد حول استغلال أتباعها لشحنات المساعدات الإنسانية بهدف
إيصال شحنات الأسلحة، وذلك لأن المساعدات مرخصة من قبل الحكومة العراقية ووصلت إلى
المحتاجين من أبناء الشعب السوري بحسب ما ذكره مؤيد السعدي الناطق الرسمي باسم
الحكومة العراقية، ووصف تلك المزاعم بأنها لن توهن عزيمة الشعب العراقي أو تثنيه
عن مساعدة الشعب السوري الشقيق والوقوف بجانبه في محنته الإنسانية، بصرف النظر عن
أي اعتبارات سياسية أو غيرها.
ولفتت
الوثيقة إلى أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف القوافل التي تشك في أنها تحمل
أسلحة إلى سوريا ولبنان، إلا أن خطر استهداف المساعدات الإنسانية المرسلة بنية
طيبة يعتبر تحدياً بالنسبة لها.
ومن
المرجح جداً لإسرائيل أن تواصل عملياتها الساعية لمنع تمرير الأسلحة، ولكن الأمر
يستلزم تأكيدات استخباراتية أدق قبل استهداف أي شحنة للمساعدات بحسب ما ورد في
الوثيقة.